شهدت مدن باكستانية مختلفة، وفي مقدمتها العاصمة إسلام آباد، ومدينة لاهور عاصمة إقليم البنجاب كبرى الأقاليم الباكستانية، تظاهرات عدة، بعد مقتل اثنين من المحتجين من أنصار حركة "الإنصاف"، التي يتزعمها عمران خان، وإصابة عدد آخر بجروح، جراء مواجهة بين المحتجين وأنصار الحكومة، في مدينة فيصل آباد بإقليم البنجاب.
ومنذ انطلاق المرحلة الثالثة، من الحراك الاحتجاجي، ظهر اليوم الاثنين، والتي دعا إليها الزعيم المعارض عمران خان ضد حكومة نواز شريف، في مدينة فيصل آباد، بدأت المواجهات بين المحتجين ومؤيدي الحكومة، ما أدى إلى مقتل اثنين من المحتجين وإصابة خمسة آخرين، وفق رواية المعارضة، بينما تشير المصادر الحكومية إلى مقتل أحد المحتجين وإصابة خمسة.
وبعد سقوط القتلى والجرحى، أعلنت حركة "الإنصاف" امتداد الاعتصامات المفتوحة والمظاهرات إلى كافة المدن الباكستانية، لذا خرجت أعداد كبيرة من المحتجين إلى شوارع المدن الرئيسية، كمدينة لاهور عاصمة إقليم البنجاب، وكراتشي عاصمة إقليم السند، ومدينة حيدر آباد وبيشاور، وحتى العاصمة إسلام آباد، إذ أغلق المحتجون الغاضبون بعض الطرق الرئيسية المؤدية إلى العاصمة.
بدوره، اتهم زعيم حركة الإنصاف عمران خان، وزراء ومسؤولين في الحكومة المحلية في إقليم البنجاب بخلق أجواء العنف، والهجوم على المحتجين السلميين، مطالباً الحكومة بتوقيف المسؤولين على الفور، وإجراء التحقيق معهم. وحذّر خان من نتائج وخيمة إذا استمرت الحكومة في استخدام القوة ضد المحتجين.
في المقابل، أكّد وزير الإعلام برويز رشيد، أن قوات الأمن الباكستانية، لم تلجأ إلى استخدام القوة في التصدي للمتظاهرين، مؤكداً أن الاحتجاجات الحالية التي تقودها حركة الإنصاف، بزعامة عمران خان، تهدف إلى القضاء على النظام الديمقراطي، وخلق الفوضى في البلاد.
إلى ذلك، رفض القيادي في حزب الرابطة الحاكم، ووزير الإعلام السابق في الحكومة المحلية بإقليم البنجاب، رانا ثناء الله، أن يكون أنصار الحكومة وراء أعمال العنف، التي أدت إلى قتل وإصابة المحتجين، متهماً حزبا دينيا مواليا لحركة الإنصاف بالقيام بأعمال عنف ضد المحتجين.
وكانت حركة الإنصاف قد أعلنت المرحلة الثالثة من الحراك الاحتجاجي ضد حكومة نواز شريف، من خلال احتجاجات واعتصامات بدأت اليوم في مدينة فيصل آباد، بهدف إغلاق المدينة، على أن تتوسّع رقعتها إلى مدينة كراتشي، في الثاني عشر من الشهر الجاري، ومدينة لاهور في الخامس عشر من الشهر. لكن بسبب أعمال العنف في فيصل آباد طالت التظاهرات إلى العديد من المدن الباكستانية، بخلاف الخطة التي رسمتها حركة الإنصاف سابقاً.