وأشار مصدر محلي في شبعا، لـ"العربي الجديد"، إلى أن رئيس بلدية بيت جن السابق، هيثم حمودي، هدد العائلات السورية بمنعهم من العودة إلى سورية "إلى الأبد" في حال رفضوا العودة الآن، كما توعّدهم بتسليط جهاز الأمن العام اللبناني عليهم "لتوقيفهم وعرقلة حياتهم في لبنان".
وقد بدأت عملية الضغط على اللاجئين قبل أسابيع، وأدت لنشوب العديد من الخلافات العائلية، بعد رفض الكثير من أبناء وبنات العائلات السورية المُقيمة في شبعا العودة إلى بيت جن تحت مظلّة النظام.
ويبلغ عدد السوريين في شبعا حوالي 600 عائلة، رضخت 100 منها (حوالي 470 شخصا) للضغوطات.
وأكد المصدر المحلي أن "النظام السوري رفض منح أي ضمانات أمنية للعائدين، ومن المُرجّح أن يتم إلحاق الشباب العائدين مع عائلاتهم بالخدمة الإجبارية في قوات النظام السوري".
وتأتي هذه الخطوة قبل حوالي الشهر على انتهاء العام الدراسي، ما يعني مغادرة عشرات الأطفال لمقاعد الدراسة والعودة إلى بيت جن دون وجود إمكانية فعلية لمتابعة الدراسة.
كما يُشكّل مصير المنازل التي تهدم معظمها في بيت جنّ مثار قلق للأهالي العائدين، الذين لا يعملون لظروف إقامتهم في بلدتهم بعد.
وقد تم إبلاغ العائدين بأن باصات خضراء كبيرة ستصل غدا السبت إلى شبعا لنقلهم إلى بيت جن، مع تواصل الضغوطات والترهيب بشكل كبير لزيادة أعداد المُغادرين، "طمعاً في استثمار هذا الأمر إعلامياً من قبل النظام"، كما يؤكد المصدر المحلي نفسه.
وقد تم بعث رسائل نصية عبر مواقع التواصل الإجتماعي إلى الأهالي لحصر عدد العائدين، ومن أعلم المُشرفين على عملية النقل بتغيير رأيه والبقاء في شبعا تعرّض لتهديدات إضافية.
وسبق لـ"حزب الله" اللبناني أن نظّم عودة آلاف اللاجئين السوريين من عدة بلدات حدودية لبنانية مع سورية إلى الداخل السوري خلال العامين الماضيين، دون تنسيق من السلطات اللبنانية أو مع الجهات الدولية والأممية المعنية بملف اللاجئين.
ومن أبرز تلك العمليات إجلاء حوالي 6 آلاف لاجئ من بلدة عرسال باتجاه محافظة إدلب في الداخل السوري بعيد انتهاء المعارك التي خاضها الحزب مع تنظيمي "النصرة" و"داعش" في الجرود المُتداخلة بين لبنان وسورية العام الماضي.
وقد وثّقت تقارير حقوقية دولية "عدم طوعية" هذه العودة، واستمرار التهديدات على حياة اللاجئين في إدلب بسبب الأعمال العسكرية.
ولم يقتصر الأمر على إخلاء المدنيين من البلدات اللبنانية وحسب، بل رتب الحزب خروج المئات من مُقاتلي "داعش" و"النصرة" بشكل آمن إلى الداخل السوري، على مرأى من عناصر الجيش اللبناني الذين فقدوا العشرات من رفاقهم خلال المعارك مع التنظيمين في بلدة عرسال وفي محيطها.
كما غطّى وزير الداخلية، نهاد المشنوق، إخلاء "حزب الله" لبلدة الطفيل اللبنانية من أهلها ومن اللاجئين السوريين الذين لجأوا إليها تسهيلا لعملياته العسكرية على حدود لبنان الشرقية مع سورية، قبل إعادة المواطنين اللبنانيين إليها وترحيل السوريين إلى بلداتهم الخاضعة لسيطرة قوات النظام في ريفي دمشق وحمص، في إشارة إلى أن الحكومة اللبنانية تعتمد سياسة تقليص عدد اللاجئين السوريين على أراضيها، بحيث انخفض عدد اللاجئين المُسجلين لدى "مفوضية شؤون اللاجئين" التابعة للأمم المُتحدة إلى ما دون المليون شخص.