باريس: أمام واشنطن وطهران شهر للجلوس إلى طاولة المفاوضات

04 أكتوبر 2019
فرنسا تقوم بوساطة بين الولايات المتحدة وإيران(محمد الشاهد/فرانس برس)
+ الخط -
قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، مساء الخميس، إن أمام إيران والولايات المتحدة شهراً للجلوس إلى طاولة التفاوض، مشيراً إلى أن خطة طهران لزيادة أنشطتها النووية في نوفمبر/تشرين الثاني ستؤدي لتجدد التوتر في المنطقة.

وحاول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبيل مغادرته نيويورك الأسبوع الماضي التوسط في محادثات بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والإيراني حسن روحاني، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة لكن محاولاته باءت بالفشل.

وقال لو دريان للجنة الشؤون الخارجية في البرلمان: "ما زلنا نعتبر تلك المبادرات، التي لم تنجح، مطروحة والأمر يرجع لإيران والولايات المتحدة للاستفادة منها في فترة زمنية محدودة نسبياً لأن إيران أعلنت إجراءات جديدة لتقليص التزاماتها باتفاق فيينا في نوفمبر".

وأضاف: "تلك الإجراءات تنذر بفترة جديدة من التوتر والتصعيد، ولذلك علينا أن نستغل المساحة السياسية المتاحة للمضي قدماً". وتابع قائلاً: "هناك إطار عمل على الطاولة اليوم، ونعتقد أننا يمكننا أن نتحرك على ضوئه، والدبلوماسية الفرنسية تعمل على ذلك".

وحاول ماكرون خلال الأسابيع القليلة الماضية نزع فتيل التوتر بين واشنطن وطهران، الذي تصاعد بعد هجوم في 14 سبتمبر/أيلول على منشأتي نفط سعوديتين تلقي المملكة والولايات المتحدة وأوروبا بالمسؤولية فيه على إيران، فيما تنفي الأخيرة ضلوعها فيه.

وكشفت مجلة "نيويوركر" الإثنين، أن روحاني ترك ترامب ينتظر ردّه على الهاتف، خلال وجوده في الولايات المتحدة الأميركية لحضور أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي.

وفي التفاصيل، نقلت أيضاً صحيفة "نيويورك تايمز" أنه، بتدخل ووساطة من ماكرون، تمت إقامة خط هاتفي مؤمّن، وبأن الرئيس الأميركي كان على الجانب الآخر من الخط، فيما كان يتعين على روحاني فقط الانتقال من مقر إقامته بفندق "ميلينيوم هيلتون" إلى غرفة أخرى قريبة لبدء الحديث مع ترامب.

وأضافت الصحيفة أن روحاني ومساعديه فوجئوا بالعرض الذي قدمه لهم ماكرون، خلال زيارته غير المعلنة، للفندق القريب من مقر الأمم المتحدة، إلا أن المفاجأة كانت، كما أوردت "نيويوركر" و"نيويورك تايمز"، أن روحاني رفض حتى الخروج من غرفته، ليعود ماكرون بخفي حنين، فيما بقي ترامب معلقاً ينتظر من يردّ على الهاتف.

ولمّح روحاني، الأربعاء، في اجتماع حكومته، إلى احتمال بدء مفاوضات بين بلاده والولايات المتحدة الأميركية ضمن مجموعة "1+5" المبرمة للاتفاق النووي عام 2015، قائلاً إن طهران لا تعارض عودة واشنطن "في ظروف مناسبة" إلى مجموعة "1+4" المتبقية في الاتفاق، لكن اشترط ذلك بالتزام الإدارة الأميركية بآليات المجموعة.

وأضاف روحاني، وفقاً لما أورده موقع الرئاسة الإيرانية، أنه خلال زيارته إلى نيويورك الأسبوع الماضي، كانت إيران "محور الدبلوماسية العالمية"، عازياً ذلك إلى "نجاح مقاومتها" ليقول إنه "لولا هذه المقاومة لما كان أحد يسأل عنا".