باحثون وأكاديميون يُجمِعون في تونس على خطورة الإرهاب

01 نوفمبر 2015
خطر الإرهاب كان طاغياً خلال الندوة (فرانس برس)
+ الخط -

اختتمت، اليوم، الدورة الرابعة من ملتقى "حوارات تونسية" التي اهتمت بالوضع الجيوسياسي في المنطقة وتأثيره على ‏العلاقات ‏الأورومتوسطية في خضم ما يعيشه العالم من صراعات وأزمات، وذلك بمشاركة باحثين وأكاديميين من تونس ومصر والجزائر ‏والمغرب ودول أوروبية.‏


وفي تصريحها لـ"العربي الجديد"، قالت الباحثة الليبية سامية المبروك، إن "تطلعات وطموحات الذين قاموا ‏بالثورة ‏والذين دافعوا عليها لإنهاء عهد الاستبداد ووجهوا بإشكاليات جديدة لم يعهدوها، أخطرها الإرهاب والتطرف ‏والعنف".‏‎ ‎

واعتبرت المبروك أن "العنف خطر يهدد حياة الإنسان واستقراره"، موضحة أن "خطط بناء دولة حديثة لا يكتمل إلا بتضافر ‏الجهود والمصالحة الوطنية ‏وحقن دماء الشباب الليبي، ونزع السلاح وإعداد مشاريع جادة لإعادة إعمار البلاد والقيام بدورات ‏توعية لإدماج الشباب ‏ممّن كانوا في ساحات القتال"‏.

اقرأ أيضا: نداء تونس: اشتباكات بين فريقين متصارعين تهدد بانفجار الحزب

وعلى هامش المؤتمر، قال رضا التليلي، مدير مؤسسة أحمد التليلي من أجل الثقافة الديمقراطية، لـ"ألعربي الجديد"، إنّ "برنامج ‏‏حوارات تونسية يسعى إلى إبراز أهمية الحوار الفكري والسياسي في العالم، وأنه يعمل على تقديم رؤية لتجديد وتنمية ‏الحوار ‏السياسي في تونس وفي المنطقة"‏‎.‎

وانتهى التليلي إلى أن "نتيجة العديد من الدراسات أثبتت أن الوضع الجيوسياسي الحالي في المنطقة يتسم بالخطورة وله تأثير ‏مباشر ‏على الحريات بكل أشكالها وعلى المسار الديمقراطي عموما".‏‎ ‎

من جهة أخرى، قدم الناشط السياسي والحقوقي ماهر حنين، من تونس، تحليله لـ"العربي الجديد"، بخصوص الوضع ‏الجيوسياسي ‏في المنطقة قائلا "لا نستطيع أن ننكر أننا نعيش في عالم هش يتعاظم فيه خطر الفاشيات الجديدة واتساع ‏دائرة الصراعات الدينية ‏والقومية والعرقية وانبعاث الهويات الفرعية المتنافرة إلى حد يضعف الأمل بمستقبل ممكن ‏للجميع حتى لمن يعتقد نفسه في ‏مأمن"، موضحا "لقد أفرزت انتفاضات الربيع العربي أوضاعا داخلية وإقليمية جديدة لا ‏زالت ارتداداتها مستمرة، فهي بقدر ما ‏عبّرت عن تطلع الشعوب إلى الحرية والمشاركة السياسية والعدالة الاجتماعية وعن ‏حقها في إقامة أنظمة سياسية ديمقراطية، فقد ‏فتحت كل المنطقة على احتمالات لا تزال مجهولة، خاصة بعد تفجّر ‏المواجهات المسلحة في ليبيا وسورية واليمن‎‏".‏

وقد احتضنت الندوة فضاءً مقتوحا للأحزاب السياسية وآخر لمكونات المجتمع المدني بهدف تمكينهم من التعبير عن ‏رؤاهم ‏ومواقفهم من هذا الوضع الجيوسياسي الراهن، بكل ما يمليه من مستجدات.

واعتبر جون فرنسوا دافيزون، نائب مدير مؤسسة الأبحاث الاستراتيجيّة بفرنسا، أنّ "العالم يعيش بين الأزمة والأمل في ‏غد ‏أفضل، إضافة إلى تأرجحه بين والديمقراطية والعنف"، مشددا من خلال تصريحه لـ"العربي الجديد"، على أنّ "سقوط ‏‏دكتاتوريات الحكم قبل الثورات في عدة دول عربية على غرار تونس ومصر وليبيا، يفرض إعادة التفكير في الوضع ‏الجيوسياسي ‏للمنطقة برمتها، وربما أيضا التفكير في إعادة بناء علاقات سياسية متينة لمحاربة خطر الإرهاب الذي يهدد ‏العالم عموما والمنطقة ‏خصوصا‎‏".‏

اقرأ أيضا: منظمة ‏‎الشفافية الدولية: الجيش التونسي الأقل فساداً في المنطقة