لمدينة القدس القديمة، أو زهرة المدائن، أسوار تزنّرها، وتتخللها بوّابات كبيرة. فالمدن المشرقية، ونظرًا إلى عراقتها، وأصولها البعيدة في التاريخ، احتفظت من الماضي بتلك "العادة"؛ تسوير الجمال، حماية له، وإعطاء البوّابات دور المنظّم لدخول البشر وخروجهم. فضلًا عن تعاويذ ورقى، هنا وهناك، وخبريات متناثرة مليئة بالتشويق، تضفي كلّها على المدن المسوّرة سحرًا فوق سحر.
الأصل أن لمدينة القدس القديمة ثمان بوّابات، تفضي إلى المناطق الأربع الشهيرة؛ الحي الإسلامي، حارة اليهود، حارة النصارى، حارة الأرمن. لكن التفرّد المقدسي، ينهل أيضًا من وجود سور داخل السور، وسبع بوّابات أخرى؛ ها هنا لسنا في حضرة تسوير الجمال فحسب، نحن في حضرة ما هو أعلى. للجمال رتبة المنتهى، وللمقدّس رتبة الأقصى؛ ها هنا المسجد الأقصى.
اقرأ أيضًا: مقهى الرضى
نورٌ على نور، وسورٌ بعد سور، وأبواب سبعة، لكل واحد منها اسم وقصّة. ثمة باب، اسمه باب السلسلة، هو الأكثر ارتفاعًا بين الأبواب التي تزنّر الحرم القدسي. باب السلسلة واقع في الحي الإسلامي، حيث الكنوز العربية المعمارية البهيّة، وحيث الحجر يجلّل كل شيء.
كل ما في الباب فريد، فهو ليس بابًا مفردًا بل بابًا مثنى؛ واحد مغلقٌ وآخر مفتوح. للمغلق اسم: باب السكينة. وللمفتوح اسم: باب السلسلة.
لا يحتاج الأوّل إلى تفسير أو شرح. لأن واقع القدس اليوم، يظهر كم تجافيها السكينة. أتى الغزاة إلى زهرة المدائن، وحرموها كلّ سكينة.
أمّا الثاني، فمن حوله تدور القصص؛ إذ قيل بوجود سلسلة معلّقة في مدخله، وقد أضفى عليها الناس مقدرة خاصّة: العدل. إلى السلسلة يأتي المتخاصمون، ويحاولون الإمساك بها. تميل السلسلة العادلة من تلقائها صوب الخير، كذا تنفر من الشرير، وتنحاز للخيّر.
وثمة قصة أخرى، عن سلسلة أخرى، تربط الأرض بالسماء. فالمدينة مقدّسة، ونظرًا إلى مكانتها الرفيعة، كان لا بدّ من أن تُربط بسلسلة مع السماء.
المهم أن هذا الباب من الأبواب القليلة المتبقية التي يستطيع أهل المدينة استعمالها للذهاب إلى الصلاة. قيودٌ كثيرة تحول دون الصلاة، ودون الحياة في مدينة القدس. تهديدات كثيرة، وحسدٌ إسرائيلي، لفرط الجمال المقدسي.
يريد الإسرائيليون قسر التاريخ على الامتثال لرواياتهم عن المكان، يريدون أن يحفروا حول وتحت وحيال وأمام ووراء المسجد الأقصى، باحثين عن أثرٍ لهم في القدس. لا أثر لهم في المدينة العربية، وهم حاقدون، ممتلئون كراهية وشرًا. يرابط أفراد الشرطة الإسرائيلية عند باب السلسلة ليلًا، فهم المحتلون. ولعلّهم إذ يقرأون اسم الباب، لا يخطر في بالهم إلا السلاسل والقيود، فأنّى لهم أن يروا النور نازلًا من السماء إلى الأرض؟
اقرأ أيضًا: مقهى الرضى
نورٌ على نور، وسورٌ بعد سور، وأبواب سبعة، لكل واحد منها اسم وقصّة. ثمة باب، اسمه باب السلسلة، هو الأكثر ارتفاعًا بين الأبواب التي تزنّر الحرم القدسي. باب السلسلة واقع في الحي الإسلامي، حيث الكنوز العربية المعمارية البهيّة، وحيث الحجر يجلّل كل شيء.
كل ما في الباب فريد، فهو ليس بابًا مفردًا بل بابًا مثنى؛ واحد مغلقٌ وآخر مفتوح. للمغلق اسم: باب السكينة. وللمفتوح اسم: باب السلسلة.
لا يحتاج الأوّل إلى تفسير أو شرح. لأن واقع القدس اليوم، يظهر كم تجافيها السكينة. أتى الغزاة إلى زهرة المدائن، وحرموها كلّ سكينة.
أمّا الثاني، فمن حوله تدور القصص؛ إذ قيل بوجود سلسلة معلّقة في مدخله، وقد أضفى عليها الناس مقدرة خاصّة: العدل. إلى السلسلة يأتي المتخاصمون، ويحاولون الإمساك بها. تميل السلسلة العادلة من تلقائها صوب الخير، كذا تنفر من الشرير، وتنحاز للخيّر.
وثمة قصة أخرى، عن سلسلة أخرى، تربط الأرض بالسماء. فالمدينة مقدّسة، ونظرًا إلى مكانتها الرفيعة، كان لا بدّ من أن تُربط بسلسلة مع السماء.
المهم أن هذا الباب من الأبواب القليلة المتبقية التي يستطيع أهل المدينة استعمالها للذهاب إلى الصلاة. قيودٌ كثيرة تحول دون الصلاة، ودون الحياة في مدينة القدس. تهديدات كثيرة، وحسدٌ إسرائيلي، لفرط الجمال المقدسي.