انفجار بيروت يلغي المنافسة السورية - اللبنانية؟

18 اغسطس 2020
غردت أمل عرفة عبر "تويتر" بكلمة واحدة: بيروت (تويتر)
+ الخط -

منذ بدء انتشار الأعمال المشتركة السورية اللبنانية في اكتساح الشاشات العربية واعتبارها من أهم الأعمال على الشاشة من خلال الترويج الإعلامي الكبير لها، وإن كانت فارغة المضمون، حتى بدأت أصوات من الجمهور السوري تنادي وتقول إن هذه الأعمال لا تشبهنا، وهي ليست ناجحة لولا وجود العنصر السوري فيها من كاتب ومخرج وفنيين والأهم من ذلك النجم السوري، الذي صعدت الفنانات اللبنانيات على أكتافه. وفي الطرف اللبناني المقابل كانت أصوات من الجمهور اللبناني تقول إن الموهبة الموجودة لدى جميلات لبنان، وهن لسنَ بحاجة إلى دراسة أكاديمية، والحضور الآسر لهنّ على الشاشة يتفوق على الفنانات السوريات المخضرمات. 

هذه الأصوات أثرت بشكل مباشر وغير مباشر على الفنانين السوريين واللبنانيين وخلقت حالات مختلفة على مدار ما يقارب السبع سنوات من صد ورد بينهم. ففي أحد اللقاءات اعتبرت الفنانة سلافة معمار أن الدراما المشتركة بحاجة ممثلة جميلة لبنانية لـ "نتفرج عليها"، في حين ردت سيرين عبد النور أن هذا الكلام لا يمكن أن تتخيله يصدُر من سلافة. أيضاً تكررت المواقف مع نادين نجيم حين صرح عابد فهد أن وقوف سلافة معمار بجانبه أهم من نادين، في حين كان رد نادين في أحد البرامج أن النجوم السوريين مهمون لكنها لن تتخلى عن لبنانيتها. وفي موقف آخر في برنامج "أكلناها" لباسم ياخور، وقعت شكران في هذا الفخ حين سُئِلَت عن الفنانة الأفضل أداءً، وخيّرها بين ماغي بوغصن وأمل عرفة، لتمتنع شكران عن الإجابة وتأكل من الطبق. وشكّل هذا الجواب مشكلة بين شكران وأمل، حيث عاتبتها الأخيرة على هذا الجواب، بعد شراكة فنية مستمرة طويلاً بينهما. كما صدر موقف آخر من باسم مغنية رداً على الفنان معتصم النهار الذي اعتبر أن الفنان السوري أكاديمي في حين أن الفنان اللبناني لم يدرس المهنة بل اكتسبها، ليغرّد باسم عن الموضوع على "تويتر" ويقول إن هناك فنانين لبنانيين درسوا أيضاً مهنة التمثيل، واعتبر طلال الجردي أن الفنان السوري ليس أهم أبداً من الفنان اللبناني.

سينما ودراما
التحديثات الحية

العديد من التصريحات المختلفة على مدار سبع سنوات استغلها الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لتخلق حالة جدل و"ترند" يستمر وقتاً طويلاً، لتعيش عليه عدة صفحات وقنوات إعلامية رغم محاولات عديدة من فنانين لبنانيين وسوريين لتحييد هذا الجدل جانباً، والتركيز على "الدور المهم" فقط. 

هذا كله تنحى جانباً، أخيرًا، بعد انفجار بيروت الأخير يوم 4 آب/أغسطس، فحالة المنافسة المباشرة وحتى غير المباشرة اختفت بعد الكارثة التي حلت بعاصمة البحر المتوسط، حيث وقف العديد من نجوم سورية إلى جانب لبنان في تغريداتهم، ونشروا على صفحاتهم وحساباتهم الشخصية صورة العلم اللبناني، ومنهم شكران مرتجى التي تمنت السلام لبيروت وطالبت السوريين بتفعيل "هاشتاغ": من دمشق هنا بيروت. في حين نشر قيس الشيخ نجيب وكندة علوش وسلافة معمار فيديوهات من الانفجار الكبير الذي حصل في المرفأ مع مقتطفات من فيديوهات صغيرة تبعث الأمل. وناشدَ قيس الشيخ نجيب متابعيه عدم الشتيمة أو الشماتة بضحايا الانفجار، وغردت أمل عرفة عبر "تويتر" بكلمة واحدة "بيروت".

هذه المواقف تجاه لبنان من قِبَل فناني سورية كسرت حاجز المنافسة المهنية بعض الشيء تجاه فناني لبنان، إلا أن نجوم ونجمات لبنان لم يبادر الكثير منهم إلى الرد على فناني سورية سواء بالصور أو بالتغريدات، ليبقى الموقف أحادي الجانب تقريباً من قبل السوريين ليتساءل بعض الجمهور فيما إن كان استغلال موضوع الانفجار المأساوي هو من أجل "مصلحة" الفنان السوري الذي يعمل أو سيعمل في لبنان، أم أن الأمر إنساني بحت فقط ونابع من محبة حقيقية وخالصة للشعب اللبناني، خصوصاً أن هؤلاء الفنانين وقفوا إلى جانب النظام ولم يستنكروا الكثير من المجازر التي قام بها تجاه السوريين في عدد من المحافظات.

المساهمون