انعقاد مؤتمر ميونخ بيومه الثاني على وقع الهواجس الأمنية

17 فبراير 2018
غابرييل: التسلح العسكري وحده لا يضمن السلام(Getty)
+ الخط -
بدأت، اليوم السبت، فعاليات اليوم الثاني من مؤتمر ميونخ للأمن في ألمانيا بدورته الـ 54، والذي يختتم أعماله غداً، وسط تحديات عديدة تعصف بالمناخ الدولي، في ظل الأوضاع الأمنية الإقليمية المضطربة في منطقة الشرق الأوسط، والاشتباك الروسي الأميركي، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى التهديدات الإرهابية والتوتر في شبه الجزيرة الكورية.

وكان من بين الحضور اليوم وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو.

واستهل وزير الخارجية الألماني، سيغمار غابرييل، كلمته خلال افتتاح أعمال اليوم بالإشارة إلى الخطر الذي يواجه العالم خلال العام الجاري، 2018.

وحذّر غابرييل من أن العالم يواجه خطر توسع الصراع بعد 6 سنوات من الحرب في سورية، ليطاول عددًا من شركاء بلاده.

وتابع أن العالم يشهد كذلك سعيًا حثيثًا من قبل الصين لقيادته، وتناميًا لـ"السلطوية" في روسيا، وللخطابات القومية والحمائية، علاوة على خطر انهيار الاتحاد الأوروبي، وتصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية.

وشدّد الوزير الألماني على أن "التسلح العسكري وحده لا يضمن السلام، نحتاج لشجاعة الحديث والنقاش"، منتقدًا تنامي الإنفاق على التسلح في العالم على حساب التنمية.

بريطانيا: سنغادر الاتحاد الأوروبي

من جانبها، شاركت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، ثاني المتحدثين، وزير الخارجية الألمانية بأن "العالم يواجه سلسلة جديدة من التهديدات، وأصبح الأمن الداخلي والأمن الخارجي مرتبطين بشكل غير مسبوق".

غير أن ماي بدت صارمة في موضوع خروج بلادها من الاتحاد الأوروبي، حيث أكدت أن بلادها ستخرج من الاتحاد الأوروبي ولن تجري استفتاءً ثانياً على ذلك، إلا أنها اقترحت اتفاقاً أمنياً جديداً يحقق التعاون المستقبلي مع الاتحاد.

واقترحت ماي اتفاقية جديدة للتعاون الأمني بين بلادها والاتحاد الأوروبي بعد الخروج من التكتل، وقالت في هذا الإطار "نريد حماية مواطنينا (..) أمن أوروبا هو أمننا".

وتابعت "لا يوجد أي عائق قانوني أو تنفيذي يحول دون التوصل لاتفاق يغطي كافة جوانب التعاون الأمني"، مشيرةً إلى أن الاتفاق "يجب أن يعكس إرادة سياسية حقيقية لتحقيق أمن مواطنينا الآن وفي المستقبل، عبر التعاون".



تدخل روسيا بالانتخابات الأميركية

من جهته، امتنع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن التعليق على توجيه الولايات المتحدة اتهامات لثلاث شركات روسية و13 روسيا في إطار ما تراه واشنطن جريمة ومؤامرة تجسس للتلاعب بالانتخابات الرئاسية الأميركية التي أجريت في عام 2016.

 وقال للمشاركين في مؤتمر ميونخ السنوي للأمن إنه حتى نائب الرئيس الأميركي مايكل بنس وآخرون أثاروا تساؤلات بشأن التحقيق الأميركي. وقال "إلى أن نرى الحقائق سيظل ما سواها محض هراء".

مكافحة الإرهاب

رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، أكد أن بلاده لا تحارب في سورية، وإنما تكافح الإرهاب.

وفي كلمته بالمؤتمر أكد يلدريم أن أنقرة لا تقوم بذلك وحدها، وأن تحالفًا من 62 دولة ينفذ مهام مشابهة، في إشارة إلى التحالف الدولي لمكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي، بقيادة واشنطن، علاوة على روسيا وإيران.

وتابع: "نحن جزء من الناتو، ومن التحالف، ونقدم الدعم الجوي، ليس هناك أي معنى لتوجيه الأمر إلى اتجاه آخر"، في إشارة إلى المزاعم التي تصدر من حين لآخر عن عدد من الدول حول عملية "غصن الزيتون"، التي يخوضها الجيشان التركي و"السوري الحر"، ضد حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في عفرين.

تثبيت جنيف

في الملف السوري، انصب تركيز المعارضة السورية على تثبيت جنيف، في ظل المحاولات الروسية المستمرة لسحب الغطاء عنه، عبر أستانة أولاً، ومؤتمر "الحوار السوري" في "سوتشي" أخيراً، إضافة إلى الوضع المأساوي المستمر في الغوطة الشرقية وريف إدلب، بسبب تواصل القصف الروسي وقصف النظام السوري.

ويعتبر مؤتمر ميونخ للأمن، الذي يجمع أكثر من 500 مدعو، بينهم 16 رئيس دولة و15 رئيس حكومة و47 وزير خارجية و30 وزير دفاع و59 ممثلاً عن منظمات دولية، فرصة مواتية لـ"هيئة المفاوضات السورية" التي عقدت اجتماعاً مع وزير شؤون الشرق الأوسط في الحكومة البريطانية أليستر بيرت، حيث بحث اللقاء ممارسة ضغط حقيقي على النظام وداعميه في سبيل الحل السياسي، فيما أكد الوزير البريطاني على التزام بلاده بإعادة إحياء محادثات جنيف.

كما عقدت الهيئة اجتماعين مع وزيرة خارجية النرويج وكبير أعضاء لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الألماني، أمس الجمعة، على هامش اليوم الأول.

وأفاد الموقع الرسمي لهيئة المفاوضات أن رئيس الهيئة الدكتور نصر الحريري وأعضاء من الهيئة عقدوا اجتماعين مع وزيرة خارجية النرويج أينه سوريدا، وكبير أعضاء لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الألماني جون واد بل.

وتركز الحديث في اللقاءين حول الوضع الإنساني الحرج الذي وصلت إليه معظم المناطق في سورية مثل إدلب والغوطة، وقصف النظام واستهدافه للبنية التحتية والمستشفيات ومراكز الإسعاف بالأسلحة الثقيلة.

وأضاف رئيس الهيئة في تغريدة له على تويتر أن "وزيرة خارجية النرويج أكدت دعم بلادها للعملية السياسية في جنيف والتطبيق الكامل للقرار الدولي 2254، وضرورة وقف القصف وأظهرت احترامها لطريقة تعاطي قوى الثورة والمعارضة مع هذه العملية، وأكدت استمرار بلادها في تقديم المساعدات الإنسانية للسوريين داخل سورية وخارجها".

الاستفادة من هزيمة "داعش"

عراقياً، أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، اليوم السبت، أن بلاده مستمرة في ملاحقة تنظيم "داعش" الإرهابي.

جاء ذلك خلال استقبال العبادي، رئيس الوزراء الفرنسي إدوارد فيليب، في مقر إقامته بمدينة ميونخ الألمانية، بحسب بيان لمكتب رئيس الوزراء العراقي، أكد أن العبادي قدّم شكره للفرنسيين لمشاركتهم في مؤتمر إعمار العراق الذي عُقد مؤخرا في الكويت.

وأضاف العبادي "إننا مستمرون في ملاحقة داعش، وبناء قدراتنا، ونتطلع إلى استمرار التعاون الأمني والاقتصادي والتجاري مع فرنسا، خاصة في مجال إعادة الاستقرار، وهي مهمة أساسية لا تقل أهمية عن حربنا ضد الإرهاب".

كما استقبل العبادي، في مقر إقامته بميونخ، وزيري الدفاع والخارجية النرويجيين، وفقا لما أكده مكتبه، في بيان منفصل، قال فيه إن اللقاء بحث تطوير العلاقات بين البلدين في جميع المجالات. واستعرض العبادي، خلال اللقاء، نتائج الحرب على تنظيم "داعش"، والنصر الذي تحقق عن طريق وحدة الشعب العراقي، وما تلاه من مرحلة التحول نحو الاستقرار، فضلا عن تطورات الأوضاع في المنطقة، وضرورة مواصلة الحرب ضد الإرهاب الذي يهدد العالم.

وكانت انطلقت، أمس الجمعة، فعاليات المؤتمر الذي يعد من أهم المؤتمرات التي يتم فيها تناول القضايا الأمنية الدولية والإقليمية.

(العربي الجديد)

المساهمون