ينطلق اليوم الدور نصف النهائي لبطولة كأس العالم 2018، بمواجهة قوية ومنتظرة تجمع المنتخبين الفرنسي والبلجيكي، وذلك بعد إقصاء الأول منتخب الأوروغواي والثاني منافسه البرازيلي القوي. ومن أبرز العناوين التي يمكن أن توصّف هذه المواجهة "الواقعية ضد المرتدات القاتلة".
واقعية فرنسا
يُجمع الخبراء والمحللون الكرويون على أن المنتخب الفرنسي لم يدخل بنسبة 100% في المونديال الروسي، خصوصاً لناحية الأداء على أرض الملعب باستثناء ربما ما فعله أمام المنتخب الأرجنتيني الذي كان مهزوزاً في وضع صعب أصلاً، لكن ما ميز منتخب "الديوك" حتى الآن بعد وصوله إلى المربع الذهبي هي الواقعية.
اختار المدرب ديدييه ديشان اللعب بواقعية أكثر من الاستعراض وتقديم أداء كبير رغم وجود عناصر رائعة قادرة على إسقاط الخصم بسهولة، إلا أن فرنسا ما زالت متحفظة بعض الشيء وتلعب بواقعية تجعلها تخطف الفوز دون ارتكاب أخطاء متهورة ودون بذل مجهود كبير جداً، وفي النهاية يبقى الفوز هو أهم شيء في بطولة كأس العالم بغية التقدم نحو الأدوار النهائية.
فرنسا ستواجه المنتخب البلجيكي القوي والمنظم وهي تملك أسماء مثل كيليان مبابي وأنطوان غريزمان في الهجوم، وبول بوغبا في خط الوسط، هذا بالإضافة إلى خط الدفاع القوي الذي تميز بقدرته على الخروج بشباك نظيفة وعدم التسبب بالخسارة.
ديشان يلعب من أجل الفوز فقط وليس جمال الأداء أو الاستعراض، ديشان لا يريد التفريط بهذه الفرصة الذهبية بعد خروج كل الكبار من البطولة، فهو أمام فرصة تاريخية لخطف لقب كأس العالم للمنتخب الفرنسي للمرة الثانية في تاريخه، وعليه تخطي عقبة منتخب "الشياطين الحُمر" أولاً.
هي واقعية قد تُساعد أي منتخب على التقدم في البطولات الكبيرة، لكن على ديشان ولاعبي فرنسا معرفة إن كانت هذه الواقعية ستكون مفيدة أمام خصم مثل بلجيكا قوي، منظم ويلعب بتكتيك جيد، وهو الأمر الذي ظهر أمام المنتخب البرازيلي في الدور ربع النهائي.
فرنسا ليس خصماً سهلاً وستُقاتل من الدقيقة الأولى حتى الأخيرة من أجل تحقيق الفوز والتأهل إلى المباراة النهائية لأول مرة منذ عام 2006، وآنذاك خسرت من إيطاليا بركلات الترجيح، لكنها هذه المرة تملك منتخباً قوياً وقادر على تحقيق الذهب في النهاية.
تكتيك ومرتدات بلجيكا
لا يمكن نفي أن المنتخب البلجيكي ظهر بأداء قوي أمام المنتخب البرازيلي في الدور ربع النهائي من مونديال روسيا 2018، فهو قضى على منتخب "السامبا" بنجومه في الشوط الأول بسهولة دون مقاومة كبيرة. هو منتخب يلعب وفق خطة مُحكمة على الورقة والقلم بقيادة الإسباني روبيرتو مارتينيز الذي عرف بمساعدة من تييري هنري كيفية قيادة "الشياطين الحُمر" إلى المربع الذهبي بعد غياب لسنوات طويلة.
ومن أكثر الأمور التي ميزت المنتخب البلجيكي المرتدات القاتلة التي صنعت الفارق في معظم المباريات حتى الآن، وخصوصاً في الشوط الأول مع المنتخب البرازيلي، حين قضى سلاح المرتدات على الدفاع البرازيلي تماماً وخرج مهزوماً بهدفين نظيفين.
بلجيكا ستواجه واقعية فرنسا بسلاح الانضباط التكتيكي والمرتدات وهي من أكثر المنتخبات التي أثبتت أنها تعرف جيداً كيفية تطبيق هذا السلاح على أرض الملعب في مونديال 2018. بلجيكا تعود إلى الدور نصف النهائي ولن تُغادر أرض ملعب "كريستوفسكي"، إلا وهي متأهلة إلى المباراة النهائية لأنه الجيل الأفضل لبلجيكا منذ سنوات طويلة.
ورشحت الصحف الرياضية في العالم المنتخب البلجيكي للوصول إلى المباراة النهائية وتخطي فرنسا، نظراً للعروض الكروية الكبيرة التي قدمها حتى الآن في المونديال، وأثبت أنه المنتخب الثابت في أدائه والذي لم يظهر بمستوى مترنح بين مباراة وأخرى، بل ظهر بأداء ثابت وصلب من اليوم الأول حتى الآن ولذلك فهو الأكثر استحقاقاً أن يوجد في المباراة النهائية يوم الأحد المقبل.
بلجيكا تحلم ومن حقها أن تحلم لأنها تملك جيلاً ذهبياً قادراً على التوفق على أي منتخب مهما كان حجمه وخصوصاً فرنسا، فهو اليوم من بين أبرز المرشحين للتويج باللقب العالمي، وهو إلى جانب المنتخب الكرواتي يحلم بوضع النجمة الأولى على القميص مع نهاية مونديال روسيا 2018.
بين فرنسا وبلجيكا هناك 90 دقيقة ستُحدد كل شيء وربما تصل إلى 180 دقيقة أو ركلات الترجيح، هي مواجهة نارية في اليوم الأول من الدور نصف النهائي، فمن سيحسم المواجهة في النهاية؟