انخفاض قياسي للبورصات العالمية والنفط يواصل التراجع

28 فبراير 2020
شهدت وول ستريت أكبر انخفاض لها في يوم واحد(Getty)
+ الخط -
هبطت أسواق الأسهم الآسيوية والأوروبية، الجمعة، بسبب المخاوف من انتشار فيروس كورونا الجديد، ما يعمق تراجعاً عالمياً، بعد أن شهدت وول ستريت أكبر انخفاض لها في يوم واحد منذ تسع سنوات.

انخفض المؤشر الرئيسي لبورصة طوكيو بهامش واسع غير عادي قدره 3.7٪، وانخفضت الأسهم في سول وسيدني بأكثر من 3٪، وشهدت الأسهم في هونغ كونغ وشنغهاي خسائر تزيد عن 2.5 ٪.


وفي التفاصيل، هوى مؤشر نيكي 225 في طوكيو إلى مستوى 21025.76 نقطة، كما انخفض مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 2.6٪ إلى 2914.31. وخسر مؤشر هانغ سينغ في هونغ كونغ 2.6٪ من قيمته ليصل إلى 26081.87 نقطة.

كما انخفض مؤشر كوسبي في سول بنسبة 3.4٪ ليصل إلى 1984.10، بينما انخفض مؤشر "إس أند بي - إيه إس اكس 200" في سيدني بنسبة 3.3٪ إلى 6441.20 نقطة.

وتراجع مؤشر سينسيكس في الهند بنسبة 2.8٪ ليصل إلى 38653.65 نقطة. كما تراجعت أسواق نيوزيلندا وجنوب شرق آسيا أيضًا.

أسهم أوروبا تتهاوى
ونزلت الأسهم الأوروبية 3% اليوم الجمعة، لتزداد توغلاً في منطقة تصحيح، في الوقت الذي يخشى المستثمرون ركوداً عالمياً وشيكاً مع انتشار فيروس كورونا في أنحاء العالم.

ويتجه المؤشر ستوكس 600 الأوروبي صوب تسجيل أكبر انخفاض أسبوعي منذ ذروة الأزمة المالية العالمية في 2008.
ودخل المؤشر مستويات تصحيح أمس الخميس، إذ انخفض 10% عن ذروة سجلها في الآونة الأخيرة، بجانب أسواق الولايات المتحدة وآسيا.

ومن بين القطاعات الرئيسية، كانت قطاعات التعدين، والسفر والترفيه، والتكنولوجيا هي الأكبر انخفاضا لتتراجع بما يتراوح بين 3.8 و4.1 في المائة.

سباق أميركي نحو الأسفل

انخفض مؤشر إس أند بي 500 الأميركي بنسبة 4.4٪ يوم الخميس، إلى 2978.76 نقطة.

وخسر مؤشر داو جونز الصناعي 1190.95 نقطة، وهو أكبر انخفاض له في يوم واحد في التاريخ، لتصل خسارته للأسبوع إلى 3225.77 نقطة، أي 11.1 في المائة. لوضع ذلك في منظوره الصحيح، كانت خسارة مؤشر داو جونز 508 نقاط في 19 أكتوبر/ تشرين الأول 1987، تساوي 22.6 في المائة.

قال جينغي بان من مؤسسة "آي جي" في تقرير، إنه "سباق نحو الأسفل بالنسبة لمؤشرات الولايات المتحدة". "قد يكون من السابق لأوانه تحديد القاع بالنظر إلى عدم اليقين حول مسألة تأثير فيروس كورونا".

وكان المستثمرون واثقين من أن الفيروس الذي ظهر في الصين في ديسمبر /كانون الأول سيكون تحت السيطرة، لكن تفشي المرض في إيطاليا وكوريا الجنوبية وإيران أثار مخاوف من تحول الفيروس إلى تهديد عالمي قد يعرقل التجارة والصناعة.

وازدادت حدة القلق يوم الخميس عندما أبلغت الولايات المتحدة عن أول حالة إصابة بالفيروس، لشخص لم يسافر إلى الخارج أو كان على اتصال مع أي شخص سافر إلى الخارج.

وفي وول ستريت، انخفض مؤشر ستاندرد اند بورز 500 أمس الخميس، بنسبة 12٪ عن أعلى مستوى له على الإطلاق منذ أسبوع.

وتصدر قائمة متزايدة من الشركات الكبرى تحذيرات بشأن الأرباح، وتقول إن إغلاق المصانع في الصين يعطل سلاسل التوريد، وتعتبر تلك الشركات أن حظر السفر وغيره من التدابير المضادة للأمراض تضر بالمبيعات في الصين، وهي سوق استهلاكية كبيرة.

وقال تشانغ وي ليانغ ويوجين ليو من بنك "دي.بي.اس" في تقرير، وفقا لوكالة "أسوشييتد برس"، إن المخاوف من انتشار الفيروس "أصبحت متضخمة في جميع أنحاء العالم مع ارتفاع الحالات خارج الصين".

تهاوي النفط

وفي السياق ذاته، هوت أسعار النفط لأدنى مستوياتها في ما يزيد عن عام، اليوم الجمعة، مما يضعها على مسار تسجيل أكبر تراجع أسبوعي في ما يزيد عن أربع سنوات، في وقت أجج الانتشار السريع لفيروس كورونا المخاوف من تباطؤ في الطلب العالمي.

وتراجع أكثر عقود خام برنت نشاطا للتسليم في مايو /أيار 1.37 دولار أو ما يعادل 2.7 في المائة إلى 50.36 دولارا للبرميل بحلول الساعة 04.45 بتوقيت غرينتش، وهو أدنى مستوى في 14 شهرا، وينتهي أجل عقد أقرب استحقاق لشهر إبريل/ نيسان في وقت لاحق اليوم.

ونزلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.33 دولار أو ما يعادل 2.8 في المائة، إلى 45.76 دولارا للبرميل. وتراجع الخام الأميركي نحو 14 في المائة هذا الأسبوع، وهو أكبر تراجع أسبوعي منذ مايو/ أيار 2011.

ونزل خام القياس العالمي برنت، الذي تراجع نحو اثنين في المائة أمس الخميس، نحو 13 في المائة هذا الأسبوع، مما يضعه على مسار تسجيل أكبر انخفاض أسبوعي منذ منتصف يناير /كانون الثاني 2016.

وتأمل أسواق النفط في أن تخفض منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها، بمن فيهم روسيا، الإنتاج على نحو أكبر، وقالت المجموعة المعروفة باسم أوبك+ إنها ستتبنى نهجا مسؤولا في أعقاب تفشي الفيروس.

ومن المقرر أن تجتمع المجموعة، التي تخفض الإنتاج حالياً بمقدار 1.2 مليون برميل يوميا لدعم الأسعار، في فيينا في الخامس والسادس من مارس /آذار.

وقال جيسون جاميل المحلل لدى بنك جيفريز الأميركي، لوكالة "رويترز"، إننا "نعتقد أن خفضاً بما لا يقل عن مليون برميل يوميا في الربع الثاني ضرورة كي نقلص ببساطة تراكم المخزونات، نعترف بأننا قللنا من تقدير الدمار الذي لحق بالطلب في الأسابيع الماضية".

وتقلص السعودية، التي قالت إنها ستستمر في التواصل مع روسيا بشأن سياسة النفط مستقبلا، إمدادات الخام إلى الصين في مارس آذار بما لا يقل عن 500 ألف برميل يوميا بسبب تباطؤ طلب المصافي.
المساهمون