وقال شهود عيان، لـ"العربي الجديد"، إنّ "أهالي منطقة نيرتتي فوجئوا، أمس الأحد، بهجوم لقوات حكومية، أطلقت النيران بشكل عشوائي وفي كل الاتجاهات، مستخدمةً الأسلحة الثقيلة والخفيفة"، ما نتج عنه مقتل نحو عشرة أشخاص، وجرح نحو ستين آخرين، حالة بعضهم خطرة.
وأكدت المصادر المحلية أنّ "البعثة المشتركة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة لحفظ السلام بدارفور (يوناميد)، عملت على إجلاء الجرحى إلى المستشفى القريب من المنطقة".
وذكرت المصادر أنّ الحادثة وقعت عقب العثور على أحد أفراد القوات الحكومية مقتولاً في المنطقة، دون الوصول إلى قاتليه.
وقال مسؤول الشؤون الإنسانية بهيئة النازحين واللاجئين بالمنطقة، عبدالله صالح، إنّ "القوات الحكومية شنّت هجوما بربرياً على المواطنين في المدينة مستخدمة الأسلحة، الأمر الذي أدى إلى مقتل تسعة مواطنين وجرح ستين آخرين".
وأشار إلى أنّ "القوات الحكومية قامت أثناء الهجوم بنهب الأسواق بالمنطقة"، ووصف صالح ما جرى بـ"الإبادة الجماعية".
وأكد المتحدث أنّ "عدداً من المصابين تم نقلهم إلى مشفى تابع لقوة يوناميد بالمنطقة، بسبب فشل مشفى المنطقة في توفير الإسعافات المطلوبة"، لافتاً إلى اعتقال 15 شخصاً أثناء الأحداث، وفرار عدد آخر من المواطنين إلى مقرّ البعثة المشتركة.
واتهم صالح نافذين في الحكومة بالتخطيط للأحداث، لتفكيك معسكرات النازحين بالمنطقة وتشتيتهم.
وكان الرئيس السوداني عمر البشير، قد أعلن، أول من أمس السبت، تمديد وقف إطلاق النار في دارفور، وولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق لمدة شهر.
في الأثناء، ذكرت حركة "تحرير السودان جناح مني مناوي"، في بيان، أمس الأحد، أوردته "فرانس برس"، إنّ الحركة تؤكد "أنّ الاعتداء هو نقيض لقرار البشير بخصوص تمديد وقف إطلاق النار، وتؤكد الحركة أنّ قرار البشير هو تغطية لهذه الجرائم التي ارتكبتها مليشياته بتعليمات منه".
بدوره، قال حزب "الأمة" المعارض الذي يترأسه رئيس الوزراء الأسبق الصادق المهدي، في بيان، إنّ "ما حدث في نيرتتي جريمة كاملة الأركان" مطالباً بإجراء تحقيق.
وتقع بلدة نيرتتي في منطقة جبل مره بولاية وسط دارفور. وجاء الهجوم بعد أشهر من الهدوء أعقبت عملية عسكرية كبيرة نفذتها القوات السودانية في منطقة جبل مره التي كانت تحت سيطرة حركة "تحرير السودان جناح عبد الواحد نور"، منذ بدء النزاع في دارفور عام 2003.
وأعلنت القوات الحكومية في مارس/آذار 2016 أنّها سيطرت على المنطقة بالكامل، وطردت قوات عبد الواحد نور منها.