انتقادات إسرائيلية لتدني مستوى الجندية في جيش الاحتلال

21 مارس 2019
باتت هذه العمليات أكثر كلفةً لإسرائيل (Getty)
+ الخط -

وجهت نخب يمينية إسرائيلية انتقادات قاسية لأداء جيش الاحتلال في مواجهة عمليات المقاومة في الضفة الغربية، مشيرة إلى أن تدني مستوى الجندية وميل الجنود الإسرائيليين الواضح إلى عدم مواجهة المقاومين الفلسطينيين، جعلا هذه العمليات أكثر كلفةً لإسرائيل.

وقال عاموس هارئيل، الرئيس الأسبق لمجلس المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، إن نجاح العمليات التي نفذها المقاومون الفلسطينيون مؤخراً، جاء بسبب تهاوي الدافعية القتالية لدى الجنود الذين يفضلون عدم مواجهة المقاومين خوفاً على حياتهم، وهو ما ساعد المقاومين على مواصلة العمليات، وتحقيق أكبر قدر من الخسائر في الجانب الإسرائيلي.

وفي مقال نشرته صحيفة "هآرتس"، رفض هارئيل المزاعم بأن جنود الاحتلال يتجنبون مواجهة المقاومين الذين ينقضون على مواقع الجيش الإسرائيلي وحواجزه العسكرية بوسائل قتالية بسيطة خوفاً من أن تتم محاسبتهم من قبل الأجهزة القضائية العسكرية، مشدداً على أن المشكلة تكمن في تهاوي الدافعية القتالية وعدم وجود رغبة في المواجهة لدى الجنود.

واعتبر هارئيل أن العملية التي نفذها الشهيد عمر أبو ليلى مؤخراً تعد مثالاً واضحاً على تهاوي الدافعية القتالية لدى جنود الاحتلال، مشيراً إلى أن هؤلاء اختاروا ترك أبو ليلى يقوم بالطعن وإطلاق النار دون أن يحركوا ساكناً.

وسخر هارئيل من حديث قادة الجيش الإسرائيلي بأنه ستتم دراسة سلوك الجيش واستخلاص العبر المطلوبة، محذراً من أن هذا لا يمثل العلاج المطلوب للظاهرة.

من جهته، حذر بوعاز غولانن، مقدم برنامج "الاستوديو المفتوح" في قناة التلفزة "20" اليمينية، من أنه في حال تواصلت مظاهر ميل الجيش لعدم المواجهة واختياره الوسائل الدفاعية، فإن اليهود الذين يعيشون في الأراضي الفلسطينية المحتلة "سيعودون إلى الشتات مجدداً".

وفي مقدمة البرنامج الذي بثته القناة الليلة الماضية، قال غولان إن الجيش الإسرائيلي يشجع جنوده على عدم المواجهة من خلال الاعتماد على الحلول الدفاعية، مشيراً إلى أن قيادة المنطقة الوسطى عمدت أمس الأربعاء إلى نصب محطات حماية أسمنتية في بعض مناطق الضفة الغربية، بحجة تقليص قدرة المقاومين الفلسطينيين على مباغتة الجنود الذين يتمركزون داخلها.

وأضاف أن هذا النمط من الأداء العسكري سيشجع المقاومين الفلسطينييين على مواجهة استهداف هذه المحطات، وقتل جميع الجنود داخلها عبر إلقاء القنابل.

ودعا غولان إلى إعادة تسمية الجيش الإسرائيلي من "جيش الدفاع" إلى"جيش الهجوم"، من أجل استعادة قوة الردع وتمكين المستوطنين من استعادة الشعور بالأمن.

أما المؤرخ ورجل الاستخبارات السابق إلتون روزين، والمعلق ميخائيل ميمون، اللذان تحدثا في البرنامج، فحذرا من أن العمليات الفردية التي تحدث بين الحين والآخر ستتحول إلى موجة كبيرة، بسبب ضعف أداء الجيش وتراجع الدافعية للاشتباك والمخاطرة لدى الجنود.

ودعا روزين إلى تعزيز دافعية جنود الاحتلال، من خلال السيطرة على القرى والبلدات الفلسطينية التي يخرج منها منفذ العمليات، وطرد سكانها، وجلب عائلات يهودية للإقامة فيها.

واستهجنت أوريت بنت الحاخام أحيعاد إيتنغر، الذي قتل في العملية التي نفذها أبو ليلى، أن المقاوم قتل والدها، بعدما حاول الأخير الدفاع عن الجنود الذين تواجدوا في المكان وكانوا مدججين بالسلاح.

ورأت أنه "في إسرائيل فقط، يحدث أن يقتل المدنيون وهم يحاولون الدفاع عن الجنود"، مشيرة إلى أن سلوك الجنود مسّ بقوة الردع الإسرائيلية وسيشجع على تعاظم وتيرة العمليات.

المساهمون