انتر من حلم سان سيرو الجديد إلى كابوس كالياري

28 سبتمبر 2014
ماتزاري عانى أمام كالياري (Getty)
+ الخط -

الجولة الخامسة من الدوري حملت بين طياتها شوطاً يدخل، حتماً، تاريخ المواجهات بين انتر وكالياري، شوط أظهر فيه فريق مادزاري كل عيوبه أمام كالياري الذي لم يفعل الكثير لكي يفوز إنما استغلّ، بكل بساطة، ضعفاً فنياً في الوسط وبطئاً مزمناً في تحريك الكرة وخللاً لا يصدّق في منظومة دفاعية لا يزال فيديش يشكل فيها عنصراً دخيلاً ونقطة ضعف غير متوقعة.

على ضوء ما شهده ملعب سان سيرو، عشية اليوم، إنتر لا يزال ورشة عمل مفتوحة وبعيدة عن إتمام أعمالها وتجهيز المنتوج النهائي، أي أنه فريق قادر على ترجمة الكلام المعسول والمخططات الطموحة التي لطالما تحدث عنها الرئيس توهير والمنافسة من أجل شيء أكبر من استغلال هفوات نابولي لخطف مركز ثالث.

جمهور سان سيرو عبّر عن رأيه هذا المساء بتشجيع فاتر في الشوط الأول واستهجان من كل عناصر النادي والفريق، ولا يمكن لوم الجمهور الذي يجد نفسه، بعد سنة كاملة من رئاسة توهير، في الوضع نفسه تقريباً، بل في وضع أسوأ من الموسم الماضي، حيث إنه بعد خمس جولات كانت بحوزته 10 نقاط، بينما في الموسم الجاري خانة النقاط تشهد على 8 نقاط من أصل 15 نقطة ممكنة.

أكثر من النقاط ما يقلق هو نقص الشخصية في الفريق، وخصوصاً في العناصر التي من المفترض أن تقود المجموعة وان تتحمل المسؤولية عند الحاجة وفي اللحظات الحرجة.

وهذا انطلاقاً من الانتداب الاهم، أي فيديتش، الذي سجل بداية كارثية لمغامرته في ميلانو بأخطاء بالجملة وأداءٍ باهت غريب على لاعب بخبرته، ومروراً بهيرنانيس الذي يبدو صورة غير صادقة للاعب لاتسيو، وبكوفاتشيتش الذي لا أحد يشك في قيمته الفنية وموهبته الماسية، ولكن هذه تظل على الورق ونراها على أرضية الميدان في مناسبات محدودة.

بالتأكيد للمدرب مادزاري مسؤوليات كبيرة، انطلاقاً من الانتدابات التي تعكس ميوله للعب العضلي في وسط الميدان على حساب الكرة العصرية وأخذ المبادرة. مع مادزاري نرى من جديد مفاهيم وأفكار كانت سائدة في الثمانينيات والتسعينات. لاعب وسط عضلي أمام الدفاع ولاعب فني على اليمين ولاعب يستحوذ على الكرة على اليسار. ثلاث حلقات وكل حلقة تتحدث لغة مختلفة، والنتيجة؟ وسط ميدان بدون أي رحمة أو قدرة على الحوار وبطيء لأبعد حدود.

هنا لا نريد التقليل من إنجاز كالياري الذي فاز وبجدارة ولكن الطريقة هي التي تشير إلى مسؤوليات الانتر. زيمان، بانتشار أكاديمي بسيط جداً وبسلاح واضح من الناحية التكتيكية، قلب الطاولة على مادزاري. إيباربو على اليمين وساو مع كوسو على اليسار لخلق تفوّق عددي على حساب المتواضع ناجاتومو مع ايكدال يستغل بطء ميديل. في النهاية أرشيف المباراة يشهد على ثلاثية لأيكدال ومباراة أكثر من إيجابية لإيباربو وطرد لناجاتومو.

أمام الإنتر عمل كثير وعودة نابولي قد لا تعطي المجال أو الوقت لتعديل الاوتار، فالفرق يتم تشييدها بالصيف وتعزيزها في يناير/ كانون الثاني، ولكن ما الحل ونحن لا نزال في نهاية شهر سبتمبر/ أيلول؟

سؤال على توهير ومادزاري الإجابة عليه وبأسرع وقت، فموسم آخر بعيداً عن الاضواء، مَن يدري التداعيات التي سيتركها بالميدان وبأروقة النادي؟...

دلالات
المساهمون