ونجح رؤساء أحزاب الحكم الثلاثة؛ "النهضة" و"نداء تونس" و"الاتحاد الوطني الحر"، في أول اختبار لهم، بعد إعلانهم، أمس، عن توافق والتزام بحضور رؤساء الكتل لاختيار رئيس لهيئة الانتخابات.
واتفق زعيم "حركة النهضة"، راشد الغنوشي، ومدير حزب "نداء تونس"، حافظ قائد السبسي، ورئيس حزب "الاتحاد الوطني الحر"، سليم الرياحي، خلال الاجتماع الأول لتنسيقية الحكم، على اختيار المترشح محمد التليلي المنصري لرئاسة هذه الهيئة الدستورية، وذلك بحضور رؤساء كتلهم في البرلمان.
وبهذا تكون تنسيقية ترويكا الحكم الجديدة، والتي تحوز مجتمعة على 135 نائباً، قد تمكنت من تجاوز أزمة هيئة الانتخابات التي تواصلت لأشهر ولخمس دورات انتخابية.
وشهدت الجلسة العامة الانتخابية فوضى غير مسبوقة؛ إذ جرى تمديد عملية الاقتراع لساعات طويلة، وأوقفت عملية الفرز لمرات للحيلولة دون إعلان النتائج، بعد أن تم الطعن في العملية الانتخابية بالتفطن لتصويت نائبة عن الكتلة الوطنية في مناسبتين.
وأعلن رئيس البرلمان، محمد الناصر، عن نتائج لجنة الفرز والتدقيق، بفوز المترشح محمد التليلي المنصري برئاسة الهيئة، بحصوله على 115 صوتاً، فيما حصل المترشحان نجلاء براهم على 49 صوتاً وأنيس الجربوعي على 5 أصوات، ولم يحصل المترشحان فاروق بوعسكر و الأنور بن حسن على أي صوت.
وكان المترشح نبيل العزيزي قد سحب ترشحه صباح اليوم قبل انطلاق عملية الاقتراع التي دامت لساعات طويلة، وتخلّلها تشنج وشد وجذب بسبب ما سماه نواب المعارضة نوايا الائتلاف الحاكم في تأجيل الانتخابات والمماطلة والتسويف.
من الجانب الآخر، هدّد ستة أعضاء من هيئة الانتخابات بالاستقالة لانتخاب المنصري رئيساً لهم، معتبرين أن اتفاق الأحزاب حوله مؤشر على عملية تسييس هذه الهيئة المستقلة وتلاعب بالمسار الديمقراطي وخطر على نتائج الانتخابات المقبلة، باعتبار أن المنصري أصبح مرشح الائتلاف الحاكم وسيخدم مصالحه ضد أحزاب المعارضة.