شهدت فرنسا، يوم الأحد الماضي، انتخابات إقليمية، حوّلتها نتائجها إلى استحقاق انتخابي "وطني"، خصوصاً في ظل انخراط جميع السياسيين، وأحيانا بعنفٍ شديد، في معاركها.
ولم يستطع الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، نفسه، البقاءَ على الحياد، فراقب الانتخابات ونتائجها ومفاجآتها عن كثب. ومن خلال قراءة نتائج الانتخابات، يتبيّن أنّ الجميع في معسكر اليمين كان رابحاً في انتخابات الأقاليم الفرنسية.
اقرأ أيضاً (فوز اليمين بالدورة الأولى من انتخابات الأقاليم الفرنسية)
الرئيس السابق، نيكولا ساركوزي، انتصر لأن حزبه، مع حلفائه، استعادوا صدارة المشهد السياسي كيمين جمهوري، بحصولهم على نحو 37 في المائة من المقاعد. والحزب "الاشتراكي"، بدوره، فاز، لأن زعيمه مانويل فالس، الذي اتخذ من مواجهة مارين لوبين موضوعاً انتخابياً بامتياز، "هنّأ نفسه"، لأن حزب الأخيرة اليميني لم يعد القوة السياسية الأولى في فرنسا، كما كان أثناء الانتخابات الأوروبية. ولأنّ نتائج اليسار في الدورة الأولى، خالفت توقعات معظم استطلاعات الرأي، التي كانت تمنحه مصيراً كارثياً.
وفاز الحزب "الاشتراكي" على الرغم من أنّه تم إقصاؤه مع حلفائه من 524 منطقة، لأنّه حلّ ثانياً، إذا أحصينا معه النتائج التي حققتها جبهة اليسار، إضافة إلى الخضر الإيكولوجيين، والذين حققوا 27 في المائة (مجموع اليسار). وقد أقرّ المتحدث الرسمي باسم الحزب الاشتراكي، أنّ الحزب تلقى هزيمة. غير أنّه أضاف، كاشفاً عن صمود حزبه، بالقول: "نحن لا ننكر الأمر، ولكننا لسنا انهزاميين". غير أنّ مدير صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، لورون جوفران، كان صريحاً حين كتب أنّ "الصمود لا يعني النصر" لأن "(الجبهة الوطنية) تُصلِّب انغراسها في المشهد السياسي وتظلّ محافظةً على أعلى نتائجها الانتخابية التاريخية". وقد نجح اليسار الفرنسي في الحدّ من الخسائر. غير أنّ نجاح حزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية"، ونجاح نيكولا ساركوزي، بشكل خاص، في هذه الانتخابات، شكل تهديداً لليسار. ويكمن الحل، بحسب البعض، في توافق كل مكونات اليسار المختلف، من أجل يوم الأحد المقبل (الدورة الثانية من الانتخابات).
بدورها، تلحّ مارين لوبين على أنها الفائزة الوحيدة في هذه الانتخابات (25 في المائة)، بقولها "نحن الفائز الأوحد، فقد ازداد عدد أصواتنا، كما حصلنا على المرتبة الأولى في 43 في المائة من الأقاليم، وبدأنا نستقر في المشهد المحلي"، أي أنّ الحزب وُجِدَ ليبقى. واعتبرت أنّ حزبها مثل ماركة تجارية: "جرّبوا (الجبهة الوطنية) وستقومون بتبنّيها". ويُصرّ ساركوزي وفرانسوا فيون على أنّ موقفيهما في الدورة الثانية في حالة تواجُد تنافس بين مرشح اشتراكي وآخَر من "الجبهة الوطنية"، يجب أن يكون على الشكل التالي: "لا لهذا (الجبهة الوطنية) ولا لذاك (الحزب الاشتراكي)"، وهو موقف اتخذته القيادة السياسية رغم معارضة آلان جوبيه وفرانسوا بايْرو وآخَرين.
موقف أثار استهجان رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، الذي رأى فيه "خطأ أخلاقيا وسياسيّا، لأنه حين يكونُ ثمَّةَ اختيارٌ بين مرشح جمهوري وآخَر من الجبهة الوطنية لا يجب إظهار التردّد. نحن في اليسار لا نتردد". كلام سبق لفالس أن قاله حين اتخذ حزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية" قرار الوقوف على الحياد قبل أسابيع.
إضافة إلى ذلك، فإن موقف "الجبهة الوطنية"، الذي دأبت عليه منذ عقود، هو ترك ناخبيها أحراراً في اتخاذ مواقفهم حين تنحصر المنافسة بين اشتراكي ويميني جمهوري، وبالتالي لا يوجد رأي حزبيٌّ يُطالِب بالتصويت للحزب "الاشتراكي"، ولا لأحزاب اليمين الأخرى. وبدأت الحملة الانتخابية ليوم الأحد المقبل، وسيرى الفرنسيون نفس الوجوه السياسية، من فالس إلى ساركوزي مروراً بمارين لوبين، وهم يحاولون كسب ودّ الناخب الفرنسي، الذي صوّت بنسبة تفوق 50 في المائة بقليل، ويُراهن اليسار على ارتفاع نسبة المشاركة من أجل خلق بعض المفاجآت. ويتقدم اليمين التقليدي المتعدّد مُوحَّداً للاستحقاق المحلي، بينما يحاول اليسار المتعدد تجميع "شظاياه"، وإخفاء صراعاته وتمزقاته، التي أشعلتها ثلاث سنوات من حكم الاشتراكيين.
كما أصبحت "الجبهة الجمهورية" (التي تقضي بتنازل مرشح اليسار أو اليمين للمرشح الأكثر حظّاً في الفوز في مواجهة مرشحي (الجبهة الوطنية) سلعة بالية. أما حزب "الجبهة الوطنية"، فليس لديه سوى ما يفوز به. وهذا ما يكشف، حقاً، أن هذا الأخير، هو الرابح الأكبر في هذا الاستحقاق المحلي/الوطني.
ولم يستطع الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، نفسه، البقاءَ على الحياد، فراقب الانتخابات ونتائجها ومفاجآتها عن كثب. ومن خلال قراءة نتائج الانتخابات، يتبيّن أنّ الجميع في معسكر اليمين كان رابحاً في انتخابات الأقاليم الفرنسية.
اقرأ أيضاً (فوز اليمين بالدورة الأولى من انتخابات الأقاليم الفرنسية)
الرئيس السابق، نيكولا ساركوزي، انتصر لأن حزبه، مع حلفائه، استعادوا صدارة المشهد السياسي كيمين جمهوري، بحصولهم على نحو 37 في المائة من المقاعد. والحزب "الاشتراكي"، بدوره، فاز، لأن زعيمه مانويل فالس، الذي اتخذ من مواجهة مارين لوبين موضوعاً انتخابياً بامتياز، "هنّأ نفسه"، لأن حزب الأخيرة اليميني لم يعد القوة السياسية الأولى في فرنسا، كما كان أثناء الانتخابات الأوروبية. ولأنّ نتائج اليسار في الدورة الأولى، خالفت توقعات معظم استطلاعات الرأي، التي كانت تمنحه مصيراً كارثياً.
وفاز الحزب "الاشتراكي" على الرغم من أنّه تم إقصاؤه مع حلفائه من 524 منطقة، لأنّه حلّ ثانياً، إذا أحصينا معه النتائج التي حققتها جبهة اليسار، إضافة إلى الخضر الإيكولوجيين، والذين حققوا 27 في المائة (مجموع اليسار). وقد أقرّ المتحدث الرسمي باسم الحزب الاشتراكي، أنّ الحزب تلقى هزيمة. غير أنّه أضاف، كاشفاً عن صمود حزبه، بالقول: "نحن لا ننكر الأمر، ولكننا لسنا انهزاميين". غير أنّ مدير صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، لورون جوفران، كان صريحاً حين كتب أنّ "الصمود لا يعني النصر" لأن "(الجبهة الوطنية) تُصلِّب انغراسها في المشهد السياسي وتظلّ محافظةً على أعلى نتائجها الانتخابية التاريخية". وقد نجح اليسار الفرنسي في الحدّ من الخسائر. غير أنّ نجاح حزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية"، ونجاح نيكولا ساركوزي، بشكل خاص، في هذه الانتخابات، شكل تهديداً لليسار. ويكمن الحل، بحسب البعض، في توافق كل مكونات اليسار المختلف، من أجل يوم الأحد المقبل (الدورة الثانية من الانتخابات).
بدورها، تلحّ مارين لوبين على أنها الفائزة الوحيدة في هذه الانتخابات (25 في المائة)، بقولها "نحن الفائز الأوحد، فقد ازداد عدد أصواتنا، كما حصلنا على المرتبة الأولى في 43 في المائة من الأقاليم، وبدأنا نستقر في المشهد المحلي"، أي أنّ الحزب وُجِدَ ليبقى. واعتبرت أنّ حزبها مثل ماركة تجارية: "جرّبوا (الجبهة الوطنية) وستقومون بتبنّيها". ويُصرّ ساركوزي وفرانسوا فيون على أنّ موقفيهما في الدورة الثانية في حالة تواجُد تنافس بين مرشح اشتراكي وآخَر من "الجبهة الوطنية"، يجب أن يكون على الشكل التالي: "لا لهذا (الجبهة الوطنية) ولا لذاك (الحزب الاشتراكي)"، وهو موقف اتخذته القيادة السياسية رغم معارضة آلان جوبيه وفرانسوا بايْرو وآخَرين.
موقف أثار استهجان رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، الذي رأى فيه "خطأ أخلاقيا وسياسيّا، لأنه حين يكونُ ثمَّةَ اختيارٌ بين مرشح جمهوري وآخَر من الجبهة الوطنية لا يجب إظهار التردّد. نحن في اليسار لا نتردد". كلام سبق لفالس أن قاله حين اتخذ حزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية" قرار الوقوف على الحياد قبل أسابيع.
إضافة إلى ذلك، فإن موقف "الجبهة الوطنية"، الذي دأبت عليه منذ عقود، هو ترك ناخبيها أحراراً في اتخاذ مواقفهم حين تنحصر المنافسة بين اشتراكي ويميني جمهوري، وبالتالي لا يوجد رأي حزبيٌّ يُطالِب بالتصويت للحزب "الاشتراكي"، ولا لأحزاب اليمين الأخرى. وبدأت الحملة الانتخابية ليوم الأحد المقبل، وسيرى الفرنسيون نفس الوجوه السياسية، من فالس إلى ساركوزي مروراً بمارين لوبين، وهم يحاولون كسب ودّ الناخب الفرنسي، الذي صوّت بنسبة تفوق 50 في المائة بقليل، ويُراهن اليسار على ارتفاع نسبة المشاركة من أجل خلق بعض المفاجآت. ويتقدم اليمين التقليدي المتعدّد مُوحَّداً للاستحقاق المحلي، بينما يحاول اليسار المتعدد تجميع "شظاياه"، وإخفاء صراعاته وتمزقاته، التي أشعلتها ثلاث سنوات من حكم الاشتراكيين.
كما أصبحت "الجبهة الجمهورية" (التي تقضي بتنازل مرشح اليسار أو اليمين للمرشح الأكثر حظّاً في الفوز في مواجهة مرشحي (الجبهة الوطنية) سلعة بالية. أما حزب "الجبهة الوطنية"، فليس لديه سوى ما يفوز به. وهذا ما يكشف، حقاً، أن هذا الأخير، هو الرابح الأكبر في هذا الاستحقاق المحلي/الوطني.