اليوم العالمي للّغة العربيّة: مبادرات بلا جدوى

18 ديسمبر 2014
بالعربي أحلى (حسين بيضون/العربي الجديد)
+ الخط -
يأتي "اليوم العالمي للغة العربيّة" كُلّ عام بالطريقة نفسها. يتناول مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي العرب الموضوع بالطريقة نفسها أيضاً: يُحبّون أنّ هناك يوماً للُغتهم الأم، ربّما... وربّما لا يعنيهم الموضوع من أساسه.

تحتلّ اللغة العربيّة المرتبة التاسعة ضمن أكثر عشر لغات استخداماً على الإنترنت، بنسبة 18.8 بالمئة من الناطقين بالعربيّة. ويُفضّل 60 بالمئة من الناطقين بالعربيّة تصفّح محتوى الإنترنت باللغة العربيّة. فاللغة المفضّلة لتصفّح الإنترنت في مصر ولبنان والسعودية والإمارات العربية المتحدة هي على الشكل التالي: 62 بالمئة عربي و38 بالمئة إنجليزي. كما يُفضّل 90 بالمئة من مستخدمي الإنترنت في السعوديّة الإعلانات على هواتفهم الذكيّة باللغة العربيّة.

إلى ذلك، هناك أكثر من 260 ألف مقال عربي في "ويكيبيديا"، تستقطب 240 ألف مشاهدة في الساعة. وتقدّر التغريدات باللغة العربيّة نحو 18 مليون تغريدة يومياً، أي ما يُعادل مليار تغريدة كلّ شهرين... 

هذه الإحصاءات لمبادرة "أيام الإنترنت العربي"، التابعة لشركة "غوغل". وبحسب إحصاءاتها أيضاً، من المتوقع أن تكون العربيّة رابع أكثر اللغات استخداماً على الإنترنت بحلول عام 2015، على أن يكون المحتوى العربي الإلكتروني 3 بالمئة على الشبكة العام المقبل أيضاً... حيث نمت نسبة استخدام العربيّة على الشبكة بنسبة 2500 بالمئة بين عامي 2000 و2011، وفقاً لدراسة حديثة.

وكما في الأعوام الماضية، بعد انتشار "المحتوى العربي" على الشبكة، هُناك مبادرات "لإثراء المحتوى". مطلقو المبادرات لا يملكون جديداً في الأغلب، بل مجرّد أقاويل ينشرونها عن حُبّ اللغة العربيّة، وأوصافاً يُطلقونها عنها.. "هي لُغة الضاد والحضارات"، يقولون.

لكنّ هذه المبادرات لم تُقدّم سبباً يجعل المستخدمين الذين يُتقنون اللغة العربيّة يستخدمونها على الشبكة، ولا حتى في اليوم العالمي (18 ديسمبر/ كانون الأول من كل عام). حتى أن الوسوم المستخدمة في هذا اليوم هي نفسها: "#بالعربي" و"#بالعربي_أحلى".

وقد يكون الجديد الوحيد هذا العام، دخول شركة "سامسونغ" على الخط، حيث نشرت فيديوهات على "يوتيوب" وأطلقت وسم "#بكتب_بالعربي" على "تويتر". لكنّ ما قامت به "سامسونغ" لا يتعدّى كونه حملةً دعائيّةً لسلسلة أجهزة Note التي تملكها، والتي تتميّز بقدرة "القلم" المرافق للأجهزة بالكتابة باللغة العربيّة... وكان "اليوم العالمي للغة العربيّة" مناسبةً جيّدةً لإطلاق حملة إعلانيّة بتكاليف أقلّ. 

لا شكّ أن المحتوى العربي يُثرى عاماً بعد عام على الشبكة، لكن وفيما تبقى "مبادرات إثراء اللغة" بلا جديد، ستقتصر المشاركات باللغة العربيّة على وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصاً على أولئك الذين يُحبّون اللغة من جهة، والذين لا يُتقنون لغاتٍ أجنبيّة من جهة أخرى.

المساهمون