اليوم العالمي للتلفزيون: قصة "صندوق العجائب"

21 نوفمبر 2015
(Getty)
+ الخط -
يملك أغلب الناس تلفزيوناً في منازلهم، لكن قلة قليلة تعرف أن لهذا الاختراع يوماً عالمياً تحتفل به الأمم المتحدة ويصادف 21 من تشرين الثاني/ نوفمبر كل عام، وقليلون أيضاً يعرفون قصة اختراعه التي تعود إلى أواخر القرن الماضي.

في عام 1884 بدأت أولى محولات اختراع التلفزيون في ألمانيا من طرف مخترع يدعى بول نيبكو، والذي حاول صنع آلة تنقل الصورة، غير أنه لم يتمكن فعلياً سوى من تصميم آلة تحليل الصور أثيرياً، في حين قام مواطنه كارل فارديناند براون بعد ثمانية أعوام باختراع "الأسطوانة الكاتوديكية"، وهي أهم مكون للتلفزيون، لكن القصة لم تكتمل إلا على يد عالم فرنسي يدعى ادوارد بيلين عام 1921، حيث قام بمحاولات تغيير نقل الصورة عبر موجات ضوئية، وبعد خمسة أعوام استطاع العالم جون لوجي بيرد أن ينقل أول الصور التلفزيونية.

بدأت التقنية الجديدة بعد ذلك تتطور بسرعة عجيبة وبدأت تجذب اهتمام الحكومات والمخترعين، ومن الغريب أن أسس التلفزيون الملون ظهرت مبكرا عام 1928 على يد العالم السوفييتي هوفانس آداميان في لندن، ولكن لم يتم تكريسها حينها، وظل العالم يشاهد التلفزيون الأبيض والأسود الذي تم طرحه في الأسواق عام 1931 على يد المهندس الفرنسي "هنري دي فرانس" الذي أسس الشركة العامة للتلفزيون في فرنسا.

وقد تزامن اختراع التلفزيون مع اختراع الكاميرا، وبدء عرض أول برنامج تلفزيوني بشكل محدود، كانت مدته ساعة واحدة في الأسبوع، ثم بدأ البث يصبح أطول وتم وضع بث يومي في الرابع من يناير/ كانون الثاني عام 1934 في فرنسا، وبدأ التنافس الأوروبي على تطوير هذا الاختراع، وتحوّل البث من محلي إلى بث بالأقمار الصناعية عام 1962 بين أوروبا وأميركا. ثم تطوّرت الشاشات والأشكال والأحجام وظهرت الألوان وتعددت القنوات والإضافات واختفى شيئاً فشيئاً حجم التلفزيون الكبير ويصبح شاشة رفيعة تحتل كل البيوت في أرجاء المعمورة.
أما على الصعيد العربي، فقد عرف العرب التلفزيون لأول مرة في العراق، عام 1954، حيث تم إنشاء أول محطة تلفزيونية ناطقة بالعربية في العالم، تلتها الجزائر، بافتتاح قناة التلفزيون الجزائري عام 1956، ليحل في المرتبة الثالثة لبنان عام 1959 ثم مصر عام 1960، قبل أن تبدأ الكويت في الاهتمام بهذا الاختراع وتطويره، لتنتشر اليوم مئات المحطات التي تحاول جذب الجمهور وإبقاءه قريباً دائماً من شاشة صندوق العجائب الذي غيّر حياة البشرية.
المساهمون