اليوم الرابع لمعركة الموصل: تطورات دراماتيكية سريعة

أنهت معارك الموصل يومها الرابع بتطورات دراماتيكية سريعة على مستوى حدة القتال وضراوته أو التدخل المباشر للجيش الأميركي في فك الحصار عن قوة مشتركة من البشمركة وجهاز مكافحة الإرهاب إثر وقوعها في كمين لتنظيم "داعش" على أطراف بلدة بعشيقة (30 كلم شرق الموصل)، في الوقت الذي تفاوتت فيه نتائج تحرير الأراضي العراقية من قبضة تنظيم "داعش" في المحاور السبعة للمدينة التي تشهد القتال.

ميدانيا، أكد مراسلو "العربي الجديد" حصول انخفاض تدريجي في وتيرة المعارك وتحولها من مستمرة إلى متقطعة بعد غروب الشمس وتلبد دخان آبار النفط التي أحرقها التنظيم من المحور الجنوبي في سماء الموصل وضواحيها بشكل كامل.

وحققت معارك اليوم الرابع أهدافا عدة وأخفقت في تحقيق أخرى، وفقا لمصادر عسكرية عراقية، أكدت أن "أسلوب داعش بالقتال يتغيّر كل يوم، لكنه يتشابه من حيث الهدف: الاستنزاف البشري للقوات العراقية، التي ارتفع عدد قتلاها إلى 51 جنديا، بينهم 11 ضابطاً، فضلا عن جرح نحو 60 آخرين".

وبلغت خسائر البشمركة نحو 70 قتيلا وجريحا والحشد الشعبي أكثر من 30 قتيلا وجريحا، مقابل أكثر من 200 عنصر من داعش قتلوا منذ بدء العمليات فضلا عن عشرات الجرحى.

وحول نتائج اليوم، أكدت مصادر عسكرية عراقية أن "نتائج المعارك في المحور الجنوبي كانت أفضل من الشرقي والشمالي، حيث تمت السيطرة على قرى سيداوة والمكوك والخباطة والمناوير والصلاحية والخالدية وخنيصات، ضمن محور جنوب مدينة الموصل، الواقع تحت قيادة الجيش العراقي ومليشيات الحشد".

وتمت السيطرة على قرية الحمضية في المحور الجنوب الشرقي، أما المحوران الشرقي والشمالي فالمعارك مستمرة ولم تتوقف، وهناك عمليات كر وفر، وتنظيم "داعش" مستميت بالدفاع عن الحمدانية وبعشيقة والجبل المقلوب وقرقوش وتل أسقف كون سقوطها يعني الوصول إلى خاصرة الموصل الشرقية ويمثل تهديدا باقتحامها، بينما تم اقتحام ناحية برطلة بعد انهيار دفاعات "داعش" فيها، وما تزال المعارك مستمرة في هذا المحور حتى ساعة إعداد هذا التقرير.

في السياق ذاته، أدى القصف الجوي على أحياء الموصل إلى مقتل مدنيين اثنين وإصابة أربعة آخرين بسقوط صاروخ على الحي العربي استهدف منزلاً، وفقا لما أكدته مصادر محلية داخل المدينة، ليرتفع عدد الضحايا المدنيين منذ بدء الهجوم على المدينة وحتى مساء اليوم الخميس، إلى 27 قتيلاً و19 جريحاً، بينهم نساء وأطفال.