من تداعيات انقلاب الموقف الأميركي تجاه الأزمة السورية إعادة خلط الأوراق السياسية في الداخل الأميركي، وتغليب بُعد السياسة الخارجية للولايات المتحدة على الأبعاد الأخرى المؤثرة في المعادلة الداخلية.
والمفارقة أن شريحة واسعة من جمهور الرئيس دونالد ترامب من اليمين الأميركي المتطرف باتت، بعد القرار المفاجئ بالتدخل العسكري في سورية، على طرفي نقيض مع ترامب الجديد.
وفي هذا السياق، هاجمت رموز اليمين الأميركي المتطرف على مواقع التواصل الاجتماعي قرار الضربة العسكرية، واعتبرته تراجعاً عن الشعارات الانتخابية التي جعلت ترامب محط أنظار المتشددين من الشوفينيين الأميركيين، وخصوصاً شعار "أميركا أولاً".
وأشارت الانتقادات إلى مواقف ترامب خلال الحملة الانتخابية ومعارضته الشديدة لأي تورط عسكري أميركي ما وراء البحار، لكنه بضربة فجر الجمعة، حسب المنتقدين، ورّط أميركا مجدداً في "مستنقع صراعات الشرق الأوسط التي لا تنتهي".
وقال بول جوزف واتسون، مدير موقع Infowar اليميني، في تغريدة له على "تويتر"، إن "قرار الحرب في سورية جعل من ترامب رمزاً جديداً من رموز مؤسسة الاستبلشمنت و"الدولة العميقة""، معلناً خروجه على ترامب.
أما الناشط اليميني، ريتشارد سبنسر، فقد أعلن إدانته الهجوم الأميركي على أهداف في سورية، مؤكداً أنه سينتخب مرشحاً آخر للرئاسة عام 2020.
ووصفت النائبة الديمقراطية عن ولاية هاواي، تولسي غابارد، القريبة من إدارة ترامب، والتي قامت منذ أسابيع قليلة بزيارة إلى دمشق، والتقت بشار الأسد، الضربة العسكرية للقاعدة الجوية السورية بـ"الهجوم الأرعن".
وبالنسبة إلى مجموعات اليمين الأميركي ذات الهوى الروسي، فقد رأت أن قرار الرئيس الأميركي شن هجمات عسكرية ضد النظام السوري هو "تجاوز للخطوط الحمراء".
ورأت المدونة المحافظة، لورا أنغراهام، أن الصواريخ التي أمر ترامب بإطلاقها جعلته في المركب نفسه مع ماركو روبيو وجون ماكين وهيلاري كلينتون، في إشارة إلى رموز الاستبلشمنت في الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
وذهبت بعض المواقع التي تتبنى "نظرية المؤامرة" إلى أن عملية القصف الكيمياوي في خان شيخون، ما هي إلا مؤامرة هدفها جر الولايات المتحدة إلى الحرب.
وكتب سكوت أدامس، مؤسس موقع Dilbert، قبل ساعات من الهجوم الصاروخي، أن الهجوم الكيمياوي في سورية "حدث مفبرك"، فيما نشر المدون اليميني مايك سيرنوفيتش شريط فيديو طالب فيه أنصاره بـ"التحرك لوقف ترامب ومنع التدخل العسكري الأميركي في سورية".