ومثل غيرهما من الأحزاب اليمينية المتشددة حول أوروبا، يُعتبر حزبا "ديمقراطيو السويد" و"الشعب"، من الأحزاب التي ترفع شعارات تشبه شعارات حركة "بيغيدا" الألمانية عن "وقف أسلمة أوروبا"، لكن بطريقة أكثر دبلوماسية.
وقد انتقد "الشعب" على لسان مقرّر شؤون الأجانب في البرلمان الدنماركي مارتن هنريكسن، النمسا وألمانيا، بقوله إن "هذا التصرّف غير مسؤول (فتح الحدود مع المجر) من النمسا وألمانيا. وسياسة الذراع المفتوحة، هي التي تجذب المزيد من الناس (اللاجئين) وهذا يمكن أن يؤثر على الدنمارك ويهدد استقرار أوروبا". وطالب هنريكسن، بأن "تُبلّغ حكومة بلاده المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بأن سياستها غير محتملة، وتصرّفات الحكومة الألمانية يجب أن تتغير، لأنها تجرّ المزيد من المهاجرين نحو أوروبا بشكل عام".
ما يقلق اليمين في دول الشمال، وفقاً لهنريكسن، أنه "رأينا كيف هو وضع السويد التي تتعامل بليونة في مجال سياسة اللجوء، وهو أمر تقدم عليه ألمانيا الآن، وهذا يتطلّب من الحكومة الدنماركية أن تطالب زملاءها الألمان، بالتضامن معنا لا مع اللاجئين".
اقرأ أيضاً: بافاريا.. لاجئون أكثر
كما كرّرت وزيرة الأجانب والدمج في الحكومة الدنماركية، إنغر ستويبرغ المنتمية للحزب "الليبرالي" (يمين الوسط)، عبارة "التصدّي لهذه الهجرة؛ لأنها تُشكّل تهديداً لهوية وديموغرافية الاتحاد الأوروبي بقدوم مهاجرين من أصول إسلامية، وهؤلاء لا يمكن دمجهم في ثقافتنا وهويتنا"، أكثر من مرة، إلى أن أصبح "الشعب" هو من يحصد ثمار تلك العبارة. مع العلم أن وزير الخارجية كريستيان ينسن، أكد بعد مناقشات مع وزراء خارجية الاتحاد، بأن "ما تواجهه أوروبا هو أكبر أزمة في تاريخها".
وبعد أن فتحت ألمانيا حدودها يوم السبت، في ظلّ التوقعات بمجيء المزيد منهم، عبر العاصمة المجرية بودابست، رغم معارضة الحكومة المجرية، فإن برلين أعلنت أيضاً، أنها لن "تُعيد هؤلاء اللاجئين إلى الدول التي تم تسجيلهم فيها، سواء كانت اليونان أم غيرها وصولاً إلى المجر".
وتكمن خشية اليمين الاسكندنافي من احتمال انتقال بعض مجموعات اللاجئين إلى الدنمارك، سواء للمكوث فيها أو الانتقال إلى السويد. واستبقت حكومة كوبنهاغن ما يجري، بإصدار مجموعة من القوانين المشددة خلال الأشهر السابقة، تجعل حياة الوافدين الجدد صعبة جداً حياتياً، وترفض منح إقامات تؤهّلهم للمّ شمل أسرهم.
ما يقوله اليمين القومي المتشدد في اسكندنافيا، وهو المُرتبط بعلاقات وثيقة عابرة لحدود الدول الوطنية، قد لا يقوله يمين الوسط (باستثناء حالتي المجر وسلوفاكيا)، فالسياسي الدنماركي من "الشعب" سورن اسبرسن، وهو مقرر السياسات الخارجية في البرلمان عن حزبه، قالها في ندوة حوارية على التلفزة الدنماركية: "نحن نتحدث عن اجتياح لاجئين، وإن مساعدة اللاجئين إنسانياً تمّت، وأوروبا قامت بكل ما يمكنها". ويضيف اسبرسن: "هؤلاء الناس الذين يمرّون بدول أوروبا من سورية، ليسوا مضطهدين ولا يبحثون عن حماية، بل أراها محاولة للبحث عن تحسين ظروف الحياة والرفاهية. وهؤلاء اللاجئون السوريون يمرّون عبر خمس وست دول قبل وصولهم إلى ألمانيا أو السويد. وبالتأكيد سيكون من بينهم بضع حالات ممن يستحق اللجوء السياسي". أما في الكواليس فيعترف اليمين الدنماركي والسويدي بالخوف، ممّا يسمونه "فوضى وإغراق أوروبا بمهاجرين مسلمين".
من جهة ثانية بدأت منظمات إغاثة ومساعدة إنسانية من كل من السويد والدنمارك والنرويج بالتقاطر إلى حدود دول أوروبية، يصل إليها الآلاف من اللاجئين في محاولة للتخفيف من الأوضاع الصعبة التي يعيشها هؤلاء، الذين يصلون إلى دول عاجزة عن القيام باستقبال جيد لهم.
اقرأ أيضاً: 8 نجوم عالميين وقفوا منذ البداية مع اللاجئين السوريين