اليمن: مفاوضات لاتفاق ينهي الأزمة والأمم المتحدة تدعم هادي

11 سبتمبر 2014
المفاوضات تشمل تشكيل حكومة جديدة (الأناضول/Getty)
+ الخط -
تبحث الرئاسة اليمنية وجماعة أنصار الله (الحوثيون)، التوقيع على اتفاق ينهي الأزمة الحالية، الناجمة عن تصعيد الجماعة احتجاجاتها في العاصمة صنعاء، للمطالبة بإسقاط الحكومة، وإلغاء الزيادة السعرية على الوقود، وسط تسريبات حول أبرز الشخصيات المرشحة لخلافة رئيس الحكومة الحالي، محمد سالم باسندوة.

وأوضحت المصادر، أن "المفاوضات تجري حول اتفاق يتضمن تشكيل حكومة جديدة، وتخفيض لأسعار الوقود في مقابل رفع الاعتصامات والمظاهر المسلحة من العاصمة".

وأشارت صحيفة "26 سبتمبر" الناطقة باسم الجيش، في عددها الصادر اليوم، إلى أن "جهود مكثفة يقودها الرئيس، عبدربه منصور هادي، لحل المشكلات القائمة بالاحتكام إلى لغة الحوار". وتوقعت أن "تشهد الساعات المقبلة انفراجاً للأزمة". وكشفت عن" مشاورات لتسمية رئيس الحكومة الجديدة".

من جهته، أكد الناطق الرسمي لجماعة أنصار الله، محمد عبد السلام، وجود تواصل مع الجانب الرسمي، نافياً أن يكون قد تم التوقيع على أي اتفاق، وقال: "حتى الآن لم نصل بعد إلى اتفاق نهائي أو التوقيع عليه". لكنه أكد أن "الحوارات ما زالت مستمرة".

وتأتي هذه التطورات، بالتزامن مع وصول مبعوث الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، صالح بن عبد العزيز القنيعير، إلى اليمن، في أول زيارة له، منذ تعيينه في نهاية أغسطس/آب المنصرم. فضلاً عن وصول المبعوث الأممي إلى اليمن، جمال بنعمر في زيارته، الثالثة والثلاثين منذ 2011.

والتقى هادي، مبعوث مجلس التعاون الخليجي، وشرح له الأوضاع الراهنة، وبحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، فقد أكد الرئيس اليمني أن بلاده "تمر بظروف وتداعيات صعبة وأزمة جديدة، ولكن الحوار وحده كفيل بحل مختلف القضايا، باعتبار أن مؤتمر الحوار الوطني، الذي شاركت فيه كافة المكونات والقوى على مدى عشرة أشهر خرج برؤية جديدة، لحل كافة القضايا، بعيداً عن العنف ولغة السلاح".

واعتبر هادي، أن "وجود مبعوث لدول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى بعثة المجلس في اليمن، يؤكد الاهتمام الكبير من دول التعاون باليمن وأمنه واستقراره ووحدته، باعتبار أمن اليمن من أمن دول المنطقة والعالم". وشدد، على أن "المبعوث الخليجي سيلقى كل الدعم والمساندة لتسهيل مهمته".

من جهته، تعهد القنيعير، بـ"مواصلة دعم دول مجلس التعاون الخليجي، ووقوفها إلى جانب اليمن في هذه الظروف، ما يسهم في الخروج به إلى بر الأمان".

في الموازاة، وصل مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، جمال بنعمر، والتقى هادي فور وصوله صنعاء.

وأكد بنعمر، دعم الأمم المتحدة القوى للرئيس عبدربه منصور هادي "من أجل استكمال ما تبقى من استحقاقات المرحلة الانتقالية وترجمة، مخرجات الحوار الوطني الشامل". وشدد على أن "المجتمع الدولي لن يسمح بعرقلة مسيرة خروج اليمن الى آفاق الوئام والسلام والتطور والازدهار من أي جماعة أو طرف". حسب ما نقلت وكالة الأنباء اليمنية.

من يخلف باسندوة؟

وتسابقت المواقع الأخبارية اليمنية، إلى نشر تسريبات عن أبرز الشخصيات المرشحة لخلافة رئيس الحكومة الحالي، محمد سالم باسندوة، وغالباً ما تقف وراء هذه التسريبات مراكز قوى سياسية، بغرض تقديم بعض الأسماء، وهي ظاهرة تسبق كل تشكيل حكومي في اليمن.

ونشرت المواقع أسماء عديدة، يتوقع تكليف أحدها بتشكيل الحكومة المرتقبة، من بينهم أمين عام مؤتمر الحوار والمدير الحالي لمكتب رئاسة الجمهورية، أحمد عوض بن مبارك، ونائب رئيس الوزراء وزير الاتصالات أحمد عبيد بن دغر، وكلاهما من حضرموت، كما طرحت بعض المواقع اسم أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني ورئيس آخر حكومة لدولة اليمن الجنوبي، ورئيس أول برلمان بعد تحقيق الوحدة، ياسين سعيد نعمان.

وفي السياق، كشفت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد"، أن "أمين العاصمة صنعاء، عبد القادر علي هلال، هو أحد الأسماء الموضوعة على بساط التشاور لخلافة باسندوة، بدون استبعاد تكليف شخصية أخرى من خارج قائمة التوقعات".

وبحسب المصادر، فإن "تسمية الرئيس هادي لرئيس الوزراء الجديد ستعلن، على الأرجح خلال 48 ساعة، ما لم تعترض الخطوة خلافات بين الرئيس وقادة الأحزاب اليمنية المقرر مشاركتها بالحكومة".

ويبقى تحديد اسم رئيس الحكومة أقل صعوبة من الخطوة التالية، المتمثلة في توزيع الحقائب الوزارية، على الأطراف المشاركة في الحكومة.