اليمن: مبادرات محلية لدعم ضحايا الحرب في تعز

15 مايو 2016
نازحون بأمسّ الحاجة للعون (الأناضول/ GETTY)
+ الخط -



نالت مدينة تعز، وسط اليمن، النصيب الأكبر من الدمار نتيجة الحرب الدائرة بين المقاومة الشعبية والجيش الوطني من جهة وجماعة أنصار الله "الحوثيين" والقوات الموالية للرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح من جهة ثانية، منذ أكثر من عام، تعرضت خلاله للحصار والقصف العشوائي من قبل المتمردين.

ورغم إدراج تعز في قائمة الأمم المتحدة للمدن المتضررة من الحرب، إلا أنها لم تشملها ضمن خطتها الإغاثية بسبب يأسها من مليشيا الحوثي، والتي منعت دخول أي إغاثة أو وقود إليها، إذ انحصرت الإغاثة بالمبادرات المحلية، الفردية والجماعية، والتي تركت بصمة واضحة في حياة المدينة والناس.

ومن المبادرات الفاعلة التي تساعد ضحايا الصراع في تعز: صدقة جارية، إغاثة ضحايا الحرب، مشاريع خيرون، مبادرة، ومبادرات أجيال بلا قات.

طعام وماء

إحدى المبادرات التكافلية "صدقة جارية" تتمثل في إنشاء مائدة يومية مجانية لضحايا الحرب. وأكد صاحب المبادرة الطبيب ياسين القباطي في تصريحات لـ"العربي الجديد" أن "المشروع يقدم سلالاً غذائية ومياهاً للشرب للأسر المتضررة".

وأوضح أنه "منذ بداية الحرب نعدّ مائدة للعمال المياومين الذين فقدوا أعمالهم ومصدر رزقهم بسبب الاضطرابات الأمنية المتفاقمة وسط شارع جمال الرئيسي".

ولفت إلى أن متطوعات يعددن الوجبات المكونة من الأرز والبطاطا المطبوخة، أو تحضّر جاهزة من المطاعم، كما يزود السكان بمياه الشرب ضمن مشروع إغاثة ضحايا الحرب والنازحين.

وخلال الأشهر الماضية نفذ القباطي مشروعاً لإغاثة نازحي منطقة الوازعية غرب تعز، حيث سُجل نزوح 30 ألف شخص، حسب ناشطين حقوقيين.

وقال القباطي: "وزعنا حصصاً غذائية للنازحين من الوازعية الذين استقروا في مدارس مناطق بني محمد وبني شيبة وبني عمر".

وأضاف: "فريق ‫"‏صدقة جارية" زار مدينة التربة ثم بني شيبة وبني عمر لحصر أعداد النازحين، بعد جبل راسن وجبل جرداد، والذين أجبروا على ترك مساكنهم ومواشيهم واتجهوا غرباً"، مشيراً إلى تخصيص مواد إغاثة لنحو 1600 أسرة.

الدعم النفسي للأطفال

من جهتها، تقدم مؤسسة "خيرون" للإغاثة والتنمية الدعم النفسي لأطفال تعز، بالتعاون مع مؤسسة الأيادي النقية.

وشملت الفعاليات ورشة عمل تدريبية لعدد من الاختصاصيين والاختصاصيات في مجال الدعم النفسي للأطفال في المناطق المحاصرة بمديريتي القاهرة وصالة، تضمنت آليات التعامل مع الأطفال وفق الأحداث الراهنة وحال الطوارئ التي تشهدها البلاد جراء الحرب الدائرة فيها لأكثر من عام.

وأكدت مديرة المشروع مايا العبسي أن الورشة التدريبية تبعها تدشين للمشروع الميداني طاول 140 طفلاً وطفلة في مناطق كلابة وساحة الحرية وشارع جمال، يتمثل بجلسات نفسية لإعادة التأهيل وأنشطه ثقافية وترفيهية وتوزيع للألعاب.

وقال رئيس المؤسسة لبيب ناشر لـ"لعربي الجديد" إن: "ثقافه العنف والدماء تؤثر سلباً على مستقبل الأطفال ونمط تفكيرهم، وعلى المؤسسات العاملة في هذا المجال تركيز الجهد على غرس مفاهيم السلام عند الأطفال ودعمهم نفسياً واجتماعياً".

إغاثة النازحين

يعمل فريق "مبادرة ود" في إغاثة النازحين تحديداً، ونفذ خلال مايو/ أيار الجاري حملة في عدد من المحافظات اليمنية ومنها تعز.

والمبادرة الخيرية وزعت ما يقارب 720 سلة غذائية للأسر النازحة، كما تتكفل بدعم مئات الأسر وتوفر لهم خدمات عدة أهمها السكن ودفع الإيجارات، بالإضافة إلى صرف مبالغ نقدية وسلة غذائية بمعدل مرة شهرياً.

وقال مسؤول المبادرة صامد العامري لـ"العربي الجديد" إن: "تقديم الدعم والمساعدة للنازحين، ومنها مشروع لإيواء النازحين والتكفل بدفع إيجار السكن، بالإضافة إلى شراء المستلزمات المنزلية والأدوية لمن يحتاجها من ذوي الأمراض المزمنة وذوي الاحتياجات الخاصة.

وأشار إلى أن "مبادرة ود" بصدد تدشين مشروع كفالة نحو 300 يتيم على ثلاث مراحل، ومشروع كسوة نحو 600 يتيم، ومشروع سله الهدية الرمضانية ومشاريع أخرى.

المساهمون