تواصلت الضربات الجوية للتحالف العشري في اليوم الثامن لـ "عاصفة الحزم"، متركزةً في صنعاء وصعدة، في وقت أعلنت السعودية فيه سقوط أول قتيل من قوات الأمن السعودية برصاص أطلقه مسلحون من الأراضي اليمنية، بالتزامن مع إعلان المتحدث باسم "عاصفة الحزم" أحمد عسيري، في مؤتمره الصحافي اليومي، أن "الضالع وشبوة (في الجنوب) أصبحت بيد المقاومة الشعبية، وتم استهداف القوات المتراجعة من مدينتي الضالع وشبوة". كذلك أوضح عسيري أن "الأوضاع في محيط عدن مستقرة"، مشيراً إلى قيام قوات التحالف "بما في وسعها لإعادة الهدوء إلى عدن". كما تطرق إلى الأحداث في المكلا، التي تعرضت لهجمات من تنظيم القاعدة، معتبراً أن ما جرى هو "لقاء مصالح بين الحوثيين والقاعدة".
في هذه الأثناء، أعلن السفير السعودي في الولايات المتحدة، عادل الجبير، أنه لا وجود لقوات سعودية "رسمية" على الأرض في عدن، لكنّ إرسال قوات برية يبقى احتمالاً مطروحاً. وقال الجبير، بحسب وكالة "رويترز" إن "مسألة إرسال قوات برية هي أمر مطروح دائماً".
وتركزت الغارات أمس الخميس في محافظة صعدة، معقل الحوثيين، إذ أكدت مصادر محلية أن العديد من الضربات الجوية، استهدفت أهدافاً عسكرية لجماعة الحوثيين في قرى وجبال في مناطق حدودية، ومنها "الملاحيط" و"رازح"، و"مُنبّه"، ومديريات أخرى، فيما اعترف الحوثيون بمقتل أحد مسلحيهم. من جهتها، أعلنت وزارة الداخلية السعودية أن أحد حرس الحدود السعوديين قُتل وأصيب عشرة آخرون، في منطقة عسير السعودية، جراء إطلاق نار كثيف من الأراضي اليمنية، على الحدود مع محافظة صعدة. ويُعد هذا أول قتيل سعودي منذ إطلاق "عاصفة الحزم"، في هجوم على نقطة حدودية. في المقابل، اعترف الحوثيون بسقوط قتيل في صفوفهم في "جبل طلان" القريب من الحدود، جراء القصف المتواصل من قبل السعودية
وكانت الغارات مساء الأربعاء وفجر الخميس، قد استهدفت معسكر الصيانة، شمالي العاصمة صنعاء، بالإضافة إلى ضربات متفرقة استهدفت المواقع العسكرية الخاضعة لنفوذ الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح المحيطة بالعاصمة، والتي يجري استهدافها بشكل يومي، بينها معسكر الخرافي شمالي شرق المدينة، ومجمع النهدين الرئاسي جنوبيها. ووقعت ضربات في مدن أخرى، أبرزها مأرب وأبين، حيث جرى استهداف مواقع الدفاع الجوي، في اللواء 107 في مأرب.
اقرأ أيضاً: تحوّلات أيام "الحزم": وقف تمدّد الحوثيين ونقل المعركة لمعقلهم
في هذا الوقت، بدأت ملامح أزمة محروقات في العاصمة صنعاء، وبدت طوابير الناس مصطفة أمام محطات الوقود، في حين توالت عملية النزوح من المدينة إلى الأرياف، وسط إقبال على تخزين المواد الغذائية. يضاف إلى ذلك زيادة كبيرة في ساعات انقطاع التيار الكهربائي في مناطق واسعة في المدينة، تصل في بعض الأحيان إلى انقطاع متواصل للتيار من الخامسة مساء وحتى السابعة صباحاً.
سياسياً، بدأ الحوثيون حملة تصعيدية ضد خصومهم في صنعاء، إذ أقدم مسلحون حوثيون على اقتحام منزل رئيس "التكتل الوطني للإنقاذ"، المستقيل، عبدالعزيز جباري، وسط تضارب الأنباء عن اختطاف أحد أبنائه. وكذلك أقدم الحوثيون على محاصرة منزل القيادي في حزب "الإصلاح"، محمد قحطان، في صنعاء، وجاء ذلك بعد يوم من بيان التكتل الوطني للإنقاذ، والذي دعا لإيقاف حرب المليشيات في عدن.
وأطلق ناشطون في الجماعة، حملة تهديدات ضد من يؤيد الضربات الجوية، ولوحوا بمحاكمات بتهمة "الخيانة العظمى".
وتتصاعد مخاوف اليمنيين يوماً بعد يوم، من استمرار الأزمة، وخصوصاً في صنعاء، حيث تعطلت المدارس والعديد من الشركات، فيما يستعد أنصار حزب "المؤتمر الشعبي العام"، الذي يترأسه الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، لتظاهرات اليوم الجمعة.
من جهة أخرى، يتواصل إجلاء الرعايا الأجانب من اليمن، وأعلنت وزارة الخارجية المصرية، أمس الخميس، موافقة السلطات السعودية على تشغيل ثلاثة معابر حدودية مع اليمن لاستقبال عدد من الرعايا المصريين الموجودين باليمن.
كما أعلن عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي رزاق عبد الأمة، لوكالة "الأناضول"، أن اللجنة أجرت اتصالات في وزارة الخارجية، لبحث أوضاع الجالية العراقية في اليمن التي يتجاوز عددها أربعة آلاف شخص.