وأكد وزير الدفاع الأميركي المستقيل، تشاك هاغل، الذي يزور كابول حاليّاً في بيان، مقتل الأميركي، وقال إن "القوات الخاصة الأميركية قامت بمهمة في اليمن لتحرير مواطن أميركي هو لوك سومرز، ومواطن أجنبي آخر يحتجزه إرهابيو تنظيم (القاعدة) في جزيرة العرب". وأضاف "لكن سومرز ومواطناً آخر غير أميركي كان محتجزاً معه قتلا بأيدي إرهابيي القاعدة في جزيرة العرب خلال هذه العملية".
ويبدو أنه قصد بذلك الرهينة الجنوب أفريقي، إذ أعلنت مجموعة الإغاثة "جيفت أوف ذا جيفرز" أن الرهينة بيير كوركي من جنوب أفريقيا، الذي خطفه متشددون في اليمن العام الماضي قتل أثناء محاولة لإطلاق سراح رهائن اليوم السبت.
وقالت المجموعة في بيان نشر في موقعها على الانترنت "تلقينا ببالغ الحزن أنباء تفيد أن بيير قتل في محاولة من القوات الأميركية الخاصة في الساعات الأولى من الصباح لتحرير رهائن في اليمن".
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن مصادر عسكرية أميركية لم تذكر هويتها، أن عناصر تنظيم "القاعدة" أطلقوا النار على الرهينة الأميركي، مشيرة إلى أن فريق الإنقاذ الأميركي نجح في نقل الصحافي سومرز، وهو مصاب، إلى إحدى السفن الأميركية خارج اليمن، ولكنه توفي جراء إصابته وأعيدت جثته إلى الولايات المتحدة، بحسب تأكيد "نيويورك تايمز".
ونجح فريق الكوماندوس الأميركي في تحرير رهائن آخرين من خاطفيهم، لكنه فشل في العثور على الرهينة الأميركي، لأن عناصر "القاعدة" كانوا قد نقلوه إلى موقع آخر قبل العملية بيومين فقط، وفقاً للتحقيق الصحافي الذي نشره "العربي الجديد" الأسبوع الماضي.
وكان "العربي الجديد" قد ذكر أن المختطف هو، لوك سومرز، ويبلغ من العمر 32 عاماً، وكان يسكن في أحد المنازل في مدينة صنعاء القديمة، ويعمل مراجعاً لغويّاً للمواد المترجمة إلى اللغة الإنجليزية ضمن الطاقم الإعلامي التابع للأمانة العامة لمؤتمر الحوار الوطني، إلى جانب نشاطه كمصور صحافي مستقل، اعتمدت عليه مؤسسات ووكالات إعلامية عالمية في تزويدها بالصور منذ وصوله اليمن في ذروة ثورة 2011 الشبابية حتى اختطافه من وسط العاصمة اليمنية قبل أقل من شهرين على اختتام مؤتمر الحوار اليمني في أواخر العام الماضي.
وفي محاولة ثانية لتحرير الصحافي المختطف في اليمن منذ أكثر من عام، شهدت محافظة شبوة جنوب اليمن عملية أميركية مسنودة بطائرات مروحية ومعدات حديثة، حسب ما أكد مصدر أمني يمني مطلع لـ"العربي الجديد".
وقال المصدر الذي رفض الكشف عن هويته، إن "عمليات إنزال على الأرض لجنود أميركيين رافقتها اشتباكات مسلحة في وادي عبدان في محافظة شبوة أثناء محاولة تحرير سومرز، لدى (القاعدة)". وأكد سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى، ولكن لم يعرف حتى هذه اللحظة، إن كان هناك خسائر في صفوف فريق الكوماندوز الأميركي.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" ومصادر أخرى، فإن سومرز جرى تحريره، ولكن بعدما أصبح جثة هامدة.
رواية السلطات اليمنية
وأكدت السلطات الأمنية اليمنية رسميّاً مقتل سومرز، ومواطن من جنوب أفريقيا أثناء عملية نفذتها قوات مكافحة الإرهاب بالتنسيق مع الأميركيين لتحريرهما من قبضة تنظيم "القاعدة" في محافظة شبوة جنوب اليمن.
وأوضح مصدر مسؤول في اللجنة الأمنية العليا، في تصريح صحافي أن العملية جاءت بعد توافر معلومات لدى الأجهزة الأمنية عن مكان وجود الرهينتين في منزل "الإرهابي سعيد الدغاري في قرية عبدان في محافظة شبوة". مضيفاً أن "قوات مكافحة الإرهاب تمكنت في الساعات الأولى، من فجر اليوم وفي حملة أمنية بالتنسيق مع الأصدقاء الأمريكيين، من تنفيذ علمية نوعية لتحرير الرهينتين المختطفين".
وتابع المصدر، أن "الحملة الأمنية طلبت في البدء من العناصر الإرهابية تسليم أنفسهم والإفراج عن الرهينتين، إلا أن تلك العناصر رفضت ذلك، وقامت على الفور بمباشرة إطلاق النار على الرهينتين لتصفيتهما، الأمر الذي اضطر الحملة الأمنية إلى مهاجمة المنزل الذي كانت توجد فيه العناصر الإرهابية مع الرهينتين".
وأكدت السلطات اليمنية أنه تم تحرير الرهينتين وإسعافهما في المستشفى غير أنهما توفيا في وقت لاحق، مشيرة إلى أن أربعة من أفراد قوات "مكافحة الإرهاب" أصيبوا في العملية، بالإضافة إلى مقتل الخاطفين.
وكانت مصادر أميركية عدة أعلنت فشل عملية نفذتها القوات الأميركية بالتنسيق مع السلطات اليمنية لتحرير الرهينة المختطف لدى التنظيم، لكن العملية أدت إلى مقتله.
وجاء هذا التطور، بعد نحو عشرة أيام على تنفيذ عملية سابقة نجحت في تحرير ثمانية رهائن لدى التنظيم، بينهم سعودي وإثيوبي، وكانت العملية تهدف إلى تحرير سومرز، لكن التنظيم كان قد نقله إلى مكان احتجاز آخر.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" أول من كشف عن عملية الكوماندوز الأميركية في اليمن من دون أن تشير إلى الهدف المرجو منها، وذلك في تقرير للصحيفة نشرته على موقعها الإلكتروني، مساء الثلاثاء (25 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري). وحجبت الصحيفة بعض التفاصيل بناء على طلب من إدارة الرئيس، باراك أوباما، حفاظاً على حياة الصحافي الأميركي لوك سومرز، الذي كان تحريره هو الهدف الرئيسي للعملية السرية. وفي اليوم التالي عادت الصحيفة لتنشر التفاصيل المتوافرة لديها بحجة أن موقع وزارة الدفاع اليمنية قد أشار إلى تلك التفاصيل، وإن لم ينشر اسم الشخص الذي كان إنقاذه هدفاً للعملية.وعلى الرغم من أن العملية انتهت بالإفراج عن ثمانية مختطفين لدى "القاعدة" وقتل سبعة إرهابيين مفترضين، إلا أن مصدراً أمنيّاً أميركيّاً اعتبر العملية فاشلة لأنها لم تنقذ الهدف الرئيسي الذي ذهب الأميركيون من أجل إنقاذه، بل "وضعت حياة المصور الصحافي لوك سومرز في خطر جسيم". وأرجع المصدر الذي رفض الكشف عن هويته، فشل العملية إلى "خيانة من الشريك اليمني" أو "اختراق تنظيم (القاعدة) لأجهزة مكافحة الإرهاب التابعة للشريك اليمني".
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع اليمنية، في وقت سباق اليوم السبت، عن مقتل 10 من مسلحي تنظيم "القاعدة" في عملية عسكرية "نوعية" في محافظة شبوة جنوب البلاد، تم خلالها تحرير مختطف أميركي لدى التنظيم، ويُرجح أنها نُفذت بمشاركة القوات الأميركية.
وقال موقع وزارة الدفاع، نقلاً عن مصدر عسكري، إن العملية تمت في منطقة "وادي عبدان آل دقار" في محافظة شبوة، وأسفرت عن مقتل 10 يتزعمهم "الإرهابي مبارك الحرد"، مشيراً إلى أنه "تم خلال العملية تحرير أسير أميركي"، لم يذكر هويته.
وكان تنظيم "القاعدة" قد منح الولايات المتحدة مهلة 72 ساعة للتجاوب مع مطالبه "وإلا فإن المصور الأميركي المختطف لديه، لوك سومرز، سيلقى مصيره المحتوم"، قاصداً بذلك قتله.
وتشير مصادر محلية إلى أن العملية التي تمت، فجر اليوم، في شبوة ونفذتها قوات أميركية، هي ثاني عملية برية تنفذها القوات الأميركية في اليمن خلال أقل من أسبوعين.
وظهر المختطف الأميركي سومرز قبل أيام يناشد بلاده العمل على الإفراج عنه، بعد أكثر من عام على اختطافه من وسط صنعاء.
ونفذت القوات الأميركية بمشاركة قوات يمنية حسب مصادر متطابقة، عملية عسكرية أواخر الشهر الماضي، أعلنت في ضوئها تحرير ثمانية رهائن، بينهم إثيوبي وسعودي. وكانت العملية تهدف إلى تحرير سومرز، لكن التنظيم كان قد نقله من مكان الاحتجاز.