دخل سفراء الدول الكبرى لدى اليمن على خط أزمة مشاورات اتفاق الرياض المعقدة بين الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، فيما شن قيادي انفصالي هجوماً لاذعاً على السفير السعودي لدى اليمن جراء ما أسماها بـ"القيادة العقيمة"، التي تتولى ملف الرياض، واتهمه بالاستهتار.
وفي موازاة ذلك، أعلن اجتماع لقيادات الحكومة الشرعية العليا، بحضور نائب الرئيس ورئيسي البرلمان وحكومة تصريف الأعمال ومدير مكتب رئاسة الجمهورية، الخميس، تمسكه بتنفيذ اتفاق الرياض "كمنظومة متكاملة وبالموعد الزمني المحدد"، في أول تعليق رسمي على تعليق حلفاء الإمارات مشاركتهم في مشاورات الاتفاق.
وقالت وسائل إعلام يمنية تابعة للشرعية، إن الشيخ سلطان البركاني، رئيس البرلمان اليمني ورئيس الوفد الحكومي المفاوض باتفاق الرياض، عقد لقاءين منفصلين مع سفيري الولايات المتحدة وبريطانيا لدى اليمن، لمناقشة "المساعي السعودية لاستكمال تنفيذ اتفاق الرياض في الجانب العسكري والأمني وعودة كافة المؤسسات والهيئات إلى عدن".
ووفقاً لوكالة "سبأ" الرسمية، فقد طالب السفير الأميركي لدى اليمن، كريستوفر هنزل، خلال اللقاء، طرفي اتفاق الرياض بـ"التعامل والتعاون المطلق" مع المقترحات السعودية للتنفيذ كما جاء في آلية تسريع تنفيذ اتفاق الرياض، وتمنى أن لا يعمل البعض، دون تسميته، على إعاقة الخطوات المزمع القيام بها.
رئيس مجلس النواب الشيخ سلطان البركاني يناقش مع سفيري بريطانيا وامريكا مستجدات الاوضاع على الساحة اليمنية وسير تنفيذ ألية تسريع اتفاق الرياض. https://t.co/C8Z3Rc0qLg pic.twitter.com/1P7AWJ3Ld3
— مجلس النواب اليمني (@YemParliament) August 27, 2020
وحسب الوكالة الرسمية، فقد ناقش رئيس الوفد الحكومي المفاوض، في لقاء آخر مع السفير البريطاني، ميشيل آرون، "تنفيذ ما تبقى من اتفاق الرياض وخصوصاً ما يتعلق بالشق العسكري والأمني وإعلان تشكيل الحكومة المرتقبة"، واتفقا على "استكمال التنفيذ وفقاً للتسلسل الوارد في الآلية السعودية".
وكان السفير البريطاني، قد عقد، أمس الأربعاء، لقاءً افتراضياً مع رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزُبيدي، في مسعى لردم الهوة بين الطرفين والاستماع للأسباب التي دفعت الانفصاليين لتعليق المشاركة بالمشاورات، لكن الانتقالي أعاد الأسباب التي ساقها في رسالته الموجهة للسعودية.
وفي المقابل، عقد نائب الرئيس اليمني، علي محسن الأحمر، اجتماعاً رفيعاً ضم رئيسي البرلمان وحكومة تصريف الأعمال ومدير مكتب الرئاسة، لاتخاذ موقف موحد حيال تعليق المجلس الانتقالي مشاركته بالاتفاق، في ظل استمرار الرحلة العلاجية للرئيس عبدربه منصور هادي بالولايات المتحدة منذ أسبوعين.
نائب رئيس الجمهورية يناقش المستجدات ويؤكد حرص الشرعية على تنفيذ اتفاق الرياض - Saba Net :: سبأ نت https://t.co/d1AInj1N59
— وكالة الانباء اليمنية (سبأ) (@sabanew_) August 27, 2020
وأكد المجتمعون "على أهمية وضرورة تنفيذ اتفاق الرياض وفق الأطر الزمنية المحددة وإنجاز كافة الخطوات المطلوبة لتنفيذ الاتفاق على الوجه الأمثل وبدون أي إعاقة أو تعطيل".
ويشير الموقف الحكومي بوضوح، إلى أن المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً يسعى من خلال قراره الأخير بتعليق المشاركة، لابتزاز الشرعية مجدداً والمراوغة بعدم تنفيذ الشق العسكري.
وأكد مصدر حكومي، طلب عدم الكشف عن هويته لـ"العربي الجديد"، أن الأسباب التي تحجج بها المجلس الانتقالي لتعليق المشاركة، ليست هي الحقيقة، بل يرفضون الانسحاب من عدن وإخراج المعسكرات إلى المحافظات كما نص اتفاق الرياض.
وقال المصدر "عندما يصل الأمر إلى الشق العسكري والانسحابات من عدن ، يخرج القرار من أيدي الانتقالي الجنوبي"، في إشارة إلى أن التعطيل الجديد تقف خلفه الإمارات، التي تدعم الانفصاليين بالسلاح والأموال منذ سنوات.
وأرجع القيادي الانفصالي، أحمد سعيد بن بريك، التعثر الحاصل في اتفاق الرياض، إلى ما أسماها بـ"القيادة العقيمة"، التي تدير الملف بشكل كامل، في إشارة إلى السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر.
واتهم بن بريك، وهو رئيس ما يسمى بالجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي، في حوار مع وكالة "سبوتنيك" الروسية، السفير السعودي بـ"الاستهتار في التعامل مع ملف اتفاق الرياض والقضية الجنوبية خلال المشاورات".
وأشار القيادي الانفصالي إلى أن السفير السعودي، قام بإجازة صيفية في التوقيت الذي كان وفد الانتقالي يستعد لاستئناف المشاورات بعد إجازة عيد الأضحى، وتزامناً مع مغادرة الرئيس هادي إلى الولايات المتحدة الأميركية في رحلة اعتبرها بأنها "استجمام" وليست علاجية.
وقال بن بريك "نحن شعب في مستوى السيادة ونحترم من يحترمنا ونعرف كيف نرد في الوقت المناسب مع أننا لا نملك الـ"10 أو 12 مليون برميل نفط يومياً"، في إشارة للقيادة السعودية التي تتولى ملف اتفاق الرياض.
وفيما لوح بتشكيل "حكومة تسيير أعمال" من طرف واحد، قال بن بريك، إن لديهم "العديد من الأوراق التي يستطيعون أن يؤلموا بها الجهات المعنية، لكنهم يؤخرونها إلى الوقت المناسب، دون الكشف عن ماهية تلك الأوراق.