يستعد المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، لطرح نسخة معدلة من خطته المقدمة من أجل حل سلمي للصراع اليمني، وسط توقعات بأن تلقى قبولاً من قبل الجانب الحكومي الذي رفض "خارطة الطريق" بصيغتها السابقة. وذكرت مصادر مطلعة أن نجاح أي خطوة جديدة نحو السلام مرتبط بالتئام "لجنة التنسيق والتهدئة"، المقرر أن تعقد اجتماعاتها في مدينة ظهران الجنوب السعودية.
وأكدت مصادر سياسية يمنية قريبة من المشاركين في المفاوضات، لـ"العربي الجديد"، أن المبعوث الأممي بصدد طرح نسخة معدلة من الخطة الأممية بناءً على مخرجات الاجتماع الأخير للجنة الرباعية المؤلفة من وزراء خارجية أميركا وبريطانيا والسعودية والإمارات، بحضور سلطنة عُمان، والذي عقد بالرياض في 17 ديسمبر/كانون الأول الحالي. وأوضحت أن الخطة الجديدة ستراعي الملاحظات المقدمة من الحكومة الشرعية على "خارطة الطريق"، بنسختها السابقة.
وبحسب بيان "اللجنة الرباعية" الأخير، من المحتمل أن يتم تقديم المقترحات الأممية بصيغة تسلسلية جديدة، بحيث تبدأ الخطوات الخاصة بانسحاب الحوثيين وحلفائهم من صنعاء ومدن أخرى، على أن يترافق الانسحاب مع خطوة سياسية من طرف الشرعية كتعيين نائب للرئيس توافقي بدلاً من الفريق علي محسن الأحمر. ومن المفترض أن يحصل كل ذلك قبل بدء جولة المشاورات التي ترعاها الأمم المتحدة، والتي يجري خلالها التفاوض للوصول إلى حل سياسي، يستند إلى المرجعيات الثلاث التي تطالب بها الحكومة، وهي المبادرة الخليجية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة باليمن بما فيها القرار 2216. والتوصل إلى حل يستوجب أيضاً استكمال الانسحابات وتشكيل الحكومة التوافقية، وسط أنباء عن التعديل المرتقب في الصيغة، قد يؤدي لبقاء الرئيس، عبدربه منصور هادي، لفترة أطول في منصبه، بعدما كانت الصيغة السابقة تطالب بنقل صلاحياته إلى الحكومة، بعد 30 يوماً من توقيع اتفاق الحل المحتمل.
غير أن مصادر قريبة من المفاوضين أكدت لـ"العربي الجديد" أن أي جولة مشاورات مقبلة لا تعتمد بشكل أساسي على طبيعة المقترحات الأممية المقدمة بقدر كونها مرتبطة بخطوة محورية، وهي حضور ممثلي الانقلابيين للمشاركة باجتماعات "لجنة التنسيق والتهدئة" في مدينة ظهران الجنوب السعودية. ويتعلق الأمر باللجنة المعنية بالإشراف على وقف إطلاق النار، وتتألف من ممثلين عن الشرعية وآخرين عن الانقلابيين بالإضافة إلى مشرفين أمميين.
وكان المبعوث الأممي أعلن منذ أكثر من أسبوع، عن اجتماع فني في الأردن، من المقرر أن تعقده "لجنة التنسيق والتهدئة" قريباً، يسبق الإعلان عن استئناف وقف إطلاق النار. وفي حال وافق الحوثيون وصالح على إرسال ممثليهم إلى ظهران الجنوب، من المتوقع أن تساهم هذه الخطوة بدعم من جانب السعودية لأي حل سياسي أو تهدئة. وما يدعم هذا الاحتمال هو أن التصعيد العسكري الذي بدأ في يوليو/تموز وأغسطس/آب الماضيين، جاء بعد رفض الانقلابيين حضور ممثليهم إلى ظهران الجنوب، بعدما كانت اللجنة تعقد اجتماعاتها في الكويت وأعلن المبعوث الأممي في 30 يونيو/حزيران عن اتفاق حول انتقالها إلى السعودية.
وواجهت لقاءات ظهران الجنوب معارضة من قيادات داخل الحوثيين ومن حزب صالح. ورأت هذه القيادات أن تلك الاجتماعات جعلت من السعودية طرفاً راعياً للسلام بدلاً من كونها الدولة التي تقود التحالف العسكري ضد الطرفين. وأدت الخلافات إلى تدهور مسار المفاوضات، ورفض الانقلابيين توجه الأعضاء الممثلين عنهم في "لجنة التنسيق والتهدئة" إلى ظهران الجنوب، لتعود العمليات العسكرية تدريجياً منذ يوليو/تموز الماضي. ووافق الحوثيون وحزب صالح، الشهر الماضي، في بيان مشترك على إرسال ممثليهم، لكنهم لم ينفذوا ذلك حتى اليوم. ومن الواضح أن العودة إلى ظهران الجنوب ستكون خطوة محورية في أي تهدئة أو مشاورات مقبلة.