أما مباحثات مسقط، فلم يصدر أي جديد حولها لا من قبل البعثة الأممية أو ممثلي الحوثيين أو المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه صالح، فيما كان موقع "المؤتمر.نت" التابع للحزب قد أشار يوم الثلاثاء، إلى لقاءات أجراها وفد المؤتمر بكل من المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، والسفير الفرنسي في صنعاء جان مارك جرو، والملحق العسكري في السفارة الفرنسية في مسقط.
اقرأ أيضاً: 21 سبتمبر... عام على نكبة اليمنيين
ووسط حراسة أمنية مشددة من قوات يمنية وأخرى من التحالف العربي، تفقد هادي، أمس الأربعاء، الدمار الذي شهدته عدن فيما كان قد بدأ أول لقاءاته في عدن، عبر ترؤسه مساء الثلاثاء، اجتماع الحكومة اليمنية بحضور نائب الرئيس، رئيس الوزراء، خالد بحاح، عقب ساعات فقط من عودته من الرياض، مؤكداً ضرورة ضبط الأوضاع وسرعة دمج المقاومة في صفوف الجيش والأمن، فيما تتواصل حوادث قطع الطرقات في عدن.
وفي السياق، قطع العشرات من المجندين الجدد في لواء "الحزم سلمان" الطرقات في مديرية المنصورة في عدن، وأشعلوا إطارات السيارات في الشوارع، مطالبين بتسليم رواتب لهم.
في موازاة ذلك، كشفت مصادر خاصة لـ "العربي الجديد" أنّ "الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، استدعى المئات من أتباعه في لحج وأبين والضالع وإب إلى محافظة ذمار". وأشارت المصادر نفسها إلى أنّ "الحجة من استدعائهم هي تسليمهم رواتبهم"، لكن المصادر قالت إن هؤلاء كانوا يستلمون رواتبهم من مؤسسات الصرافة، بشكل طبيعي، مرجحة أن يكون صالح استدعاهم لتنفيذ أعمال عسكرية، قد يكون منها إثارة المشاكل في مناطقهم، بعد عودة هادي إلى عدن، ولا سيما أن الرئيس المخلوع طلب ممن استدعاهم "العودة إلى مناطقها، بعد استلام رواتبهم وانتظار الأوامر"، بحسب المصادر نفسها.
وأكدت المصادر نفسها أن "عودة هادي أثارت حفيظة مليشيات الحوثيين والرئيس المخلوع، وهناك غضب بين صفوف المليشيات ضد قياداتهم"، في الوقت الذي هدد مناصرون للحوثيين وصالح بعدم إعطاء هادي فرصة في البقاء في عدن.
في موازاة ذلك، يلاحظ أن مجموعات محسوبة على الرئيس المخلوع بدأت تردد أنّ من يقاتل حالياً هم قوات الحرس الجمهوري الموالية لصالح، بينما لم يعد هناك حوثيون في العديد من الجبهات، في محاولة منها للتخفيف من الغضب المتصاعد ضد صالح بين أنصاره وأنصار حزب المؤتمر الشعبي العام الذين يعتبرون أن الرئيس المخلوع أخطأ بتحالفه مع الحوثيين. ولا تعدو التسريبات الأخيرة، في نظر مراقبين، عن كونها تأتي في سياق المناورات التي اعتاد الرئيس المخلوع اللجوء إليها منذ الانقلاب قبل عام وحتى الآن. ومما يعزز هذا الاعتقاد، استمرار جميع أطراف الصراع في اليمن في الحشد على الجبهات، وسط مخاوف من تصعيد عسكري بالتزامن مع عيد الأضحى، اليوم الخميس.
ففي مناطق وسط اليمن، تشدد "المقاومة" إجراءاتها في الجبال وتحشد المسلحين، فيما يحشد الحوثيون والرئيس المخلوع قواتهم. وتتكثف التحركات بين محافظتي إب والضالع، في ظل تحليق مستمر لطائرات التحالف العربي.
من جهتها، تواصل طائرات التحالف العربي تنفيذ غاراتها مستهدفة مليشيات الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع، في البيضاء ومأرب. وتشهد محافظة مأرب تقدماً لقوات التحالف العربي في جبهة الجفينة وصرواح. وترجح مصادر عسكرية لـ "العربي الجديد" أنّ معركة مأرب تقترب من نهايتها لصالح "المقاومة الشعبية" والجيش الموالي للشرعية وقوات التحالف العربي. وتلفت المصادر إلى أن معركة "صرواح وسد مأرب دخلت مرحلة الحسم فيها ساعاتها الأخيرة، بدعم من قوات التحالف وطائرات الآباتشي، التي تمشط التلال المحيطة بسد مأرب في الجبهة الغربية".
وتوضح المصادر العسكرية أنّ "الألغام التي زرعتها مليشيات الحوثيين والرئيس المخلوع، تعيق التقدم السريع في غرب وجنوب مأرب"، فيما يؤكد مصدر آخر لـ "العربي الجديد" أنّ "قوات الشرعية والتحالف تسعى لمنع وصول أي قذائف إلى مدينة مأرب، مركز المحافظة، من قبل المليشيات التي تتعمد القصف العشوائي على هذه المناطق".
اقرأ أيضاً: معاناة اليمنيين: فقر فجوع... وهروب مستمر