اليمن المنهك في مواجهة إعصار "تشابالا" العنيف

30 أكتوبر 2015
تحذير من انعدام الإمكانات لمواجهة الإعصار (أرشيف/ فرانس برس)
+ الخط -

تتضاعف المخاوف في اليمن من حدوث كارثة طبيعية جراء اقتراب إعصار "تشابالا" الذي من المتوقع ‏أن يضرب سواحل سلطنة ‏عمان، ومحافظتي المهرة وحضرموت اليمنيتين، خلال الساعات ‏القادمة.‏


وحذر المركز الوطني للأرصاد الجوية المواطنين والصيادين وربابنة السفن ومرتادي البحر، من ‏سوء الأحوال الجوية ‏والاضطراب الشديد في البحر، وعدم التعمّق فيه نتيجة الإعصار المداري‎.‎

وأوضح المركز، بحسب وكالة "سبأ" الخاضعة للحوثيين، أنه وخلال الساعات القادمة يتحرك ‏الإعصار المداري "تشابالا" إلى جهة ‏الغرب باتجاه سواحل اليمن والسواحل العمانية المجاورة، قبل ‏أن يتحرك خلال الـ24 ساعة القادمة باتجاه السواحل الشرقية لليمن. 

وفي هذا السياق، وجّه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بتشكيل غرفة عمليات لمواجهة مخاطر الإعصار، ‏وتضم غرفة العمليات وزراء ‏الداخلية والإدارة المحلية والصحة العامة والسكان والثروة السمكية‎ .‎

وشدد هادي على ضرورة التنسيق مع الدول التي من المتوقع أن يصل الإعصار إلى سواحلها وفي ‏مقدمتها سلطنة عمان، كما ‏وجّه بتشكيل غرف عمليات فرعية برئاسة محافظي حضرموت وشبوة ‏والمهرة وسقطرى، وهي المحافظات المهددة بوصول ‏الإعصار إلى سواحلها. ‎

وتزايدت مخاوف سكان مدينة المكلا، مركز محافظة حضرموت، التي يسيطر عليها تنظيم "القاعدة"، ‏من وصول موجة الإعصار إلى ‏مدينتهم، في ظل شلل حكومي وأزمات خانقة تشهدها المدينة في ‏الوقود والكهرباء.‏

وارتفعت أصوات ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي مطالبة السلطات الشرعية بتحرك جاد ‏لتفادي خسائر كارثة محدقة ‏يحذر منها متخصصو الأرصاد.‏

وقال المواطن محمد بالطيف، أحد سكان مدينة المكلا، إن البناء العشوائي في مسالك المياه، وهشاشة ‏بيوت الأحياء القريبة من البحر ‏وضعف البنية التحتية، تضاعف مخاوف سكان المدينة مع اقتراب ‏الإعصار.‏

وطالب في حديثه لـ"العربي الجديد"، السلطات الشرعية بسرعة التحرك على الأرض ‏وتشكيل فرق عمل ميدانية، لسد أية ‏ثغرة ومعالجة جوانب القصور التي من الممكن أن تزيد من نسبة ‏الأخطار.


أما الإعلامي نبيل بن عيفان، فنقل أن لدى السكان مخاوف كبيرة من هذه الكارثة، فالبلد في وضع ‏حرب، والدولة لم نعهد منها القيام ‏بدورها لمواجهة مثل هذه الكوارث في وقت السلم، فماذا ستفعل في ‏هذا الوضع؟‎

وأشار إلى أن محافظة حضرموت، الأكبر مساحة على مستوى اليمن، والأكثر ثروة، لا تملك أدنى ‏مقومات السلامة والإنقاذ، وقوات ‏الدفاع المدني وجودها رمزي في الميدان‎ ‎‎.‎

وأكد أنهم، كمواطنين، لم يشاهدوا حتى اللحظة أي استعدادات ميدانية، فقط قرارات ونشاط ‏إعلامي على صفحات مواقع ‏التواصل لن تغني شيئا، مطالبا دول التحالف العربي بأن تكون لها ‏مساهمة في الإنقاذ والإغاثة لو قدّر الله وحصل الإعصار.‏