اليمن: الحوثيون يتهمون "العشر" بعرقلة الاتفاق

14 سبتمبر 2014
من التظاهرات المناهضة للتصعيد الحوثي في صنعاء (سنان ياطر/الأناضول)
+ الخط -
تتواصل حالة انسداد الأفق في المشهد السياسي اليمني، على ضوء إصرار جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) على إسقاط الحكومة. في وقت تتواصل فيه الاشتباكات في منطقة الجوف بين اللجان الشعبية الموالية للجيش والحوثيين، وسط أنباء عن قيام الطيران الحربي باستهداف مدنيين في المنطقة.

واتهم المتحدث الرسمي للحوثيين محمد عبد السلام، اليوم الأحد، مجموعة سفراء الدول العشر الراعية للتسوية السياسية في اليمن بعرقلة المفاوضات بين الجماعة والحكومة اليمنية.

وقال عبد السلام، في بيان مقتضب على صفحته على موقع "فيسبوك"، إنه وفيما "كانت النقاشات مستمرة مع السلطة فيما يخص تحقيق المطالب الشعبية، ومع إصرارنا على تحقيق تلك المطالب باعتبارها حق من حقوق الشعب اليمني، ظهر التدخل المباشر على مسار النقاشات من قبل الدول العشر لإعادة المسألة إلى نقطة الصفر وتجاهل المطالب الشعبية".

واعتبر عبد السلام أن هذا التدخل "يؤكد حرص تلك الأطراف الخارجية على الهيمنة في إدارة البلاد، وتجاهل مطالب الشعب اليمني المحقة والعادلة".

وأكد المتحدث باسم الحوثي، مواصلة جماعته تحركها "الثوري" حتى تحقيق المطالب، قائلاً "نؤكد أن الشعب اليمني لن يتراجع عن مطالبه وأهداف ثورته التي أعلن عنها في مسيرات مليونية في مختلف المحافظات اليمنية، وذلك بالاستمرار في حراكه الثوري ونشاطه الشعبي والتمسك بأهدافه حتى تحقيقها".

وكانت مجموعة سفراء الدول العشر المشرفة على التسوية السياسية (الخمس الدائمة في مجلس الأمن ودولٌ في مجلس التعاون الخليجي وبعثة الاتحاد الأوروبي)، أصدرت، أمس السبت، بياناً حمّل الحوثيين المسؤولية عن التصعيد الذي يهدّد الأمن والاستقرار في البلاد.

وتعثّرت المفاوضات بين الرئاسة اليمنية والحوثيين بالوصول إلى اتفاق بعد أيام من المفاوضات التي استؤنفت أمس برعاية المبعوث الأممي جمال بنعمر.

ولفت مصدر سياسي مطلع، رفض الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، إلى أن "المفاوضات لا تزال تراوح مكانها". وأوضح أن "الإعدادات الميدانية والتجهيز للحرب مستمرّ بما يشير إلى احتمال تفجّر المواجهات".

ميدانياً، قُتل شخص وأُصيب آخرون في قصف للطيران الحربي اليمني، استهدف منازل مدنيين في محافظة الجوف شمالي البلاد، حيث تدور مواجهات بين اللجان الشعبية الموالية للجيش ومسلّحي الحوثيين.

وكشفت مصادر محلية وقبلية، أن "القصف استهدف منزلين في مديرية الخلق، ونتج عنه قتيل وعدد من المصابين بينهم أطفال ونساء، فيما لم تقدم السلطات اليمنية توضيحاً رسمياً حول الحادثة".

وينفّذ الطيران الحربي اليمني منذ أيام غارات جوية ضد مواقع الحوثيين، الذين يخوضون مواجهات مع رجال قبائل مدعومين من الجيش، ويُتهمون بالسعي للسيطرة على محافظة الجوف المجاورة لصعدة.

وفي محافظة لحج، جنوبي البلاد، أعلن مصدر عسكري في قيادة المنطقة العسكرية الرابعة، ضبط ثلاثة من العناصر الإرهابية المشتبه بها، إلى جانب العثور على أسلحة آلية وقواذف "أر بي جي" ومسدس كاتم للصوت. وجاء ذلك خلال قيام القوات الحكومية بمداهمة عدد من المنازل المشتبه بتواجد عناصر إرهابية فيها في مدينة الحوطة.

وأشار المصدر، في تصريح نقلته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ"، إلى أن "الأجهزة العسكرية والأمنية ما زالت تتحرّى وتتعقّب بقايا العناصر والخلايا الإرهابية الفارّة من المنطقة، حتى يتم إلقاء القبض عليها وتقديمها للعدالة".

وشهدت الحوطة في الفترة الماضية، عدداً من الهجمات الإرهابية وعمليات الاغتيال، التي تستهدف عسكريين وأمنيين وتوجّه الاتهامات فيها إلى تنظيم "القاعدة".

المساهمون