وجرى احتجاز الايرانيين في مطار صنعاء، خلال العام الحالي، بعد الاشتباه بأنهما من عناصر الحرس الثوري الإيراني، وبأنهما وفدا إلى اليمن لتدريب مقاتلين من حركة "أنصار الله" (الحوثيين). ورفض المسؤول الأمني الادلاء بمزيد من التفاصيل.
وفي سياق متصل، أفاد مسؤول يمني كبير، وكالة "رويترز"، بأن اليمن أفرج، الخميس، عن اثنين يشتبه بأنهما عضوان في "حزب الله" اللبناني، احتجزا لاستجوابهما بشأن صلتهما بجماعة "الحوثيين". وأكد أن السلطات تتوقع أيضاً الافراج عن تسعة يمنيين سجناء، لتورطهم في تهريب أسلحة على متن سفينة إيرانية جرى اعتراضها قبالة الساحل، في يناير/ كانون الثاني عام 2013. وذكر مسؤولون أميركيون ويمنيون، في ذلك الوقت، أن السفينة "جيهان 1"، كانت تحمل أسلحة مخبأة تشمل صواريخ "أرض ـ جو" يجري تهريبها من إيران الى مقاتلين في اليمن.
وقال المسؤول إن الافراج عن الايرانيين واللبنانيين جرى بالاتفاق مع إيران في صفقة مع جهاز الأمن في صنعاء بوساطة من سلطنة عمان المجاورة. ولم يرد تعليق على الفور من مسؤولين عمانيين أو إيرانيين بشأن هذا الإفراج.
وقال المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، لـ"رويترز"، إن الاتفاق نصّ على تجنّب هجوم مزمع على صنعاء من جانب "الحوثيين" مقابل عمليات الافراج. لكن "الحوثيين" مضوا قدماً في سيطرتهم على صنعاء، يوم الأحد، بعد أيام من الاشتباكات مع جنود ورجال مسلحين قالوا إن لهم صلة بحزب "الاصلاح".
ولم يتضح ما إذا كان الافراج قد حصل على الرغم من تقدّم "الحوثيين"، لكنّه يشير إلى أن "الحوثيين" هم الذين يقررون ويضغطون على الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي.
واتهم هادي، سابقاً، إيران بالتدخل في شؤون اليمن وطلب من نظيره الإيراني أن تكفّ بلاده عن دعم جماعات مسلحة لم يحددها في اليمن. ونفت إيران مثل هذه الاتهامات وأي صلة لها بالأسلحة التي عثر عليها على متن السفينة "جيهان 1".
وسبق الافراج عن المحتجزين دعوة الرئيس اليمني "جميع أبناء اليمن، بلا استثناءٍ، ومن خلِالهم كلُ القوى السياسية وممثليّ المجتمع المدني، إلى أن يكونوا صفّاً واحداً كالبنيانِ المرصوّص يشدّ بعَضهم بعضاً ويداً واحدة تبني وتعمّر، تنبذُ الفرُقة والخصومةَ والعداوة وتؤثر الحب والوئامَ والسلام".
وأكد هادي، في خطاب وجّهه مساء الخميس، لمناسبة احتفالات أعياد الثورة اليمنية، على "أهمية أن تكون الاحتفالات مناسبات يتوحّد الجميع في رحابها وفي ظلال الوطن الذي يتّسع للجميع، بلا اعتبار لانتماءاتنا الحزبية والعقائدية والمذهبية والمناطقية والقبلية، لينصهر الجميع في بوتقة واحدة عنوانها الوطن وقدسيتها اليمن".
وعبّر عن "ثقته بأن العقلاءَ في كلِ القوى السياسية على قناعةٍ بأن تصفية حسابات القوة العمياءِ المسكونةِ بالثأرِ، لا يمُكن أن تبني الدولة ولا مؤسساتها الدستورية، ولا يمُكِن أن تؤسس لسلم اجتماعيٍ بين كل مكوّنات المجتمع". وجدّد هادي "دعوته للجميع لاستغلال هذه الفرصة التاريخية لشراكة حقيقية بين كل أبناء الوطن، من خلال تنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية وتفعيلِ مخرجات الحوار الوطني الشامل".
من جهة أخرى، قتل خمسة مسلحين، يشتبه في انتمائهم لتنظيم "القاعدة"، في شبوة، جنوبي اليمن، الخميس، في غارة لطائرة من دون طيار، يُعتقَد أنها أميركية، حسب شهود عيان. وقال مواطنون في منطقة الكردوم في مديرية نصاب، التابعة لمحافظة شبوة، لوكالة "الأناضول"، إن الغارة استهدفت مسلحين كانوا يستقلون سيارة في المنطقة، ما أدى إلى احتراقها بالكامل.
في غضون ذلك، أعلن تنظيم "أنصار الشريعة"، التابع لـ"القاعدة في جزيرة العرب"، عن إعدام مسؤول في الاستخبارات اليمنية وسبعة من مرافقيه. وذكر التنظيم، على موقعه على "تويتر"، أنه أعدم مدير الأمن السياسي في مدينة دمت، التابعة لمحافظة الضالع، ومعه سبعة من مرافقيه، داخل حفرة، كان قد اختطفهم منذ عدة أيام.
وجرى اختطاف المسؤول الأمني في اليوم الذي اغتال فيه التنظيم قيادياً في حزب "المؤتمر الشعبي العام"، ورئيس فرع الحزب في مدينة دمت، الشيخ ناصر العودي، بتهمة انتمائه لحركة "أنصار الله" (الحوثيين) ومساعدتهم في مدينة دمت، وفق التنظيم.
وكان التنظيم قد نشر بياناً، خلال اليومين الأخيرين، هدد فيه باجتثاث "الحوثيين" ومَن يساعدهم، عقب سيطرتهم على صنعاء، معلناً أنه سيحوّلهم إلى أشلاء متناثرة في صنعاء.
إلى ذلك، قالت الأجهزة الأمنية في محافظة أبين، جنوبي اليمن، إن قيادياً في تنظيم "القاعدة" قتل في حادث سير على طريق مديرية الوضيع (مسقط رأس الرئيس).
ونقل مركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية، الخميس، عن الأجهزة الأمنية في أبين، أن المسمى "أمسوداء" من العناصر القيادية في تنظيم القاعدة الإرهابي، ومتورط بصورة مباشرة في الأحداث التي وقعت بمحافظة أبين، إلى جانب الأحداث التي شهدتها محافظة حضرموت في وقت سابق. ولم يشر الاعلام الامني إلى تاريخ حادث السير الذي أودى بالقيادي "القاعدي".
في غضون ذلك، أكدت قيادة وزارة الدفاع اليمنية، الخميس، على أن "القوات المسلحة لن تنجرّ إلى أتون الصراعات والفتن بأي حال من الاحوال، وستبقى سنداً قوياً للوطن والشعب وللقيادة السياسية". وأعلنت، في بيان مشترك مع رئاسة هيئة الأركان العامة للجيش، عن "تأييدها ومباركتها لاتفاق السلم والشراكة الوطنية، الموقّع الأحد الماضي بين السلطات اليمنية وجماعة (الحوثيين)، من أجل صنع حاضر ومستقبل الأجيال اليمنية التوّاقة إلى الحرية والتقدم والنماء"، بحسب وكالة "الأنباء اليمنية الرسمية" (سبأ).
واعتبر البيان أنّ حركة "أنصار الله" مكوّن سياسي، كغيره من المكوّنات، سيجري التعامل معها في إطار النظام والقانون وبما تمليه المصلحة الوطنية العليا للبلاد، داعياً قادة وضباط وصف وجنود القوات المسلحة إلى "تحمّل مسؤولياتهم الوطنية في هذه اللحظات الفارقة، وأن يلتزموا بأعلى درجات الانضباط العسكري والتقيّد بالقوانين واللوائح العسكرية والتواجد في وحداتهم والحفاظ على ممتلكات القوات المسلحة من الأسلحة والآليات والعتاد ومختلف العُهَد العسكرية وعدم التفريط فيها كونها ممتلكات الشعب وينبغي صيانتها والحفاظ عليها وعدم التفريط فيها في أي حال من الأحوال".
من جهته، قال رئيس جهاز الأمن القومي اليمني (الاستخبارات)، علي الأحمدي، إن مسلحي جماعة الحوثي اقتحموا منزله ومكثوا بداخله أربعة أيام و"قاموا بنهب محتوياته".