رفع آلاف المعلمين في محافظة حضرموت جنوب شرقي اليمن، أمس الثلاثاء، الشارات الحمراء، مطالبين الحكومة بزيادة رواتبهم بنسبة 100% في ظل غلاء المعيشة الناجم عن انهيار قيمة العملة المحلية.
ورفع الشارات الحمراء أمر متعارف عليه في اليمن كمظهر من مظاهر الإعراب عن الاحتجاج والغضب. وقال بيان صادر عن لجنة "أنا المعلم" النقابية: "نظرا لانهيار العملة وغلاء المعيشة، وتجاهل مطالب وحقوق المعلمين الذين يكافحون وسط ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة، نعلن اليوم نحن آلاف المعلمين البرنامج التصعيدي برفع الشارات الحمراء ولمدة 3 أيام".
ولاقى برنامج اللجنة التصعيدي استجابة واسعة لدى المعلمين. وأوضحت اللجنة، في بيانها، أن المرحلة الثانية من التصعيد حال عدم الاستجابة للمطالب، ستتمثل في بدء إضراب جزئي الأحد القادم، لمدة 3 أيام، على أن يعقبه الإضراب الكلي والمفتوح، الذي يمثل المرحلة الثالثة.
وجعلت قفزة الأسعار بعض السلع الأساسية في غير متناول كثير من اليمنيين. واليمن إحدى أفقر الدول العربية، وقد أدت الحرب إلى انهيار الوضع الإنساني مع انتشار الجوع والمرض.
وطاولت الاحتجاجات عدة أنحاء في اليمن، بينها العاصمة المؤقتة عدن ومحافظات حضرموت وتعز وأبين والضالع ولحج، وتنوعت بين المظاهرات، وإغلاق الطرق والعصيان المدني.
وفي ضوء الاحتجاجات، أقرّت الحكومة اليمنية في اجتماع بالعاصمة السعودية الرياض، في ساعة متأخرة من مساء الأحد الماضي، زيادة مرتبات آلاف من موظفي القطاع العام بمن فيهم المتقاعدون بنسبة 30%، بينما لم يتضح تاريخ دخول القرار حيز التنفيذ.
وانعكس تهاوي الريال على قيمة راتب الموظف اليمني الذي تآكل وفقد ثلثي قيمته، وفيما تدفع الحكومة في عدن رواتب موظفي الدولة في مناطقها، فإن نحو مليون موظف في صنعاء وبقية مناطق الحوثيين، من دون رواتب منذ سبتمبر/أيلول 2016.
وقبل الحرب، كان متوسط راتب الموظف اليمني يبلغ 60 ألف ريال (280 دولارا) بسعر صرف 215 ريالا للدولار الواحد، لكن بعد ثلاث سنوات ونصف تآكل راتب الموظف وفقد قيمته مع تهاوي الريال إلى أكثر من 600 ريال مقابل الدولار، وبات الراتب يساوي 100 دولار فقط.