اليمن: اجتماع حكومي بمأرب والمخلافي يحذّر من كارثة إنسانية

25 سبتمبر 2016
المخلافي يدعو الأمم المتحدة إلى "الاضطلاع بمسؤولياتها" (فيسبوك)
+ الخط -
عقد نائب الرئيس اليمني، الفريق علي محسن الأحمر، اجتماعاً مع عدد من وزراء الحكومة، في مدينة مأرب (وسط اليمن)، فيما حذّر نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية، عبدالملك المخلافي، من أنّ الوضع الإنساني في بلاده أصبح كارثياً، في وقت تواصلت فيه المواجهات الميدانية بين قوات الشرعية والانقلابيين بمحافظة الجوف.

وأوضح موقع وكالة "الأنباء الحكومية" أنّ الأحمر شدد خلال الاجتماع مع الوزراء "على تلبية متطلبات المواطنين في مختلف مناحي الحياة وتلمّس احتياجاتهم بما يعكس صورة إيجابية لتواجد الدولة في الأراضي المحررة ويدفع لتحرير بقية المناطق، التي لا تزال تحتلها مليشيا الانقلاب وتمارس فيها مختلف الجرائم والانتهاكات بحق المواطنين، من قتل واختطاف وتعذيب ونهب للممتلكات العامة والخاصة".

ودافع الأحمر عن قرار الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، بإعادة تشكيل مجلس إدارة البنك المركزي ونقل مقره إلى عدن، قائلاً إنّ "القرار كان مطلباً ملحاً وضرورة وطنية اقتضتها المصلحة العامة تهدف إلى رفع المعاناة عن المواطنين وتخفيف الأزمة الاقتصادية تجاههم".

وجرى الاجتماع بحضور نائب رئيس الوزراء، وزير الشباب والرياضة نايف البكري، ووزيرة الشؤون القانونية نهال العولقي، ووزير الدولة لشؤون مجلسي النواب والشورى عثمان مجلي، ووكيل وزارة النفط والثروة المعدنية شوقي المخلافي، ووكيل وزارة المغتربين أحمد النسي، وعضو الهيئة الاستشارية عضو مجلس النواب عبدالله شرف النعماني.

ويأتي اجتماع نائب الرئيس اليمني بوزراء في مأرب في الوقت الذي توجد فيه الحكومة التي يترأسها أحمد عبيد بن دغر، في عدن، الأمر الذي يعكس عودة أغلب مسؤولي الشرعية لأداء مهامهم من داخل البلاد.

من جهة أخرى، أكّد الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، أنّه "لا خلاص لليمن إلا بالخلاص من الإمامة للأبد، ولن تستقر البلاد ما دام في يد الإمامة طلقة رصاص أو تحت سطوتها شبر من تراب الوطن الغالي".

وقال الرئيس هادي، في خطابه بمناسبة الذكرى الـ54 لثورة الـ26 من سبتمبر/أيلول، إنّ "كارثة الإمامة لم تكن نكبة ابتليت بها اليمن ومقتصرة على مناطق الشمال، بل كانت جنايتها على اليمن الكبير بأكمله وتعدى أذاها إلى الجوار وظلت مصدر خراب وتدمير وحروب طيلة وجودها"، مضيفاً أنّ "اليمنيين اليوم أصبحوا على وعي كامل أنه لن تستقر عدن ولن تأمن المهرة ولن تعود صنعاء ما دام هناك كهف وساطور وإمام".  

واتهم هادي الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح بأنه "سلّم الجمهورية إلى أعداء سبتمبر، جماعة أنصار الله (الحوثيين)، وتحالف معهم وسلم البلاد لأدوات إيران في اليمن ومرتزقتها، بعدما ظل في سنوات حكمه يزايد بالحديث عن سبتمبر والنظام الجمهوري"، مشدداً على أنّ "المشروع الإيراني الطائفي لا مكان له بين اليمنيين الأحرار، ونضال الأبطال اليمنيين خلال العامين الماضيين مثّل انتكاسة كبيرة لذلك المشروع التآمري التخريبي الذي يستهدف المنطقة كلها، ولن يعود الماضي".

وأضاف أنّه "لم يدرك الحوثيون وهم يسعون لعودة الماضي البغيض أنّ الفارق مختلف جداً وأننا اليوم نعيش عصر الفضاء المفتوح والوعي، ولأنهم لم يقرأوا حركة التاريخ ومتغيراته فقد انطلقوا من كهوف أسلافهم بنفس الأدوات والمنهج والشعارات، في واقع مختلف جداً عن واقع أسلافهم الذين مارسوه في دستور عام 1984".

وفي هذا السياق، اعتبر نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية، عبدالملك المخلافي، أنّ "الحالة الإنسانية أصبحت كارثية في الكثير من المناطق، لا سيما في الحديدة وتعز".

ودعا المخلافي خلال لقاء جمعه، مساء أمس، بالمبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، في نيويورك، الأمم المتحدة إلى "الاضطلاع بمسؤولياتها" في الجانب الإنساني، مؤكّداً "حرص الحكومة الدائم والمستمر على السلام واستئناف المشاورات".  

ولفت إلى أنّ "السلام يجب أن يتحقق لإنهاء الانقلاب وعودة الأمن والاستقرار إلى بلادنا، وأن المرجعيات الثلاث المتفق عليها هي أقصر طريق لتحقيق هذا السلام المنشود".

من جانبه، وحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية بنسختها الحكومية، أكد المبعوث الأممي أنه "لن يألو جهدا للاستمرار في مساعيه من أجل استئناف المشاورات في أقرب فرصة ممكنة وفق المرجعيات"، وأشار إلى "أن الأمم المتحدة تجهز قوافل إغاثة إنسانية للذهاب إلى العديد من المناطق المنكوبة في اليمن".

ولفت ولد الشيخ أحمد إلى أنّ "التهدئة والحل السلمي سيمكنان الأمم المتحدة من استئناف برامجها الإنسانية والخاصة بإعادة الإعمار". وجاء اللقاء في إطار الاجتماعات التي عقدها المبعوث الأممي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إذ يبذل جهوداً لإقناع الأطراف بتجديد اتفاق الهدنة والعودة إلى طاولة المشاورات.  

ميدانياً، تجددت المواجهات المسلحة، اليوم، بين قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية من جهة ومسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) والموالين للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، من جهة أخرى، في محافظة الجوف (شمالي البلاد).

وأوضحت مصادر في المقاومة، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ المواجهات تجددت في مديرية المتون وتقدمت خلالها قوات الشرعية، فيما أعلن الحوثيون أنّهم تصدوا لمحاولة تقدم لخصومهم في المديرية ذاتها، مشيرين إلى سقوط أعداد من القتلى والجرحى.

المساهمون