اليابان تساوم تجارياً لاسترداد جزر من روسيا

05 نوفمبر 2016
بوتين وشينزو آبي في جلسات حوار بمنتدى روسي(ميخائيل سيفتالوف/Getty)
+ الخط -
قالت صحيفة "جابان تايمز" اليابانية الصادرة بالإنكليزية إن الحكومتين اليابانية والروسية تبحثان إنشاء هيئة مشتركة لزيادة استثمارات الشركات اليابانية في روسيا. وتسعى الحكومة الروسية إلى الاستفادة من التقنيات الحديثة المتوفرة في اليابان في تحديث اقتصادها.

ومن الجانب الياباني، وحسب الصحيفة اليابانية، فإنها تسعى إلى إقناع روسيا بالتخلي عن أربع جزر يابانية أستولت عليها روسيا في أعقاب الحرب العالمية الثانية. ويرى اقتصاديون أن روسيا تخطط كذلك لزيادة مبيعات النفط والغاز الطبيعي إلى اليابان، ولكن مشكلة روسيا أنها لا تملك سعة كبيرة في تجارة الغاز المسال.

وبلغت استثمارات رجال الأعمال اليابانيين في الشرق الأقصى الروسي نحو مليار دولار، وذلك حسب ما أعلنه وزير تنمية الشرق الأقصى الروسي، ألكسندر غالوشكا مساء الجمعة الماضي. وعقد الوزير الروسي في موسكو في ختام الإسبوع اجتماعاً مع وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة الياباني، هيروشيغي سيكو، بحث خلاله الجانبان تنفيذ 18 مشروعاً في مجالات مختلفة، كالطاقة والنقل والاستثمار.

وقال غالوشكا إن الحكومة الروسية تخطط لتنفيذ عدد من المشاريع الاستثمارية، وتطوير البنية التحتية في الشرق الأقصى الروسي. وحتى الآن تمكنت من جذب استثمارات مباشرة تصل إلى 18.5 مليار دولار، منها مليار دولار هي استثمارات يابانية في الشرق الأقصى.

وتهدف زيارة الوزير الياباني إلى العاصمة الروسية إلى وضع خطة تتضمن 8 اتجاهات للتعاون مع روسيا، كان اقترحها رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، في مايو/أيار الماضي. ويشار هنا إلى أن حجم التبادل التجاري بين روسيا واليابان بلغ العام الماضي نحو 21 مليار دولار، متراجعا بنسبة 32% عن مستواه في العام 2014.

واتسمت العلاقات بين روسيا واليابان بالتوتر منذ الحرب العالمية الثانية، ولكن في بداية 2000 ارتبط البلدان بعلاقات ثنائية ومصالح كثيرة مشتركة بينهما بدأت بالتعاون الاقتصادي والتجاري وأمتدت إلى الأمني والثقافي. وتشير إحصائيات العام 2008 إلى أن التبادل السلعي بين البلدين بلغ 30 مليار دولار، وثمة عدد كبير من المشاريع الاستثمارية، تجرى دراستها بين البلدين. ولكن ما يثير العجب، أنه لم تعقد بين روسيا واليابان معاهدة سلام إلى الآن.

ويدور الخلاف الرئيسي حول جزر الكوريل التي تريد اليابان استرجاع ملكيتها من روسيا، وبالرغم من صغرها الجغرافي فإن هذه الجزر لها وزن اقتصادي وعسكري استراتيجي.

وتعتبر المياه المحيطة بالجزر غنية بالثروة السمكية. ويتم فيها اصطياد 1.6 مليون طن من الأسماك والمواد البحرية سنويا، مما يشكل ثلث كمية السمك المصطاد في بحار الشرق الأقصى. ويتصف مضيق الكوريل الجنوبي بوجود أنواع ثمينة من السمك، ناهيك عن وجود الموارد المعدنية المستكشفة، بما فيها التيتانيوم والمغنيسيوم والكوبلت والنحاس والرصاص والزنك والبلاتين والذهب والكبريت. كما يوجد في جزيرة ايتوروب حقل وحيد في العالم من معدن الريني النادر.
(العربي الجديد)
المساهمون