الوايت نايتس.. "يا تيشرت العمر يا أبيض"

11 فبراير 2015
هل يدفع الوايت نايتس ثمن انخراطه في الثورة؟
+ الخط -

"يا تيشرت العمر يا أبيض.. جينا ولرب الكون دعينا، فرسان ورا اسم نادينا.. زمالك غالي علينا.. ميت عقبة جايين وفي كل ستاد رايحين.. سنظل أوفياء وقادمين".. هتافات تعبر بحق عن مشوار "الوايت نايتس" ودوره في إعادة الروح إلى المدرجات التي كان يخيم عليها السكون. و"الوايت نايتس" كما يطلقون على أنفسهم، أو"الفرسان البيض" هم مجموعة من الشباب العاشق لنادي الزمالك، وَهَبُوا جل وقتهم لتشجيع النادي ودعمه في أزماته، أخذوا على أنفسهم عهدا بتغيير شكل المدرجات كليا، وبالفعل جعلوها كرنفالات يكسوها اللون الأبيض، وأصبحوا شريان الحياة للنادي في فترة شهدت إحباطا لدى الكثيرين من مشجعي الزمالك بسبب إخفاقاته المتكررة على عكس ما كان سابقا.

جماهير وفية

تم إعلان الوايت نايتس كمجموعة تشجيعية في السابع من مارس/آذار 2007، ويتكون شعارهم من ثلاث وحدات رئيسية، فالإطار الخارجي يحمل شعار النادي الذي من أجله ظهر "الوايت نايتس"، كما توجد خوذة محارب كمقطع جانبي، تمثل جماهير نادي الزمالك، وتم وضعها في المقدمة لتوحي أن جماهير النادي الأبيض هي خط الدفاع الأول عن النادي، إلى جانب سيف مقبضه حروف تختصر اسم المجموعة (UWK) ليكون سيفا مسلطا على أعداء الزمالك والمتربصين به، كما اختار الوايت نايتس شعاراً هتافياً وهو "أخوة في الدم".

واشتهر الوايت نايتس بهتافاته القوية المدوية وأغانيه الحماسية في الكورفاسود، أي الثالثة يمين، حيث المكان المخصص له، ومنها: "زمالك نادينا، في الكورفاسود، يلا رجالة، يا قلعة الكرة، ولاد زامورا، اسمعوا تشجعينا، سألوني مين اختار".

نشاط الأولتراس نشاط تطوعي يتطلب الكثير من المال المطلوب في سفرهم الدائم مع فريقهم في كل مكان، وتجهيز الباشات "اللوجو" الخاصة بهم والبانرات والتيفوهات "الدخلات"، ولهذا يلجأ منظمو المجموعة إلى بيع التيشرتات والكوفيات المطبوع عليها شعار المجموعة، إلى جانب اشتراكات أعضاء المجموعة والتمويل الذاتي.

إبداعات وابتكارات

عاش الوايت نايتس منذ إعلانه عن نفسه في مباراة الهلال السوداني في إياب دور الـ32 من دوري أبطال أفريقيا، مشوارا طويلا من الإنجازات، ورحلة طويلة مع الإبداعات والابتكارات، فهو صاحب أول دخلة في الملاعب المصرية في أبريل/نيسان 2007، وتحديدا في مباراة الفيصلي الأردني قبل نهائي البطولة العربية، وكانت الدخلة عبارة عن قلب والزمالك بداخله، وحولها مجموعة من الجلاد الأبيض بلون النادي الملكي، وفي نهائي كأس 2007 غطى الوايت نايتس الملعب بالشرائط البيضاء والحمراء وبينهم أسد يحمل الكأس في تمنٍّ من جماهير الزمالك أن يتوج الزمالك بالكأس، وكانت الدخلة الأكبر في عام 2008، عندما كتبوا بالجلاد في مدرجات الدرجة الثالثة بالكامل "يا رب امنحنا الكأس"، ونالت دخلة الديربي في بطولة دوري أبطال أفريقيا في يوليو/تموز 2008 إعجاب محبي الزمالك، حيث تيفو مرسوم بكل فن وحرفية عبارة عن ملك بجوار أداة إعدام قديمة وينظر إلى من سيعدم، وفي خلف المشهد جماهير الزمالك والوايت نايتس يترقبون إعدام القرود الحمراء، وبعد أسبوع فقط من مباراة ديربي أفريقيا، وفي كأس السوبر المصري، تفنن الوايت نايتس في دخلة أخرى عبارة عن شرائط وتيفوهين، أحدهما مرسوم لكابتن الزمالك، أيمن عبد العزيز، والتيفو الآخر لخالد الغندور، آخر من حمل كأس السوبر، وفي واحدة من أجمل دخلات الديربي كأس مصر 2010، قام الوايت نايتس بكتابة لافتات "بطل من الروايات.. استردوا البطولات"، وللمجموعة إنجاز تاريخي في مباراة مئوية الزمالك 2011، حيث أكبر دخلة كوريو دوبل في العالم، عندما قامت بكتابة نادي الزمالك بعرض مدرجات الثانية يمين مع شعار النادي ثم تحويلها إلى جملة "مدرسة الفن والهندسة"، وهو شعار نادي الزمالك، وعالميا قام موقع Ultras Tifo بنشر صوره للمجموعة بحصوله على المركز السادس من حيث أحسن دخلة، وكانت دخلة "شيك مات" في مباراة نهائي كأس مصر 2012، ولم يقتصر دور الوايت نايتس على كرة القدم فقط، بل شمل أيضا مساندة كاملة لجميع الألعاب الجماعية للزمالك في مباريات اليد والسلة والطائرة.

فقدتم تعاطفنا

كان للمجموعة أسلوبها في التعبير عن مشاعر الغضب والاستياء من ناديها بطرق وأساليب مختلفة، ففي 7 ديسمبر/كانون الأول 2007 قام الوايت نايتس بإعلان الحداد في المدرجات اعتراضا على ما وصل إليه حال النادي، وتحول اللون الأبيض في المدرجات إلى اللون الأسود، بالإضافة إلى لافتة بعنوان "افتقدتم الرجولة ففقدتم تعاطفنا"، وفي 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2008، وفي مباراة بتروجيت في السويس، قام الوايت نايتس بوضع لافتات معبرة عن حزن جماهير الزمالك على وضع فريقها تتخللها مجموعة من الشماريخ كإضاءة في مشهد معبر عن حال الفريق وعن مدى حزن واستياء جماهيره.

التعصب للنادي

تختلف مسميات الأندية ويتمادي كل أولتراس في تشجيع ناديه، ويبقى معظمهم باختلاف انتماءاتهم، سواء للأهلي أو للزمالك، أصدقاء خارج ساحة مدرجات التشجيع، ولهذا كان التنافس جميلا وصحيا حتى مباراة الأهلي والزمالك في كأس مصر 2010 حين هاجم كل أولتراس الآخر بألفاظ نابية بعيدة كل البعد عن الأخلاق الرياضية، وأفسد جمهور الأهلي دخلة أولتراس زملكاوي بأن علقوا لافتات تشير إلى أن الزمالك كان نادياً للإنجليز أيام الاحتلال البريطاني لمصر وأنه في مزبلة التاريخ، فردّ الجمهور الزملكاوي بهتافات عدائية كادت أن تفسد المباراة لولا تدخل الأمن في الإستاد للفصل بين الفريقين، وقبل مذبحة بور سعيد بأيام عاد الوايت نايتس لرشده وأصدر بيانا تاريخيا يدعو فيه للعودة إلى المنافسة الشريفة في المدرجات وإعلان المصالحة مع جميع الأولتراس.

الوايت نايتس والثورة المصرية

نظرا لتطور الأحداث في مصر، انخرط الوايت نايتس في الأحداث السياسية وأصبح فاعلا في العملية السياسية، وشارك بوضوح في أحداث الثورة المصرية، وبالأخص في أحداث محمد محمود، عندما وقف سدا للدفاع عن الثوار ضد ضربات الشرطة ووقع منهم مصابون وشهداء، وهنا انقلب إعلام نظام مبارك عليهم وبدأوا في الهجوم على الوايت نايتس، متهمين إياها بأنها سبب للعنف في كل مناحي الحياة بعد أن كانوا يمجدونها، وأصبحوا يصفونهم بمجموعة من "البلطجية" التابعة لحركة "حازمون" تارة، أو لجماعة الإخوان المسلمين تارة أخرى، ووصفهم رئيس نادي الزمالك بـ"الإرهابيين" ومنعهم من حضور تدريبات لاعبي النادي، مطالبا بضرورة حلّ هذه المجموعات خاصة بعد حادثة "القفا" التي تعرض لها على يد أحد كابوهات الوايت نايتس.

الشرطة تثأر لكرامتها

وفي يوم السبت 6 فبراير/شباط 2015، وقبل مباراة الزمالك وإنبي بيوم واحد، في إطار الدوري المصري، كتبت صفحة الوايت نايتس على موقعها في فيسبوك: "الأحد نحارب مع الأبيض، ونكون درعه الذي يحافظ به على صدارة القمة، أمام شبه المنافس الوحيد على صدارة الدوري هذا الموسم.. وعليه، فقد تقرر تجمع جماهير الزمالك، وعشاق الأبيض غدا الساعة الخامسة مساءً أمام بوابة ستاد الدفاع الجوي.. احتشدوا لنعزف ألحان الانتصار".

وقد تم الحشد بالفعل دون دراية أو توقع لمصيرهم المحتوم عندما أطلقت الشرطة الغاز والقنابل المسيلة للدموع على الجماهير المحتشدين لدخول النادي، مما أسفر عن مقتل 22 من أولتراس الزمالك وإصابة الكثيرين.

فهل يدفع الوايت نايتس ثمن مواجهاته مع الشرطة أثناء الثورة؟


(مصر)

المساهمون