وادعت رئيسة لجنة القيادة التربوية في وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية، داليا بينج، أن "قرار منع إدراج رواية الكاتبة الإسرائيلية، دوريت روبينيان، والتي أطلقت عليها اسم "الجدار الحي"، هو كون الرواية تشجع، بحسب ادعاء اللجنة، على الزواج المختلط، ومن شأنها أن تؤثر في نفوس أبناء الشبيبة".
واعتبرت أن "هناك حاجة للمحافظة على الهوية، والتراث الخاص، لكل قطاع من القطاعات في إسرائيل"، مضيفة أن "العلاقات الحميمة بين اليهود و"غير اليهود" تهدد الهوية الخاصة لكل طالب".
وأثار القرار الذي كشفت عنه صحيفة "هآرتس" ردود فعل غاضبة في صفوف أدباء يساريين في إسرائيل، ومعلمي الأدب العبري في المدارس الثانوية، خاصة بعد أن تبين أن قرار عدم إدراج الرواية، جاء خلافاً لتوصية اللجنة المهنية المسؤولة عن منهاج الأدب العبري في الوزارة.
اقرأ أيضاً: مشاهير وسياسيون رحلوا في أول يوم في السنة
وأعلن العشرات من مديري المدارس الثانوية اليهودية رفضهم القرار، وأنهم سيدرسون الرواية في مدارسهم، فيما ارتفعت في المقابل، أمس، مبيعات الكتاب، وسجلت رقماً قياسياً في إسرائيل، إذ تم أمس بيع أكثر من 1500 نسخة، بحسب تقديرات دار النشر التي أصدرت الكتاب.
في المقابل، وعلى أثر ما بدا أنه "توضيح غير مقنع"، من قبل الوزارة، انضم وزير التعليم الإسرائيلي، نفتالي بينت، زعيم البيت اليهودي "الذي يمثل تيار الاستيطان والصهيونية الدينية" إلى المدافعين عن القرار.
ولم يكتف بينيت، والذي اعترف أنه لم يقرأ الرواية بتأييد قرار الحظر، بل لجأ إلى التحريض على الرواية، مدعياً أنها تحرض ضد جنود الاحتلال، وتصفهم بأنهم قتلة، وأنها لا تختلف في الرسائل التي تبثها للقارئ، عن نشاط ورسائل جمعية "يكسرون الصمت". وهي جمعية قوامها جنود سابقون في جيش الاحتلال، يقومون بفضح الجرائم والمخالفات التي يرتكبها جنود وضباط الاحتلال في الأراضي المحتلة، وسبق لها أن وضعت تقريراً عن الجرائم التي ارتكبت خلال العدوان الأخير على قطاع غزة.
وردت مؤلفة الرواية، دوريت روبينيان، في تصريح لـ"هآرت"، على ادعاءات نفتالي بينت، مؤكدة أنه لم يقرأ الرواية، وأنه قام باستخدام اقتباسات مبتورة في غير سياقها، عبر اعتماد خطاب كاذب.
اقرأ أيضاً: الدنمارك: طرد محمد من العمل بسبب دفاعه عن الإسلام
عملياً، فإن القرار الرسمي الصادر عن الوزارة في هذا السياق يتماشى ويشكل ترجمة عملية للرسالة الفاشية التي تسعى جمعية "لهافا" الفاشية بقيادة الفاشي اليهودي المتدين (يتبع للتيار الديني الصهيوني) بنتسي غيبشتاين، والتي تنشط في الوسط اليهودي في محاربة زواج اليهوديات من عرب، عبر تنظيم مظاهرات عنصرية صاخبة، ومحاولتها عبر استخدام العنف الشديد "استعادة" اليهوديات المتزوجات من عرب.
في المقابل، دعا الروائي الإسرائيلي، عاموس عوز، وعدد آخر من الكتاب الإسرائيليين، لإلغاء تدريس التوراة في المدارس اليهودية، لأنه في كل ما يتعلق بالعلاقات الحميمية بين اليهود والأغيار، فإن التوراة أخطر بألف مرة من رواية درويت روبينيان.
واعتبر عوز، في مقال نشره في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن هذه القصص الإباحية في التوراة هي أشد وطأة وتأثيراً ومساً "بطهارة" العرق اليهودي من رواية خيالية، فلربما آن الأوان لإخراج كل هذه القصص من التوراة.
اقرأ أيضاً: موسيقى عنصرية: أغاني القتل الإسرائيلية