الهدف الذي قتل صاحبه... أندريس إسكوبار

01 ابريل 2015
+ الخط -

كولومبيا واحدة من أفقر دول العالم، تقع في أميركا الجنوبية، وتشتهر ببلاد المافيا والعصابات والمخدرات، وهي الدولة التي لا يمكن أن يُؤمن العيش فيها، حتى لو كنت مواطنا كولومبيا.

في عام 1994، وتحديدا في الصيف، كانت الأنظار تتطلع إلى بطولة كأس العالم التي كانت تقام في الولايات المتحدة الأميركية، وكانت كولومبيا واحدة من الدول التي حصلت على شرف المشاركة في تلك البطولة.

وقعت كولومبيا في المجموعة الأولى إلى جانب منتخبات رومانيا وأميركا وسويسرا. في المباراة الأولى خسرت كولومبيا من رومانيا بثلاثة أهداف مقابل هدف، وبالتالي في المباراة الثانية كانت كولومبيا تحتاج إلى تفادي الخسارة، من أجل الحصول على فرصة جيدة للتأهل إلى الدور 16، وفي المباراة الثانية لعبت ضد أميركا، وهنا بدأت المشكلة.

في تلك المباراة، عانى لاعبو كولومبيا من تهديدات بالقتل من قبل أكبر مافيا في كولومبيا. وبسبب تلك التهديدات، رفض في تلك المباراة لاعب كولومبيا، جابرييل جوميز اللعب. دخلت كولومبيا المباراة، ولكنها خسرت في النهاية بهدفين مقابل هدف. وقد تسبب في الخسارة المدافع الذي يلقب بـ"زير النساء في كولومبيا" أندريس إسكوبار (27 عاما)، الذي سجل هدفا في مرماه. وقد كلف هذا الخطأ كولومبيا ثمنا كبيرا، ليخرج منتخبه من البطولة رسميا، بغض النظر عن نتيجة المباراة الثالثة ضد سويسرا والتي انتهت بفوز كولومبيا بهدفين مقابل لا شيء.

بعد الخروج من البطولة، كشف مدرب كولومبيا، فرانسيسكو ماتورانا، أن بعثة كولومبيا كلها والتي تواجدت في أميركا تم تهديدها بالقتل، في حالة الخسارة أو الخروج أمام المنتخب الأميركي. لقد كان تهديدا قويا ومباشرا من دون أي مزاح، وهو السبب في مقتل المتسبب بالخروج، أندريس إسكوبار، فيما بعد.

تلك المباراة كانت جنونية، وحصلت فيها محاولات للتلاعب من تحت الطاولات، سواء من المافيا الأميركية أو الكولومبية، حيث تقول بعض التقارير إن المافيا الأميركية حاولت إعطاء رشوة، وأيضا إيصال تهديدات شخصية بالقتل للاعبي كولومبيا إذا لم يسمحوا للأميركان بالفوز في هذه المباراة. ولكن الشرطة قالت إن وفاة إسكوبار في المدينة الكولومبية التي تسمى مدينة "الكوكايين"، وهي مدينة "ميديلين"، كانت لأسباب تتعلق بالكوكايين والكثير من المال. قالت الشرطة الكولومبية إن إسكوبار في يوم الأحد بتاريخ 2 يوليو 1994 حصلت معه مشاجرة كبيرة في تمام الساعة 3:30 فجرا، أي في وقت متأخر جدا، وكان إلى جانبه صديقة كولومبية أثناء خروجه من المطاعم.

ويستعرض "العربي الجديد" الأسباب الحقيقية التي جعلت إسكوبار يودع الحياة. بعد نهاية كأس العالم 1994، عاد إسكوبار إلى كولومبيا بدلا من زيارة أقاربه في لاس فيجاس. وفي تاريخ 2 يوليو 1994، أي بعد 5 أيام من خروج كولومبيا من كأس العالم، قام إسكوبار بدعوة مجموعة من الأصدقاء، من أجل الاجتماع في حي "بوبلادو" في مدينة الكوكايين "ميديلين"، ذهب الجميع إلى مركز لشراء الخمور، وبعد ذلك وصلوا إلى ملهى ليلي يدعى "إل إينديو". إسكوبار في الساعة 3:30 تقريبا من الفجر كان متوجها إلى سيارته الخاصة به، بينما كل واحد من أصدقائه عاد في طريقه إلى المنزل، وأثناء تواجده في السيارة ظهر فجأة ثلاثة رجال تحدثوا كثيرا مع إسكوبار، اثنان من الثلاثة رجال قاموا بإطلاق النار على إسكوبار 6 مرات، وبعد ذلك هربوا وركبوا سيارتهم اليابانية الكبيرة "Toyota"، وتم نقل إسكوبار إلى المستشفى، في محاولة لإنقاذه، ولكنه بعد 45 دقيقة فقط فارق الحياة.

تفيد بعض الأقاويل بأن إسكوبار كان يصرخ مثل المعلقين اللاتينيين "Gol" أثناء قتله، وتم قتل إسكوبار بمسدس من عيار 38. وتم ترك إسكوبار ملقى على الأرض تنزف منه الدماء بغزارة.

هذه الحادثة الخطيرة أثارت جدلا ونقاشا كبيرين في كولومبيا والعالم.. والكثير من الأدلة تؤكد أن السبب الرئيسي لهذه الجريمة هو الهدف الذي سجله في مرماه أمام الولايات المتحدة الأميركية والذي كان سببا في خسارة وخروج كولومبيا من كأس العالم 1994. حضر جنازة إسكوبار عدد كبير من المشيعين "تقريبا 120 ألف شخص"، كل شخص كان قد جلب معه صورة من ذكريات ومباريات إسكوبار.

على الرغم من سوء مدينة ميديلين والمعروفة بأنها إحدى أخطر المدن في كولومبيا وربما في العالم، بسبب كثرة الأشياء المحظورة والعصابات التي تنتشر في كل مكان، إلا أن البلدية قررت تصميم تمثال خاص بالراحل إسكوبار في يوليو 2002 بدعم من سكان المدينة.

لمتابعة الكاتب.. https://twitter.com/SULTANO_91

المساهمون