نشرت صحيفة "الشروق" التونسية اليومية على صفحتها الأولى، بالإضافة إلى بعض المواقع الإخبارية وبعض القنوات التلفزيونية صوراً للقتلى والمصابين من قوات الجيش التونسي إثر العملية الإرهابية التى تعرضوا لها فى جبال محافظة الكاف بالشمال الغربي التونسي. نشر هذه الصور اعتبرته النيابة العسكرية مخلاً بقواعد العمل الصحافي... لذلك، حرّكت دعوى قضائية ضدّ هذه الصحف والقنوات والمواقع، مؤكدةً عزمها على المتابعة القانونية للمخالفين وفقاً لأحكام القوانين المنظمة للنشر والإعلام في تونس.
كما أصدرت وزارة الدفاع التونسية بياناً شديد اللهجة، جاء فيه أن وزارة الدفاع الوطني لاحظت أنه "إثر العمليّة التي استهدفت عسكريين بجهة نبر (محافظة الكاف) يوم 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2014 تعمّدت بعض الصحف الصادرة يوم 6 نوفمبر/تشرين الثاني نشر صور على صفحاتها الأولى لشهدائنا الأبرار مباشرةً، إثر استهدافهم من العناصر الإرهابية، وهو عمل من شأنه أن يمس شعور أهالي الشهداء ومعنويات أفراد القوات المسلحة. كما يشكل دعاية مجانية ونفخاً في صورة الإرهابيين الذين يرومون من وراء عملياتهم نشر الذعر والترهيب والتخويف في نفوس المواطنين وزعزعة ثقتهم في المؤسسة العسكرية".
وأهابت الوزارة بالمؤسسات الإعلاميّة من أجل عدم نشر صور الشهداء الذين نذروا أنفسهم في سبيل حماية البلاد والحفاظ على سلامة شعبها، وكذلك تجنُّب الخوض في تفاصيل العمليات العسكرية والأمنية لتعقب المجموعات الإرهابية حفاظاً على سلامة الأفراد وضماناً لنجاح العمليات.
هذا وقد استنكرت أيضاً المحطات الإذاعية والتلفزيونية نشر هذه الصور، فقد اعتبرها الإعلامي وائل التوكابري فى برنامج "الماتينال" الذي يُبثّ على موجات إذاعة "شمس إف إم" عملاً غير مقبول ولا يتماشى وأخلاقيات المهنية، خاصةً أنّ نقابة الصحافيين التونسيين سبق أن اعتبرت في بيان لها أن لا حياد مع الإرهاب في هذا الظرف الحساس الذي تمرّ به تونس.
يُذكر أنّ منطقة نبر من محافظة الكاف بالشمال الغربي للبلاد التونسية شهدت يوم 6 نوفمبر/تشرين الثاني اعتداءً على حافلة للجيش التونسي من قبل إرهابيين خلف خمسة قتلى وأكثر من عشرة جرحى.