تسعى الدول إلى إتباع نهج استباقي في أسعار النفط، هذا النهج الاستباقي جاء بسبب حجم التحديات التي واجهت اقتصاديات الدول الريعية، خصوصاً دول أوبك في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا، مما جعل الدول تسعى إلى تبني رؤية قائمة على بناء أسعار استباقية قائمة لمواجهة انخفاض أسعار النفط والمتمثلة بالإنتاج خارج المنتجين التقليدين، وهو ما عرف بثورة النفط الصخري التي أثرت على مدى خمس سنوات في واقع الأسعار النفطية، مما جعل أوبك تفكر باستراتيجية جديدة قائمة على الاستباق لبناء صورة للأسعار المقبلة وليس على استراتيجية الردع التي اتبعها في السابق والتي مثلت نظرية خفض إنتاج أوبك في حين نظرية الاستباق السعري الجديد تقوم بالاستحواذ على الأسواق وهو النهج الجديد المتبع في أوبك.
يبدو أن الاجتماع الأخير لمنظمة البلدان المصدرة للبترول، قد أشار إلى مواصلة سياستها الرامية إلى إنتاج النفط من دون قيود، لستة أشهر أخرى متجاهلة بذلك التحذيرات من انهيار ثانٍ في الأسعار مع تطلع بعض الأعضاء مثل إيران لزيادة الصادرات.
اقرأ أيضا: لعبة النفط خارج أوبك
ولذلك نجد أن تصريح وزير البترول والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي يشير إلى إن أوبك مددت العمل بسقف الإنتاج الحالي، مجددة دعمها لطريقة العلاج بصدمات السوق التي بدأتها أواخر العام الماضي، عندما أعلنت السعودية أنها لن تخفض الإنتاج لإبقاء الأسعار مرتفعة.
بدوره، قال الأمين العام لمنظمة أوبك عبدالله البدري، في مؤتمر صحافي عقده عقب الاجتماع الاخير لأوبك في فيينا، أن سعر 100 دولار لبرميل النفط لم يعد ممكناً، وهناك اتفاق بين كل وزراء أوبك على الالتزام بسقف إنتاج النفط ، كما شدد على أنه من السابق لأوانه الحديث عن عودة إيران إلى سوق النفط.
إن الاتجاه السعري اليوم داخل أوبك يتجه نحو الاستقرار على سعر مقبول من قبل المنتجين وخصوصاً المملكة العربية السعودية والعراق وإيران ، وبالتالي إن الاتجاه نحو سعر 75 دولاراً هو تكتيك وليس استراتيجية، واستراتيجية دول أوبك تقوم على الوصول إلى سعر الـ 100 دولار في عام 2016 ، خصوصاً أن الاتفاق النووي لابد أن يعزز الأسعار خلال مرحلة مابعد التوقيع كونه سيكون مرتبطاً بالتزامات حذرة قد تؤثر على السوق النفطية باتجاه الأسعار في حال التقدم خطوة أو التراجع خطوة في مسار الاتفاق، وبالتالي نجد أن العوامل الجيو -استراتيجية ستؤثر بشكل كبير في الربع الأخير من عام 2015 على مسار أسعار النفط وسياسات أوبك في الانتاج والتسويق.
اقرأ أيضا: تحديات "أوبك" واستراتيجيتها المنتظرة
إن منظمة أوبك مطالبة بوضع استراتيجية جديدة ونهج جديد في التعامل مع السوق العالمية والمنتجين، لأول مرة لا تستطيع أوبك اتخاذ قرارات حازمة قائمة على العقل والمنطق وقابلة للحوار والتفاعل والمقبولية داخل المستهلكين الكبار، وخصوصاً اتجاه ثورة النفط الصخري وعمليات المضاربة السعرية التي كادت تطيح بسلة نفوط الأوبك واقتصادياتها الريعية لدى الغالب. إن العمل والحوار والتفاعل والاستقراء الاستراتيجي العميق سيكون كفيلاً بإعادة تقويم الأسعار نحو الارتفاع والعودة إلى أسعار مقبولة بين المنتجين والمستهلكين، وهذا ما سيتضح في اجتماع أوبك المقبل.
إن قدرة أوبك على صياغة السيناريوهات السعرية الاستباقية، سر الوجود المقبل لاستمرار قوتها كمنظمة فعالة وقادرة على مواجهة تحديات معاصرة، كون التحدي الأساسي ليس فقط تحدي الأسعار والسوق وآليات الإدارة والضبط، وإنما بات تحدي الوجود للمنتجين كدول مستقلة بحد ذاتها، وخصوصاً ما نشهده في المشرق العربي من تحدٍّ كبير للدولة الوطنية واستمرارها.
ولذلك نجد أن قدرة أوبك على تحسين السياسات السعرية وبناء مسارات جديدة داخل السوق العالمية والعمل على استراتيجية خارجية وحزم تسويقية خصوصاً للدول النامية في آسيا وأميركا اللاتينية ستعطي مرونة سعرية كبيرة لمواجهة الأزمات التي تعصف بالأسواق العالمية بين الحين والآخر، وهو ما سيجعل دالة الاستقرار السعري محصلة للنهج الاستباقي في أوبك.
(خبير نفطي عراقي)
يبدو أن الاجتماع الأخير لمنظمة البلدان المصدرة للبترول، قد أشار إلى مواصلة سياستها الرامية إلى إنتاج النفط من دون قيود، لستة أشهر أخرى متجاهلة بذلك التحذيرات من انهيار ثانٍ في الأسعار مع تطلع بعض الأعضاء مثل إيران لزيادة الصادرات.
اقرأ أيضا: لعبة النفط خارج أوبك
ولذلك نجد أن تصريح وزير البترول والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي يشير إلى إن أوبك مددت العمل بسقف الإنتاج الحالي، مجددة دعمها لطريقة العلاج بصدمات السوق التي بدأتها أواخر العام الماضي، عندما أعلنت السعودية أنها لن تخفض الإنتاج لإبقاء الأسعار مرتفعة.
بدوره، قال الأمين العام لمنظمة أوبك عبدالله البدري، في مؤتمر صحافي عقده عقب الاجتماع الاخير لأوبك في فيينا، أن سعر 100 دولار لبرميل النفط لم يعد ممكناً، وهناك اتفاق بين كل وزراء أوبك على الالتزام بسقف إنتاج النفط ، كما شدد على أنه من السابق لأوانه الحديث عن عودة إيران إلى سوق النفط.
إن الاتجاه السعري اليوم داخل أوبك يتجه نحو الاستقرار على سعر مقبول من قبل المنتجين وخصوصاً المملكة العربية السعودية والعراق وإيران ، وبالتالي إن الاتجاه نحو سعر 75 دولاراً هو تكتيك وليس استراتيجية، واستراتيجية دول أوبك تقوم على الوصول إلى سعر الـ 100 دولار في عام 2016 ، خصوصاً أن الاتفاق النووي لابد أن يعزز الأسعار خلال مرحلة مابعد التوقيع كونه سيكون مرتبطاً بالتزامات حذرة قد تؤثر على السوق النفطية باتجاه الأسعار في حال التقدم خطوة أو التراجع خطوة في مسار الاتفاق، وبالتالي نجد أن العوامل الجيو -استراتيجية ستؤثر بشكل كبير في الربع الأخير من عام 2015 على مسار أسعار النفط وسياسات أوبك في الانتاج والتسويق.
اقرأ أيضا: تحديات "أوبك" واستراتيجيتها المنتظرة
إن منظمة أوبك مطالبة بوضع استراتيجية جديدة ونهج جديد في التعامل مع السوق العالمية والمنتجين، لأول مرة لا تستطيع أوبك اتخاذ قرارات حازمة قائمة على العقل والمنطق وقابلة للحوار والتفاعل والمقبولية داخل المستهلكين الكبار، وخصوصاً اتجاه ثورة النفط الصخري وعمليات المضاربة السعرية التي كادت تطيح بسلة نفوط الأوبك واقتصادياتها الريعية لدى الغالب. إن العمل والحوار والتفاعل والاستقراء الاستراتيجي العميق سيكون كفيلاً بإعادة تقويم الأسعار نحو الارتفاع والعودة إلى أسعار مقبولة بين المنتجين والمستهلكين، وهذا ما سيتضح في اجتماع أوبك المقبل.
إن قدرة أوبك على صياغة السيناريوهات السعرية الاستباقية، سر الوجود المقبل لاستمرار قوتها كمنظمة فعالة وقادرة على مواجهة تحديات معاصرة، كون التحدي الأساسي ليس فقط تحدي الأسعار والسوق وآليات الإدارة والضبط، وإنما بات تحدي الوجود للمنتجين كدول مستقلة بحد ذاتها، وخصوصاً ما نشهده في المشرق العربي من تحدٍّ كبير للدولة الوطنية واستمرارها.
ولذلك نجد أن قدرة أوبك على تحسين السياسات السعرية وبناء مسارات جديدة داخل السوق العالمية والعمل على استراتيجية خارجية وحزم تسويقية خصوصاً للدول النامية في آسيا وأميركا اللاتينية ستعطي مرونة سعرية كبيرة لمواجهة الأزمات التي تعصف بالأسواق العالمية بين الحين والآخر، وهو ما سيجعل دالة الاستقرار السعري محصلة للنهج الاستباقي في أوبك.
(خبير نفطي عراقي)