وصف المستشرق الإنجليزي "إدوارد لين" سنة 1836 ملابس النساء في شوارع القاهرة ملاحظاً "البرقع" أو النقاب.
التزم المجتمع المصري حتى منتصف القرن الماضي حجاب المرأة، الذي هو نقيض الاختلاط. حيث كان قدر الأنثى، منذ بلوغها، أن تعيش حياتها رهينة محبسين: بيت أبيها ثم بيت زوجها، ولا يراها من الرجال غير محارمها. وإن اضطرت للخروج اختفت عن أنظار الرجال متلفّعة بثيابها الفضفاضة وبرقعها.
يصف عبد الله النديم سنة 1892 أحوال المصريات في مناطق كالشرقية وبراري بلقاس والزاوية، بأنهن يرتدين "البرقع"، أما غيرهن من البحيرة إلى أسوان فكنّ يمشين مكشوفات الوجوه، وبعضهن إذا رأت رجلاً ضمت طرفي ثوبها على وجهها وعضّت عليه بأسنانها.
و"البرقع" أو "النقاب"، وفقاً لبعض التيارات الأصولية، زيٌّ شرعي للمرأة عموماً، فيما يراه آخرون تراثاً تقليدياً، وأنّ خصوصية الحجاب كانت لنساء النبي وحدهن وفقاً لظاهر الآية.
يصفه أحمد أمين في كتابه "قاموس العادات والتقاليد" بأنه ما يغطي وجه المرأة، ويكون من الكربشة أو الحرير الأسود المكرش، ويعلقن فيه قصبة، تختلف باختلاف الغنى والفقر، فقد تكون القصبة من الذهب أو من الفضة المطلية بالذهب أو من النحاس كذلك. ومنه نوع يسمى "المشخلع"، وهو برقع مخرق خروقا واسعة أو ضيقة، مرتبة على أشكال هندسية من مثلث أو مربع أو مخمس وغير ذلك. وقد نقلت لنا السينما المصرية، التي حاولت رصد القاهرة مطلع القرن العشرين، حيث كانت النسوة يتدثرن بالملاية اللفّ ويخفين خلف شباك براقعهن ملامح ثغورهن وابتساماتهن، التي كانت محظرة على الآخرين.
إقرأ أيضاً: الكونغو تحظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة
اختفى البرقع لدرجة كبيرة في الشارع المصري. وهو ما يرجعه "أحمد أمين" إلى دعوات السفور التي نسبت إلى قاسم أمين مطلع القرن الـ20، الذي كان يدعو إلى تحرير المرأة من الحجاب لتشارك في نهضة الأمة. ما أثار معارك كبرى بين المجددين والمحافظين. وكان هناك من تفهم دعوة قاسم أمين وارتضى منها ما لا يهدم ثوابت الدين وتقاليد المجتمع ومحافظته، وما يدعم تعليم المرأة ومشاركتها في بناء النهضة. بينما فهمها آخرون انقلاباً على الأخلاق الدينية الموروثة باعتبارها مدخلاً ضرورياً للحاق بأوروبا.
احتشام أم قمع؟
في عام 1919 تظاهرت بعض النساء في ميدان الإسماعيلية (التحرير لاحقاً)، وفي المظاهرة خلعت صفية زغلول ورفيقاتها البراقع، ووضعنها تحت أقدامهن ثم أحرقنها!
من أمثلة العامة التي استثمرها المتخاصمون حول تغطية الوجه قولهم: "ياما تحت البراقع سمّ ناقع"، ويُضرب لمن يُظَنّ فيها الحشمة والوقار بينما الحقيقة غير ذلك، بينما يقولون فيمن تكون جريئة لدرجة الوقاحة: "خلعت برقع الحياء".
وللآن يظل البرقع زياً تقليداً للمرأة في دول الخليج العربي وبعض قبائل البدو والطوارق في شمال أفريقيا، وفي أفغانستان والهند وباكستان.. وقد أثار ظهوره في أوروبا بفضل المهاجرين المسلمين العديد من الإشكاليات والمعارك، حيث سنّت بعض الدول الأوروبية القوانين التي تحظر ارتداءه في بعض الأماكن العامة.
التزم المجتمع المصري حتى منتصف القرن الماضي حجاب المرأة، الذي هو نقيض الاختلاط. حيث كان قدر الأنثى، منذ بلوغها، أن تعيش حياتها رهينة محبسين: بيت أبيها ثم بيت زوجها، ولا يراها من الرجال غير محارمها. وإن اضطرت للخروج اختفت عن أنظار الرجال متلفّعة بثيابها الفضفاضة وبرقعها.
يصف عبد الله النديم سنة 1892 أحوال المصريات في مناطق كالشرقية وبراري بلقاس والزاوية، بأنهن يرتدين "البرقع"، أما غيرهن من البحيرة إلى أسوان فكنّ يمشين مكشوفات الوجوه، وبعضهن إذا رأت رجلاً ضمت طرفي ثوبها على وجهها وعضّت عليه بأسنانها.
و"البرقع" أو "النقاب"، وفقاً لبعض التيارات الأصولية، زيٌّ شرعي للمرأة عموماً، فيما يراه آخرون تراثاً تقليدياً، وأنّ خصوصية الحجاب كانت لنساء النبي وحدهن وفقاً لظاهر الآية.
يصفه أحمد أمين في كتابه "قاموس العادات والتقاليد" بأنه ما يغطي وجه المرأة، ويكون من الكربشة أو الحرير الأسود المكرش، ويعلقن فيه قصبة، تختلف باختلاف الغنى والفقر، فقد تكون القصبة من الذهب أو من الفضة المطلية بالذهب أو من النحاس كذلك. ومنه نوع يسمى "المشخلع"، وهو برقع مخرق خروقا واسعة أو ضيقة، مرتبة على أشكال هندسية من مثلث أو مربع أو مخمس وغير ذلك. وقد نقلت لنا السينما المصرية، التي حاولت رصد القاهرة مطلع القرن العشرين، حيث كانت النسوة يتدثرن بالملاية اللفّ ويخفين خلف شباك براقعهن ملامح ثغورهن وابتساماتهن، التي كانت محظرة على الآخرين.
إقرأ أيضاً: الكونغو تحظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة
اختفى البرقع لدرجة كبيرة في الشارع المصري. وهو ما يرجعه "أحمد أمين" إلى دعوات السفور التي نسبت إلى قاسم أمين مطلع القرن الـ20، الذي كان يدعو إلى تحرير المرأة من الحجاب لتشارك في نهضة الأمة. ما أثار معارك كبرى بين المجددين والمحافظين. وكان هناك من تفهم دعوة قاسم أمين وارتضى منها ما لا يهدم ثوابت الدين وتقاليد المجتمع ومحافظته، وما يدعم تعليم المرأة ومشاركتها في بناء النهضة. بينما فهمها آخرون انقلاباً على الأخلاق الدينية الموروثة باعتبارها مدخلاً ضرورياً للحاق بأوروبا.
احتشام أم قمع؟
في عام 1919 تظاهرت بعض النساء في ميدان الإسماعيلية (التحرير لاحقاً)، وفي المظاهرة خلعت صفية زغلول ورفيقاتها البراقع، ووضعنها تحت أقدامهن ثم أحرقنها!
من أمثلة العامة التي استثمرها المتخاصمون حول تغطية الوجه قولهم: "ياما تحت البراقع سمّ ناقع"، ويُضرب لمن يُظَنّ فيها الحشمة والوقار بينما الحقيقة غير ذلك، بينما يقولون فيمن تكون جريئة لدرجة الوقاحة: "خلعت برقع الحياء".
وللآن يظل البرقع زياً تقليداً للمرأة في دول الخليج العربي وبعض قبائل البدو والطوارق في شمال أفريقيا، وفي أفغانستان والهند وباكستان.. وقد أثار ظهوره في أوروبا بفضل المهاجرين المسلمين العديد من الإشكاليات والمعارك، حيث سنّت بعض الدول الأوروبية القوانين التي تحظر ارتداءه في بعض الأماكن العامة.