وخفضت وكالة الطاقة الدولية، أمس الثلاثاء، توقعاتها لنمو الطلب على النفط، وقالت إن العالم سيشهد نمواً أضعف بكثير من المتوقع في الطلب على النفط عام 2015، مضيفة أنها تتوقع أن تسجل أسعار الخام مزيداً من الانخفاض.
واعتبرت الوكالة في تقرير نشرته أمس، أن سبب ما يحدث من تدهور متسارع لأسعار النفط، يأتي بسبب العرض والطلب، مشيرة إلى أنه قد تدعو الحاجة إلى مزيد من الانخفاض في أسعار النفط، للحد من المعروض، أو لتعزيز نمو الطلب.
ويركز الأعضاء الرئيسيون في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) على التنافس على حصة السوق بدلاً من خفض الإنتاج لدعم الأسعار.
وقالت إيران، أمس، إنها تستطيع تحمل انخفاض أسعار الخام، وهي نفس الرسالة التي بعثت بها السعودية والكويت، إلى أوبك.
هبوط واردات كوريا من نفط إيران
وبعد تخفيض إيران أسعار النفط هذا الشهر، أظهرت بيانات أولية من هيئة الجمارك الكورية الجنوبية، اليوم الأربعاء، هبوط واردات كوريا الجنوبية من النفط الخام الإيراني، بنسبة 7.0% في الأشهر التسعة الأولى من 2014، مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي.
وأشارت البيانات إلى أن خامس أكبر مستورد للنفط في العالم، أستورد فقط 4.8 مليون طن، بما يعادل 128876 مليون برميل يومياً، في الفترة من يناير/ كانون الثاني إلى نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي، بانخفاض قدره 4% عن متوسط الواردات في العام الماضي البالغ 134 ألف برميل يومياً.
وبلغت صادرات الخام الإيراني إلى رابع أكبر اقتصاد في آسيا 558357 طناً، أو 136425 برميلاً يومياً، في سبتمبر/ أيلول، بانخفاض قدره 2.4% من 571909 أطنان في الشهر نفسه من العام الماضي.
ارتفاع واردات نفط إيران للهند
وأظهرت بيانات مقدمة من مصادر تجارية، أن واردات الهند من النفط الإيراني، ارتفعت 38% في الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، مع زيادة الشحنات بعد تخفيف العقوبات الغربية المفروضة على طهران بسبب أنشطتها النووية.
وأشارت البيانات إلى أن الهند ثاني أكبر مستورد للنفط الإيراني بعد الصين، أشترت نحو 267 ألفاً و800 برميل خام يومياً من طهران، وهو ما يرجع لأسباب منها الزيادة الكبيرة في الربع الأول مع دخول اتفاق مبدئي لتخفيف العقوبات الغربية حيز التنفيذ.
وانخفضت واردات الهند الشهرية من النفط الإيراني في سبتمبر/ أيلول للمرة الأولى منذ يونيو/ حزيران، حيث تراجعت 11.7% إلى 241 ألفاً و400 برميل يومياً، مقارنة مع الشهر السابق و 18.5% عن مستواها قبل عام.
وفي الفترة من أبريل/ نيسان إلى سبتمبر/ أيلول، تمثل النصف الأول من السنة المالية الهندية، استوردت نيودلهي نحو 223 ألفاً و400 برميل يومياً من طهران بزيادة 35% عن نفس الفترة من العام الماضي.
وبلغ إجمالي واردات الهند في سبتمبر/ أيلول 3.76 مليون برميل يومياً، بانخفاض نحو 2% عن مستواه قبل عام، مع عدم شراء شركة التكرير الخاصة إتش.بي.سي.إل-ميتال إنرجي، أيَّ كميات نظراً لإغلاق مصفاتها لإجراء أعمال صيانة.
وبلغ نصيب إيران من إجمالي واردات النفط الهندية نحو 7 % في الأشهر التسعة الأولى من العام، مقارنة مع 4.9 % في العام الماضي، فيما انخفضت مشتريات الهند من الشرق الأوسط بنسبة 9.6.% في الفترة من يناير/ كانون الثاني إلى سبتمبر/ أيلول.
دول الخليج تخفض الأسعار
وبدأت السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم، مطلع الشهر الجاري، تخفيضات كبيرة بلغت نحو دولار للبرميل، ثم أعقبتها الإمارات العربية المتحدة والعراق.
وأبقت الكويت على خصم كبير في سعر النفط الذي تبيعه إلى آسيا، مقارنة مع سعر نظيره من الخام السعودي في نوفمبر/ تشرين الثاني القادم، وسط علامات متزايدة على أن المنتجين الخليجيين يخوضون حرب أسعار للتنافس على حصة السوق.
وقال وزير النفط الكويتي، علي العمير، الأحد الماضي، إن بلوغ برميل النفط عتبة 76 دولاراً، هو خط أحمر بالنسبة للبلاد، مستبعداً الوصول إليه خلال وقت قريب، وأشار إلى أن الكويت لن تقدم تنازلات في العقود الجديدة المستهدف إبرامها مع بعض الدول، كما أنها لن تتخلى عن سعر مناسب لنفطها مهما كانت الظروف.
وتم تسعير شحنات الخام الكويتي في نوفمبر تشرين الثاني بخصم 50 سنتاً للبرميل عن الخام العربي المتوسط السعودي دون تغير عن الشهر السابق وهو أكبر خصم في عشر سنوات.
ونقلت رويترز، أمس، عن مصدر تجاري، إنه جرى تحديد سعر البيع الرسمي لمبيعات النفط الخام الكويتي إلى المشترين الآسيويين في نوفمبر/ تشرين الثاني القادم، عند 3.05 دولار للبرميل، دون متوسط أسعار خامات عمان ودبي بانخفاض 0.70 دولار عن الشهر السابق.
وخفضت قطر، أمس، سعر الخام البحري لشهر سبتمبر/ أيلول، بأكبر هامش مقارنة بخام دبي وذلك منذ يناير/ كانون الثاني 2008.
والكويت هي آخر الدول المنتجة في الشرق الأوسط التي تخفض الأسعار الشهرية لمبيعات الخام إلى آسيا وسط تنافس متزايد مع النفط المنتج في أفريقيا وأوروبا والأميركيتين.