النفط يقفز إلى أعلى مستوى في 4 سنوات وتوقعات ببلوغه 100 دولار

24 سبتمبر 2018
خام برنت يلامس 81 دولاراً للبرميل (فرانس برس)
+ الخط -

قفزت أسعار النفط، اليوم الإثنين، إلى أعلى مستوى لها في نحو أربعة أعوام، ليلامس سعر خام برنت 81 دولاراً للبرميل، بعد قرار منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) والمنتجين الكبار من خارج المنظمة، أمس الأحد، عدم زيادة الإنتاج على الرغم من ضغوط الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ما دعا بنوك استثمار وشركات عالمية في تجارة النفط إلى إصدار توقعات بحدوث طفرة في سعر الخام قد تصل به إلى 100 دولار للبرميل العام المقبل 2019.

وارتفع خام برنت 2.40 دولارين، أو ما يعادل 3.1%، ليبلغ عند التسوية 81.20 دولارا، بعدما لامس أعلى مستوى له خلال تعاملات اليوم عند 81.39 دولارا، وهو أعلى مستوياته منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2014. كما زاد الخام الأميركي الخفيف 1.30 دولار، أو 1.8% عند التسوية ليسجل 72.08 دولارا، وفقاً لبيانات رويترز.

وقالت شركتا تجارة النفط ترافيجورا ومركوريا، إن خام برنت قد يرتفع إلى 90 دولاراً للبرميل بنهاية العام الجاري وقد يتجاوز الـ 100 دولار في أوائل 2019، حيث ستتسم الأسواق بشح المعروض فور تطبيق العقوبات الأميركية على إيران ابتداء من نوفمبر/ تشرين الثاني.

وتجاوزت توقعات ترافيجورا ومركوريا، بكثير ما رجحه بنك أوف أميركا ميريل لينش، الذي رفع توقعاته لسعر خام برنت في العام القادم إلى 80 دولاراً للبرميل من 75 دولاراً في توقعات سابقة.

وقال بنك أوف اميركا ميريل لينش في مذكرة بحثية "توقعاتنا السابقة انطوت على فقد للمعروض الإيراني بما لا يزيد على 500 ألف برميل يومياً، لكن أصبحنا نفترض الآن خفضاً قدره مليون برميل يومياً".

وأضاف "العامل الإيراني قد يهيمن على السوق في المدى القريب ويتسبب في طفرة، لكن بواعث القلق بشأن طلب الأسواق الناشئة قد تعود".

ورفضت منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)، الخضوع لمطالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بزيادة الإنتاج، إذ اختتم اجتماع المنظمة وحلفائها من المنتجين المستقلين في الجزائر أمس، دون توصية رسمية بأي زيادة إضافية في الإمدادات.

وفي الوقت الذي عوّل فيه ترامب على السعودية ومنتجي الشرق الأوسط لخفض أسعار النفط، قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح للصحافيين "لا أؤثر على الأسعار"، مضيفاً أن السعودية لديها طاقة فائضة لزيادة الإنتاج، لكن ليس هناك حاجة لمثل هذه الخطوة في الوقت الراهن.

ويسعى ترامب إلى خفض أسعار الوقود في الولايات المتحدة، قبيل موعد انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، خاصة أن حزبه ربما يفقد الأغلبية في الكونغرس بسبب غلاء الوقود.

وحسب تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت" قبل أيام، فإن فاتورة الوقود ارتفعت خلال العام الجاري بحوالى 400 دولار للعائلة الأميركية في المتوسط مقارنة بالعام الماضي.

ويزداد قلق ترامب بشكل أكبر من صعود أسعار النفط، إذا ما دخلت العقوبات الأميركية على نفط إيران حيز التطبيق في نوفمبر/ تشرين الثاني، دون أن يكون قد ضمن ضخ دول أوبك وعلى رأسها السعودية كميات تعادل حصة إيران التصديرية التي تتجاوز مليوني برميل يومياً، والتي تستهدف واشنطن حجبها تماماً عن الأسواق.

ووفق بيانات صادرة عن إدارة معلومات الطاقة، يوم الأربعاء، فإن مخزونات الخام الأميركية انخفضت للأسبوع الخامس على التوالي إلى أدنى مستوى في 3 أعوام ونصف العام في الأسبوع المنتهي يوم 14 سبتمبر/ أيلول، بينما تراجعت مخزونات البنزين بمعدل أكبر من المتوقع بفعل طلب قوي في غير موسمه.

وفي حين يظل الإنتاج الأميركي قرب مستوى قياسي يبلغ 11 مليون برميل يومياً، فإن خفوت نشاط الحفر بالولايات المتحدة في الفترة الأخيرة يشير إلى تباطؤ في الإنتاج.

وكان ترامب كتب على تويتر يوم الخميس الماضي: "نحمي دول الشرق الأوسط، ومن غيرنا لن يكونوا آمنين، ومع ذلك يواصلون دفع أسعار النفط لأعلى! سنتذكر ذلك. على منظمة أوبك المحتكرة للسوق دفع الأسعار للانخفاض الآن!". وتغريدة ترامب هذه لم تكن أول انتقاد من الرئيس الأميركي لأوبك وإنما سبق أن طالب قبل نحو ثلاثة أشهر بزيادة الإنتاج بنحو مليوني برميل يومياً.

ووفق تقرير لأوبك عن آفاق الأمد المتوسط أصدرته، أمس الأحد، فإن من المتوقع أن يزيد المعروض خارج المنظمة من دول بقيادة الولايات المتحدة بمقدار 2.4 مليون برميل يومياً في 2019، بينما سينمو الطلب العالمي على النفط بواقع 1.5 مليون برميل يومياً فقط.

كما رفعت المنظمة كثيراً تقديراتها لنمو إنتاج النفط الأميركي حتى عام 2023، متوقعة أن تخسر أوبك مزيداً من الحصة السوقية.

وقال مراد برور، الخبير في الطاقة ومدير معهد ايمرجي للاستشارات النفطية في باريس في تصريح لـ"العربي الجديد": "ليس من مصلحة أوبك وعلى رأسها السعودية رفع الإنتاج في الوقت الراهن، فالرياض تعاني عجزاً مالياً جراء انخفاض أسعار النفط".

المساهمون