النفط يصعد دولاراً واحداً بعد اتفاق ضخم لخفض الإنتاج

13 ابريل 2020
السعودية تحلّ ثالثةً في الإنتاج بعد أميركا وروسيا(فرانس برس)
+ الخط -

صعدت أسعار النفط الخام بمقدار دولار واحد لخام برنت، وأقل لخام غرب تكساس الأميركي، رغم التوصل إلى اتفاق على أكبر خفض تاريخي لإنتاج الخام من قبل منظمة أوبك والمنتجين خارجها، من أجل دفع الأسعار إلى الصعود، في ظل تفشي فيروس كورونا الجديد الذي يشل مفاصل الاقتصاد العالمي ويهوي بالطلب على النفط.

واتفقت أوبك وروسيا ومنتجو نفط آخرون، أمس الأحد، على خفض غير مسبوق للإنتاج يبلغ نحو 10 ملايين برميل يومياً في شهري مايو/ أيار ويونيو/ حزيران المقبلين، بما يعادل نحو 10 في المائة من المعروض العالمي.

وفي وقت مبكر من صباح، اليوم، صعدت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت تسليم يونيو بقيمة 1.05 دولار، بما يعادل 3.25 في المائة، ليصل سعر البرميل إلى 32.37 دولار. وصعدت العقود الآجلة للخام الأميركي غرب تكساس الوسيط تسليم مايو 72 سنتاً إلى 23.48 دولاراً للبرميل.

ويبدأ قرار الخفض اعتباراً من مطلع الشهر المقبل لمدة شهرين متواصلين، يتبعه اتفاق آخر بتقليص خفض الإنتاج إلى 8 ملايين برميل يومياً حتى نهاية 2020، بينما يبدأ تنفيذ خفض ثالث في الإنتاج بمقدار 6 ملايين برميل يومياً مطلع 2021 حتى إبريل/ نيسان 2022.

ويتضمن الاتفاق الذي سيبدأ الشهر المقبل خفض الإنتاج من قبل دول أوبك والمنتجين المستقلين من خارج المنظمة على رأسها روسيا بمقدار 9.7 ملايين برميل يومياً، بالإضافة إلى 300 ألف برميل يومياً قالت شركات نفط أميركية إنها ستخفضها من جانبها.

وحصة الشركات الأميركية، كان يفترض أن تكون من نصيب المكسيك، التي رفضت قرار تحالف النفط بخفض إنتاجها 400 ألف برميل يومياً، وأكدت أنها ستخفض إنتاجها بمقدار 100 ألف برميل يومياً فقط.

وجاء الاتفاق على الخفض التاريخي للإنتاج، بعد أيام من تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض "رسوم ضخمة جداً" على واردات بلاده من النفط، لوضع حد لسباق محموم بين السعودية وروسيا على إغراق الأسواق، ما يؤدي إلى تكبد شركات النفط الصخري الأميركية خسائر فادحة والخروج من خريطة الإنتاج العالمي.

وفقدت عقود النفط الآجلة نحو 50 في المائة من قيمتها منذ مطلع 2020، إلى متوسط 32.5 دولاراً للبرميل حالياً، مقارنة بـ65 دولاراً بنهاية 2019، بينما كانت الأسعار قد هوت إلى ما دون 23 دولاراً للبرميل في مارس/ آذار الماضي.

وأضرّ انهيار الأسعار كثيراً بشركات النفط الصخري الأميركي، حيث يدفعها نحو الإفلاس، لتحمّلها تكاليف أعلى في استخراج الخام، مقارنة بالدول المنتجة للنفط التقليدي.

واجتمع ترامب، مطلع الشهر الجاري، بمشرِّعين من ولايات نفطية ورؤساء شركات نفطية كبرى، مثل إكسون موبيل وشيفرون وكونتيننتال ريسورسز، وقال في مؤتمر صحافي: "سنجتاز هذا المأزق، وسنستعيد نشاط قطاعنا للطاقة".

وأصبحت الولايات المتحدة، في السنوات القليلة الماضية، أكبر منتج للنفط في العالم بنحو 13.1 مليون برميل يومياً، وتحلّ روسيا ثانيةً بنحو 11.2 مليون برميل يومياً، بينما جاءت السعودية ثالثةً، بمتوسط يومي 9.8 ملايين برميل.

المساهمون