هبطت مؤشرات أسواق المال في السعودية بنحو حاد في نهاية تعاملات اليوم الأحد بنسبة 8.3%، مسجلة أدنى إغلاق في أكثر من عامين، وأكبر خسارة يومية لمؤشر السوق من حيث النسبة منذ عام 2008.
كما هوى سعر سهم أرامكو إلى ما دون سعر الطرح، وذلك بعد إخفاق تحالف "أوبك+" في الاتفاق على خفض إضافي في إنتاج النفط، وبعد ساعات من توقيف أمراء نافذين في العائلة المالكة السعودية.
كما هوى سعر سهم أرامكو إلى ما دون سعر الطرح، وذلك بعد إخفاق تحالف "أوبك+" في الاتفاق على خفض إضافي في إنتاج النفط، وبعد ساعات من توقيف أمراء نافذين في العائلة المالكة السعودية.
وتراجع مؤشّر سوق "تداول" في المملكة صاحبة أكبر اقتصاد في المنطقة بنحو 7% لدى افتتاح تعاملات الأسبوع الجديد و7.86% في منتصف تعاملات اليوم، قبل أن ينهي اليوم على خسارة بلغت نسبتها 8.3% وعند 6846 نقطة.
وهبط سهم شركة أرامكو إلى ما دون سعر الطرح الرئيسي، وهو 32 ريالاً (8.5 دولارات)، لأول مرة منذ إدراج عملاق النفط السعودي في البورصة في 11 ديسمبر/كانون الأول، وأغلق السهم عند 30 ريالا بخسارة 9% مسجلا أدنى إغلاق منذ إدراجه في السوق في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وأرامكو أكبر شركة مدرجة في سوق مالية على مستوى العالم. ومع تراجع سعر سهمها، انخفضت قيمتها الإجمالية إلى ما دون 1.6 تريليون دولار، علماً أن السعودية كانت تصرّ على تقييمها بنحو تريليوني دولار.
وجاء التراجع بعد ساعات من توقيف أمراء نافذين في العائلة الحاكمة على خلفية اتهامات بتدبير انقلاب بهدف إطاحة ولي العهد الأمير محمّد بن سلمان، نجل الملك والحاكم الفعلي للبلاد.
ومنذ مطلع 2017 تعهّدت دول "أوبك+" بأن تخفّض الإمدادات في السوق بمعدّل 1.2 مليون برميل يومياً بهدف رفع الأسعار.
وفي ديسمبر/كانون الأول، زاد الكارتل العدد بـ500 ألف برميل يومياً، لكن تدابير جديدة أكثر صرامة باتت ضرورية، إذ تعاني الإيرادات النفطية خصوصاً من تباطؤ سريع فرضه وباء كورونا الجديد (كوفيد-19) على الاقتصاد الصيني، أول مستورد عالمي للنفط.
واقترحت أوبك في وقت سابق على موسكو وشركائها التسعة الآخرين خفضاً جماعياً إضافياً بـ1.5 مليون برميل يومياً حتى لا يؤدي انتشار الفيروس إلى تقويض ما جرى التوصل إليه في 2017 للحفاظ على أسعار مستقرة للنفط في سوق يشهد فائضاً في الإنتاج.
لكن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، قال أمام الصحافيين الجمعة عقب مفاوضات طويلة في فيينا: "بدءاً من الأول من إبريل/نيسان، وبالنظر إلى قرار اليوم، لا أحد سيكون مضطراً إلى خفض الإنتاج".
ورداً على الموقف الروسي، أطلقت السعودية "حرباً نفطية" السبت، بحسب وكالة بلومبيرغ، بعدما خفّضت أسعار النفط المطروح للبيع لديها إلى أدنى مستوياتها في 20 سنة، في محاولة لتأمين حصة سوقية كبيرة لها.
وخفّضت المملكة سعر البرميل لزبائن آسيا بنحو 6 دولارات، و3.1 دولارات في الشرق الأوسط، وأكثر من 10 دولارات في أوروبا، وهو خفض غير مسبوق يهدف إلى منافسة الخام الروسي.
وقال بيل فارين-برايس، الخبير في شؤون النفط في المنطقة لوكالة فرانس برس، إنّ السعودية "تردّ على خروج روسيا من اتفاق الخفض عبر إشعال حرب أسعار".
وتابع: "سيزيدون مستويات الإنتاج ويسعون إلى تعزيز حصتهم السوقية بأي ثمن"، مشيراً إلى أن "رفع الإنتاج وسط طلب ضعيف بسبب فيروس كورونا المستجد" يهدد "بانهيار" أسعار النفط مع بداية التعاملات الاثنين، محذراً من أنّ "الأمر سيكون أشبه بحمام دم".
(فرانس برس، العربي الجديد)