النفط وأزمة المهمشين في السعودية

19 يناير 2015
سوق للمواد الغذائية في السعودية(أرشيف/فرانس برس)
+ الخط -

سوف تزداد التداعيات السلبية لأزمة انهيار أسعار النفط على الاقتصاد والمجتمع السعودي، وكان أبرز بدايات هذه التداعيات خفض الإنفاق العام بموازنة عام 1436\1437 هجرية، واحتواؤها على عجز يبلغ 145 مليار ريال سعودي.

وبالطبع فإن خفض الإنفاق سوف يؤثر على الطلب العام بالاقتصاد السعودي، وتتأثر دخول السعوديين سلبياً، وبالتالي زيادة معدلات الفقر.

لكن المملكة لا تنشر بياناتها الخاصة بمعدلات الفقر، بينما ترصد في موازنتها مبالغ تخصص لبعض الفئات من الفقراء، تحت عنوان عام "مكافحة الفقر" من دون تفاصيل عن أماكن تواجدهم، أو كيفية استهدافهم جغرافياً ونوعياً.

ولكن في محاولة استقرائية للوصول إلى أرقام تقديرية تعتمد على بيانات منشورة وبشكل غير مباشر، أمكن معرفة أبرز المناطق التي تضم الفقراء والمهمشين، وافتراض أرقام تقديرية لهم، في ضوء تقديرهم كحالات مستفيدة من معاشات الضمان الاجتماعي والمساعدات.

ونظراً لندرة البيانات الخاصة بحالة الفقر في السعودية، تم اللجوء إلى التقرير الإحصائي السنوي لوزارة الشؤون الاجتماعية للاطلاع على أعداد من يحصلون على معاشات الضمان والمساعدات، وإن كان التقرير يعبر عن بيانات 1432\1433 ويعتبر أحدث تقرير منشور على موقع الوزارة، حيث تم نشره في عام 2013.

بلغ حجم المبالغ المصروفة من الوزارة لمعاشات الضمان والمساعدات في عام 1432\1433 نحو 19.6 مليار ريال، موزعة على 1.46 مليون حالة، والحالة هنا لا تعبر عن شخص، ولكنها قد تعبر عن أسرة، ولكن البيانات المنشورة لا توضح الأعداد المستفيدة كأفراد.

ولكن إذا ما اعتبرنا أن كل حالة تمثل 3 أفراد في المتوسط، فيمكن استنتاج أن عدد الأفراد المستفيدين من معاشات الضمان والمساعدة من وزارة الشؤون الاجتماعية يصل إلى 4.3 ملايين فرد، أي ما يقرب من نحو 23% من عدد السكان في عام 2012، حيث تبين أن المستفيدين يضمون (المصابين بالعجز الكلي، الأيتام، نساء، وحاملي بطاقات التنقل).

وحسب خريطة المستفيدين من معاشات الضمان بالمملكة، تبين أن مناطق مكة وعسير والمنطقة الشرقية وجازان أكثر المناطق التي تضم الفقراء والمهمشين، حيث كان نصيب مكة 23% من إجمالي المبالغ المخصصة لمعاشات الضمان، ثم عسير 15%، ثم المنطقة الشرقية 11%، وجازان 11%، وباقي المناطق الأخرى حظيت بنسب أقل.

أما ما يخص المساعدات الموزعة حسب التوزيع الجغرافي، فقد تبين أن أبرز المناطق استفادة من المساعدات هي مكة 21%، الرياض 14%، عسير 13%، المنطقة الشرقية 11%، وجازان 10%، ثم تفاوتت النسبة بمعدلات أقل لباقي المناطق.

المساهمون