النفايات تُغرق بيروت

17 يوليو 2015
يرفض الأهالي تمديد عمل المطمر (حسين بيضون)
+ الخط -
ينتظرُ اللبنانيون تكدّس النفايات في العاصمة اللبنانية بيروت وبلدات محافظة جبل لبنان في أول أيام عيد الفطر، بعد إعادة طرح تمديد العمل في مطمر الناعمة للنفايات (جنوب بيروت). فقد أعلن وزير البيئة، محمد المشنوق، عن توجه حكومي إلى تمديد عمل المطمر للمرة الثانية خلال عامين، خلافاً لتعهّدات قاطعة كانت قد قدمتها الحكومة، خلال إقرار خطة النفايات مطلع العام الحالي، لأهالي منطقة الناعمة والمناطق المجاورة بإغلاق المطمر في 17 يوليو/ تموز الجاري.

في المقابل، قابل أهالي منطقة الناعمة والمناطق المجاورة إعلان الوزير بالتأكيد على الاعتصام ومنع شاحنات النفايات من الوصول إلى المطمر، علماً أن الخطة بحد ذاتها تلقى اعتراضاً واسعاً من الحركة البيئية اللبنانية التي تضم عشرات الخبراء البيئيين.

ترافق إعلان المشنوق مع إشارته إلى عدم تقدم أي شركة بعروض لمعالجة النفايات الصلبة في العاصمة بيروت، استناداً إلى ما تضمنته خطة النفايات التي أقرّتها الحكومة. لذلك، سيمدّد العمل بالمطمر لفترة قصيرة بانتظار الانتهاء من المناقصات، وحمّل "العقد السياسية التي حصلت وأخّرتنا" مسؤولية ما حصل، مضيفاً أنه "كان يجب أن نرتاح مع هذا التاريخ". ويشير إلى "خفض كمية النفايات التي ستطمر في الناعمة من 3 آلاف طن يومياً، كما كان الحال خلال 18 عاماً من عمل المطمر، إلى 500 أو 600 طن (تقديرات حول ما ستفرزه النفايات في المنطقة خلال فترة التمديد الجديدة).

يرفض الوزير الحديث عن تفاصيل إجراء المناقصات الخاصة في بيروت، في وقت تؤكد مصادر متابعة للملف أنه سيطلب لقاء رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي ورئيس "كتلة اللقاء الديموقراطي"، النائب وليد جنبلاط، الذي يدعم تحركات الأهالي ويمنحهم الغطاء السياسي.

وقد ترأس جنبلاط اجتماعاً للكتلة، أول من أمس، وأعلن فيه رفض تمديد أي مهلة لإقفال المطمر، وخصوصاً أن الفترة السابقة حفلت بالتسويف على حساب هذه المنطقة خلافاً للالتزام الذي سبق وقطع بمعالجة الأمر، و"قمنا على أثره بإقناع أبناء المنطقة فيه البحث عن حل نهائي كنا نأمله سريعاً ونهائياً". ويؤكد بيان الاجتماع أن أهالي المنطقة لن يتحملوا سياسة عدم الحسم التي استمرت أشهراً، ولن تكون المنطقة ساحة للحسابات المالية التي تقوم بها الشركات بعد اليوم.

رفض الأهالي قاطع
يبني الأهالي رفضهم القاطع لعمل المطمر مجدداً بناءً على تجارب سابقة. فالحكومة مددت العمل فيه قبل أيام من نهاية عام 2013 وحتى العام الحالي، وهو ما قابله الأهالي باعتصام استمر لأيام أمام مدخل المطمر، مانعين شاحنات شركة "سوكلين" لجمع النفايات من الوصول إلى المطمر. حينها، تراكمت أكوام النفايات لأيام في شوارع بيروت وجبل لبنان. واليوم يؤكد الأهالي استعدادهم لتكرار الخطوة، وقد حضّر بعضهم الخيم لقضاء الليلة على الطريق المؤدي إلى المطمر.

ويشارك الأهالي في قلقهم وتحركاتهم كل من اتحاد بلديات الغرب الأعلى والشحار، والبلديات المحيطة بالمطمر، وهيئات المجتمع المدني، التي عقدت مؤتمراً صحافياً في مركز بلدية عبيه القريبة، وأعلنت وقوفها ضد تمديد عمل المطمر. كذلك، ذكّر المجتمعون بـ"تقاعس الحكومة عن استمكال مشروع توليد الطاقة الكهربائية الذي بدأته في بلدتي عبيه وبعورته ليشمل بقية قرى المنطقة". وهو مشروع أعلنت الحكومة عن تقديمه إلى بلديات المنطقة على سبيل التعويض عن الأضرار البيئية والخسائر الاقتصادية التي تصيبها نتيجة وجود المطمر فيها.

وتتقاسم منطقتا عين درافيل وبعورته مساحة المطمر، ما يضاعف أضراره البيئية على السكان، بالإضافة إلى أنبوب صرف صحي يمتد لمسافة كيلومترين ويضخ مئات الليترات من مادة "عصارة النفايات" السامة في البحر المتوسط.

15 مليون طن
يغطي مطمر الناعمة (جنوب العاصمة اللبنانية بيروت) مساحة تقدر بحوالى 120 ألف متر مربع، بحسب أرقام منظمة "إندي آكت" غير الحكومية، التي تعنى بالحفاظ على البيئة في لبنان. وتبلغ قدرته الاستيعابية مليوني طن من النفايات لمدة عشر سنوات. لكن المساحة توسعت لتصل إلى 297 ألف متر مربع، ردم فيها ما يزيد عن 15 مليون طن، على امتداد 15 عاماً.

إقرأ أيضاً: مطمر الناعمة في انتظار تحقّق وعود إقفاله
دلالات