النظام يواجه الفشل في داريا بعد الزبداني

08 اغسطس 2015
قصف بالبراميل على داريا (الأناضول)
+ الخط -
سقط عدد من القتلى والجرحى، اليوم السبت، في حي جوبر الدمشقي جراء القصف المدفعي، في حين تمكن مقاتلو الفصائل المعارضة في مدينة داريا بريف دمشق، من قتل عدد من جنود القوات النظامية إثر تصديهم لمحاولة اقتحام مجموعة من الأخيرة بهدف استعادة المناطق التي خسرتها قبل أيام.

وقال مسؤول في المكتب الإعلامي في جوبر، لـ"العربي الجديد"، إن "مدفعية القوات النظامية استهدفت اليوم حي جوبر من على جبل قاسيون ما تسبب بسقوط شهيد وعشرة جرحى بينهم حالة خطرة، وبينهم جريح بترت قدماه"، لافتاً إلى أن "القصف متواصل على مداخل الحي بشكل كثيف".

وأضاف أن "الجبهة خلال شهر 7 وبداية شهر 8 تتعرض لضغط شديد جداً من قبل القوات النظامية التي استخدمت عدة مرات غاز كلور وغازات سامة أخرى لم نتأكد بعد ممّا إذا كانت كلور، راح على أثرها شهيد، مترافقاً بعدة محاولات اقتحام، تكبّد جراءها النظام خسائر فادحة".

وفي سياق آخر، قال عضو مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق عبد الحميد الديراني، لـ"العربي الجديد"، إن "مقاتلي الفصائل المعارضة في داريا تصدوا اليوم لمحاولة تقدم جديدة للقوات النظامية، وقتلوا منهم نحو 15 جندياً من الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري، وما زالت بعض جثثهم ملقاة على الأرض حتى الآن، ما زاد من وتيرة الاشتباكات المستمرة حتى هذه اللحظة، كما سُجل خروج أربع سيارات إسعاف محمّلة بعناصر الأسد ما بين جريح وقتيل من المدخل الشرقي للمدينة بعد ظهر اليوم".

لافتاً إلى أن "محاولة القوات النظامية أتت بعد ليلة عنيفة شهدت خلالها المدينة قصفاً مدفعياً وحاويات وبراميل متفجرة، هزت العاصمة".

اقرأ أيضاً: المعارضة السورية ترفض إغراءات إيران للانسحاب من الزبداني

وفي سياق منفصل، شهدت منطقة سقبا في غوطة دمشق، أمس الجمعة، تظاهرة ضمت الآلاف من بلدات سقبا وجسرين وحزة وحمورية وكفر بطنا، جابت شوارع البلدة مطالبة بإسقاط  زهران علوش، قائد جيش الإسلام، أكبر الفصائل العسكرية التي تسيطر على غوطة دمشق.

ورفعت التظاهرة علم الثورة السورية فيما غاب عنها علم جيش الإسلام، ورفع المتظاهرون لافتات كتب على إحداها "من استطاع أن يقف عاري الصدر بوجه بشار الأسد، لن يتردد في الوقوف بوجه كل ظالم من قيادات الثورة عاري الصدر"، وكتب على أخرى "القادة تملأ بطونها والأطفال جياع".



واتهم المحتجون الفصيل بالقيام بممارسات قمعية تجاه الأهالي، كاعتقال الشباب في سجونه، وعدم الالتفات إلى مطالب الناس، واحتكار الموارد، فيما يعيش أهالي الغوطة حصاراً قاسياً منذ أكثر من سنتين. واتهم أحد المتظاهرين عناصر جيش الإسلام "بتوجيه قوتهم وسلاحهم باتجاه الانتقام والأخذ بالثأر من فصائل عسكرية أخرى، وتجاهلهم لامرأة تتسول أو طفلاً يأكل من القمامة". 

كما دعا المتظاهرون جميع الفصائل العسكرية لنبذ الخلافات بينها والتوحد، والتوجه إلى الجبهات أسوة بالفصائل العسكرية في الشمال السوري. 

يقول عمار الدمشقي، وهو أحد المتظاهرين، لـ"العربي الجديد": "بينما تنشغل فصائل عسكرية في الشمال بالتحرير، ينشغل جيش الإسلام بتصفية حساباته مع فصائل أخرى وقمع الناس، كل ما يقوم به هو استعراضات عسكرية فارغة، وقذائف هاون يوجهها على الأحياء السكنية، يعقبها قصف بالصواريخ والغازات السامة من قبل قوات النظام يقتل العشرات. الحصار يضيق يوماً بعد يوم، لا طعام ولا كهرباء ولا دواء. ما نريده هو أن نعيش أحراراً بعد كل هذه التضحيات، ولن نقبل أن نعيش في كنف نظام أسد جديد".

علوش رد من خلال فيديو مصور بثته جهات إعلامية مقربة من جيش الإسلام، قال فيه "إن اتهام جيش الإسلام بأنه ظالم ويجوع المدنيين ويقمعهم وبأنه لا يفتح جبهات قتالية ما هي إلا أكاذيب تسوقها ماكينات إعلامية، وأن النظام هو المسؤول وحده عن حصار الغوطة وتجويعها"، كما وجه اتهام احتكار المواد الغذائية للاتحاد الإسلامي، وقال إن مخازن جيش الإسلام خالية من الغذاء، وأردف علوش أنهم "غير متمسكين بالسلطة، لكن على من يخرجون بمظاهرات ضده أن يجدوا بديلاً لضبط الغوطة إن أرادوا إسقاط جيشه".

اقرأ أيضاً: قصف على درعا و"جيش الإسلام" يعدم 18 من "داعش"

المساهمون