واصلت قوات النظام السوري استهداف مناطق عدّة في الشمال السوري، خاصة فيما يسمى المنطقة العازلة التي تم التوافق على إقامتها بين تركيا وروسيا والتي باتت شبه خالية من السكان نتيجة عمليات القصف، بالتزامن مع استقدام مزيد من التعزيزات لهذه القوات، استعداداً فيما يبدو لعلميات عسكرية قريبة في المنطقة.
وقالت مصادر محلية، اليوم الأحد، لـ"العربي الجديد"، إنّ "قوات النظام قصفت بالمدفعية بلدة التمانعة ومنطقة التح في ريفي إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي، ومنطقة السرمانية على الحدود بين سهل الغاب وريف إدلب الجنوبي الغربي، ما تسبب بإصابة طفل".
يأتي ذلك بعد قصف مماثل على مناطق الصخر واللطامنة ومحيط مورك في ريف حماة الشمالي إضافة إلى بلدة كفرنبل بريف معرة النعمان في ريف ادلب الجنوبي.
وكان ستة مدنيين بينهم طفلان، قتلوا، أمس السبت، وأصيب 3 آخرون جراء قصف مدفعي شنته قوات النظام والمليشيات الأجنبية الموالية لها على مدينة خان شيخون وبلدات جرجناز والتح وقريتي التمانعة وتلمنس بريف إدلب الجنوبي، فضلاً عن مدينتي اللطامنة وكفرزيتا بريف حماة الشمالي.
وتحدثت مصادر محلية أخرى عن قصف لقوات النظام المتمركزة في منطقة "تل القبيبات" بريف حماة الشمالي على الحي الشمالي في مدينة خان شيخون براجمات الصواريخ وقذائف الهاون، ما أدى إلى مقتل أربعة مدنيين من عائلة واحدة، هم رجل وزوجته وطفلان، أحدهما ابن للرجل القتيل والآخر حفيده. كما أصيبت امرأة وطفلها بقصف لتلك القوات على بلدة تلمنس، بريف إدلب الجنوبي.
وتواصل قوات النظام خرقها اتفاقية "سوتشي" بين تركيا وروسيا لوقف إطلاق النار بمنطقة في محافظة إدلب ومحيطها، حيث وثقت منظمات حقوقية نحو 400 خرق لتلك القوات أسفرت عن مقتل 69 شخصاً، بينهم 44 مدنياً، منذ توقيع الاتفاق في أيلول/سبتمبر الماضي، وحتى نهاية شهر كانون الثاني/يناير من العام الجاري.
كما قتل طفل وجرح اثنان آخران، أمس السبت، بانفجار قنبلة من مخلفات قصف قوات النظام السوري على بلدة حيان شمال حلب.
وبالتزامن مع هذه الخروقات، قالت مصادر موالية للنظام إنّ قوات الأخير أرسلت تعزيزات عسكرية من "الفيلق الخامس" و"الفرقة التاسعة" إلى الجبهات الفاصلة مع المعارضة في حماة وحلب واللاذقية.
وترافق ذلك أيضاً مع انتشار تسجيلات مصورة وصور تظهر تدريبات عسكرية يقوم بها مدربون روس لقوات النظام في ريفي حماة وحلب، فيما يواصل طيران الاستطلاع والطيران الحربي الروسي التحليق في أجواء المنطقة.
وكان نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين قال قبل يومين إن أية عملية عسكرية محتملة في إدلب ستكون منظمة، معتبراً أن جميع اتفاقات مناطق "خفض التصعيد" التي تم الاتفاق عليها عام 2017 هي تدابير مؤقتة، مشيراً إلى أن إدلب هي آخر منطقة عاملة بالاتفاقية بين تلك المناطق، وهي "جزء لا يتجزأ من الدولة السورية والأراضي السورية، ولن تسمح روسيا بوجود محميات للإرهاب ويجب القضاء عليها"، بحسب تعبيره.
وكان المجلس المحلي في كفرزيتا بريف حماة الشمالي البلدة أعلن البلدة "منكوبة" جراء القصف الصاروخي والمدفعي المستمر من جانب قوات النظام.
وقال المجلس، في بيان نشره أمس السبت، إن كفرزيتا تتعرض لقصف مكثف براجمات الصواريخ من قبل قوات النظام وروسيا، أدى إلى نزوح عدد كبير من سكان المدينة، وإصابة عدد من المدنيين.
وأضاف المجلس أنه تم تعليق الدوام الرسمي في جميع المراكز الحيوية حرصاً على سلامة الأهالي والموظفين وسط حالة الخوف والترقب التي يعيشها من تبقى من سكان المدينة.
وكان المجلس المحلي في بلدة التح جنوبي إدلب قد أعلن، في 4 من فبراير/شباط الحالي، البلدة "منكوبة"، بسبب استمرار القصف من جانب قوات النظام.