النظام يستهدف دوما بـ400 صاروخ: 120 ألف مدني تحت القصف

07 ابريل 2018
آثار القصف المتواصل على دوما (فيسبوك)
+ الخط -
أُصيبت ابنة إسماعيل الفارس من جراء الغارات الجوية التي استهدفت مدينة دوما مساء الخميس، لكن إسماعيل ما زال يكافح حتى صباح السبت، لتتمكّن طفلته البالغة من العمر خمس سنوات، من الحصول على العلاج.

ابنة إسماعيل، واحدة من بين مئات المصابين بسبب القصف الليلي على دوما، والذي أسفر عن سقوط نحو 40 قتيلا من المدنيين، في ظل نقص كبير للكوادر الطبية، يقول إسماعيل لـ"العربي الجديد": "بعد أن أصيبت ابنتي بشظية في قدمها، حاولت إسعافها لكني لم أتمكّن من ذلك بسبب استمرار القصف العنيف".
ويوضّح الأربعيني السوري أنه قام بتضميد جرح طفلته بقماشٍ نظيف، ولجأ مع عشرات العائلات إلى أحد أقبية المنازل داخل دوما، حيث بقوا هناك أكثر من ساعة ونصف قبل أن يتمكّنوا من التوجّه إلى المستشفى.
استقل إسماعيل سيارة إسعاف نقلت ابنته مع أربع مصابين آخرين كانوا داخل ملاجئ. كانت السيارة تسير تحت وابل راجمات الصواريخ، لكنها تمكّنت من الوصول إلى المستشفى.

بدأت الطائرات الحربية الروسية وطائرات النظام  السوري قصف دوما، بعد تعثّر المفاوضات، حيث شنّت نحو ثلاثين غارة جوية على المناطق السكنية خلال أقل من ساعة، ثم أعقبها تثبيت راجمات صواريخ في محيط المدينة وقصفها من كل الجوانب حتّى وقتٍ متأخر من الليل.
ويقول ناشطون محليون، إن ما لا يقل عن 400 صاروخ سقطت على دوما ليلة أمس، في حين أوردت وسائل إعلام مقرّبة من النظام إلى أن الهجمة التي أودت بحياة العشرات، كان هدفها الضغط على "جيش الإسلام" الذي يسيطر على دوما لقبول المفاوضات.

ويُقدّر عدد المدنيين في دوما بنحو 120 ألف شخص بعد هروب نحو 50 ألفا آخرين إلى الشمال السوري والعاصمة دمشق، ويقبع سكان دوما في مثلث من الأبنية السكنية، تحيط به مزارع تُعتبر الجبهة الرئيسية للاشتباكات بين قوات النظام و"جيش الإسلام".
ويوضّح إسماعيل، الذي فقد شقيقه في قصفٍ سابق، أن المستشفى يعمل بشكلٍ عشوائي، وأن عدد الأطباء والممرّضين قليل، كما أن الكوادر الطبية تعمل بمعدّات إسعافات أولية، وهو يأمل أن يتم التوصل لاتفاق يسمح بخروجه إلى الشمال السوري مع عائلته.

لا يختلف حال عليا (37 سنة) كثيرا، فبعد أن قُتل زوجها خلال قصف على القطاع الأوسط في الغوطة الشرقية، هربت وحيدة إلى دوما، وهي تعيش اليوم في ملجأ بوسط المدينة مع عشرات المدنيين الذين لا يغادرون الملجأ إلا عند توقّف القصف.
وتقول عليا لـ"العربي الجديد"، إن "وجبة واحدة تصل يومياً للمدنيين القابعين في الملاجئ، كما أن الرعاية الصحية للمرضى والمصابين غائبة تماماً بعد تهجير الكوادر الطبية إلى الشمال السوري"، موضحةً أن نصف المقيمين داخل الملجأ إمّا "مرضى أو جرحى".

خرجت السيدة السورية قبل أيام إلى الشارع مع عدّة نساء، هربا من الرطوبة داخل الملجأ والتي أصابتهم بصعوبات في التنفّس، بقين خمس دقائق في الخارج قبل أن يستهدف قصف مدفعي الشارع الذي كانوا فيه، ما أسفر عن عودتهم إلى الملجأ مجددا.
وتحمّل الفتاة "جيش الإسلام" والنظام السوري معا مسؤولية ما يجرى للمدنيين، "النظام ليس لديه مشكلة لو قتل كل المدنيين في دوما، كما أن جيش الإسلام يتعنّت في المفاوضات من دون أن يأخذ في الحسبان أرواح المدنيين".

دلالات