وأفادت مصادر معارضة، "العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، أنّ "فرع سعسع التابع للمخابرات العسكرية، نفّذ خلال الـ48 ساعة الماضية، حملة مداهمات لمخيم خان الشيح، اعتقل خلالها عدداً من الشباب، إضافة إلى مصادرة سيارات ومحتويات مخازن إغاثية، تتبع لإحدى المنظمات الإنسانية المحلية".
وكان مخيم الشيح قد، أُجبر على توقيع اتفاق مع النظام قبل أسابيع، عقب عمليات عسكرية وقصف وحصار دام لسنوات، قضى بتهجير جميع من لا يقبل التسوية من مقاتلين ومدنيين إلى إدلب شمالي سورية، مقابل ضمان سلامة من يقبل التسوية والبقاء في المخيم، حيث يكون جيش "التحرير الفلسطيني" (يأتمر بأوامر النظام) مسؤولاً عن حفظ أمنهم، مقابل تعهّد النظام بعدم ملاحقتهم أمنياً أو اعتقالهم.
وقال الناشط أبو محمود الشامي، لـ"العربي الجديد": "ما فعله النظام في خان الشيح ليس بجديد، فقد سبق أن قام باعتقال شباب من مدينة التل، التي فرض عليها اتفاق تهجير مماثلا لاتفاق خان الشيح وقدسيا والهامة ومعضمية الشام وداريا".
وأعرب عن اعتقاده أنّ "النظام سيضيّق على شباب المناطق التي يحكم سيطرته عليها، ليدفع بهم للالتحاق بجبهات قتاله، مقابل الكف عن ملاحقتهم وتأمين معيشة عائلاتهم وضمان سلامتهم"، موضحاً أنّ "هناك عشرات آلاف الشباب في مناطق دمشق وريفها المحاصرة، التي يعمل النظام للسيطرة عليها عبر سياسة الحصار والتجويع، وفرض قبول تسوية أوضاعهم والعيش تحت سلطة النظام".
من جانبها، قالت مصادر مقرّبة من النظام، لـ"العربي الجديد"، إنّ "النظام يعاني من نقص شديد في قواته، والتي أصبحت مهمة غالبيتها، تثبيت النقاط التي يسيطر عليها بالاعتماد على المليشيات الموالية وتلك الإيرانية واللبنانية والعراقية والأفغانية، بغطاء جوي روسي".
وكشفت المصادر أنّ "الروس يضغطون على النظام لتأمين أعداد إضافية من الجنود، ما دفعه إلى شنّ حملات اعتقال واسعة بين الشباب في مختلف المناطق التي يسيطر عليها، لتجنيدهم بين صفوف قواته، والتي كان غالبية عناصرها يغادرون مواقعهم في أول فرصة لهم، في حين كان ينسحب آخرون بمجرد أي هجوم يشنّ عليهم".
ولفتت المصادر إلى أنّ "النظام ينظر إلى المناطق التي يسيطر عليها، كخزّان بشري كبير للشباب، الذين يستطيع فرض تجنيدهم، بينما تكون عائلاتهم رهائن تحت سلطته"، وذلك عقب انخفاض إقبال الشباب في المناطق التي تعتبر خزاناً بشرياً له، على الالتحاق بالقوات النظامية، حيث يقدّر عدد المتخلفين عن الخدمة الإلزامية والاحتياطية في الساحل السوري وحده، بنحو 60 ألف شاب".