النظام يتحدث عن طلب هدنة في الغوطة والمعارضة تنفي

25 نوفمبر 2014
قيادات الغوطة موحّدة إزاء أي خطوة (عبد دوماني/فرانس برس)
+ الخط -

تضاربت الأنباء عن بدء مفاوضات حول هدنة بين المعارضة المسلّحة المسيطرة على الغوطة الشرقية في ريف دمشق والنظام السوري. ففي حين أعلن مصدر مسؤول في "وزارة الدولة للمصالحة الوطنية في النظام"، لـ"العربي الجديد"، أن "وفداً من الوجهاء خرج أخيراً من الغوطة الشرقية وتواصل مع الوزارة وطرح إمكانية البحث في هدنة"، نفى المنسق العام لـ"التجمع الوطني لقوى الثورة في الغوطة الشرقية" ورئيس "مجالس إدارة المجالس المحلية في الغوطة الشرقية"، نزار صمادي، لـ"العربي الجديد"، أن "تكون أي من القوى العاملة تواصلت مع النظام لبحث أي هدنة". وشدد على أن "موضوع الهدنة في الغوطة، لا يُمكن أن يطرح إلا باتفاق جميع القوى العاملة في المنطقة".

وكان المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أكد أن "الواقع المعيشي في الغوطة الشرقية مترد جداً، ولم يعد المدنيون قادرين على الاحتمال، وما تظاهرة الجياع التي خرجت في دوما، سوى دليل على أن المدنيين هم من سيقضون على المسلحين في النهاية". وكشف أن "وفداً من وجهاء الغوطة الشرقية التقى مسؤولين في الوزارة، وبحثوا سبل تطبيق الهدنة في الغوطة". وتكتم المصدر عن أسماء أعضاء الوفد والجهات التي يمثلونها، "خوفاً على حياتهم وحرصاً على نجاح جهودهم"، على حد قوله.

وعن شروط الهدنة التي يقبل بها النظام، قال إن "الهدنة هي أول خطوة في المصالحة، والتي تتلخّص في عودة الدولة إلى كل المناطق بكافة مظاهرها، على أن يسلّم المسلحون أسلحتهم، ويقومون بتسوية أوضاعهم مع الجهات المختصة، ومن ثم يعودون إلى حياتهم الطبيعية في كنف الدولة".

في المقابل، ناقض الصمادي، كلام المسؤول في النظام، وجزم بأن "الثقة معدومة في النظام، فهو سبق أن نكث في وعوده أكثر من مرة، فلا عهد له، والعالم أجمع أقرّ بذلك، فكيف يمكن أن نتفاوض معه على هدنة ونحن أخبر الناس به؟". ولفت إلى أن "القوى العاملة في الغوطة متفقة على أن قرار الهدنة يتخذ بالتوافق بين أهل العقد والحل". وأضاف "على أي أساس سنفاوض النظام وهو يمعن في حصار الغوطة وقصف المدنيين يومياً؟".

من جهته، أشار أحد نشطاء الغوطة الشرقية، غزوان الحكيم، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن "هناك بعض الناشطين تقدموا بمبادرة لتحييد المدنيين، عبر وقف القصف المتبادل، على أن تبقى جبهات القتال على حالها". وأوضح أن "النظام لم يتجاوب مع الموضوع، بل زاد من القصف الجوي للمناطق السكنية المأهولة، لمنع خروج المدنيين من الغوطة".

وبيّن أنه "كانت هناك محاولات لفتح باب المفاوضات للتوصل إلى الهدنة عبر الأمم المتحدة، في زمن الأخضر الإبراهيمي، لكن النظام لم يسمح للوفد الأممي بالدخول إلى الغوطة بحجة الحفاظ على أمنهم". وفي السياق، يتحدث ناشطون عن أن "المفاوضات لا يمكن أن تفتح من دون رعاية أممية، وبوادر حسن نية من جهة النظام، تشمل وقف قصف المدنيين وفتح ممرات آمنة للحالات الإنسانية، وإدخال المساعدات الإنسانية، إضافة إلى إطلاق سراح المعتقلين". ومع تأكيدهم أن "الوضع الإنساني في الغوطة سيئ جداً"، غير أنهم جزموا بأن "هذا الأمر لن يجعلهم يتنازلون عن مطالبهم أو أن تذهب دماء الشهداء هباء".

وفي سياق آخر، لفت الناشط الإعلامي، ثائر الدمشقي، من الغوطة الشرقية، لـ"العربي الجديد"، إلى أنه "تم اغتيال اثنين من قادة جيش الإسلام التابع للجبهة الإسلامية برئاسة زهران علوش، هما أبو محمد عدس الملقب بمجدرة، وهو يشغل منصب مدير مكتب المنشقين في جيش الإسلام، وأبو الخطاب، والذي يشغل نائب رئيس العمليات في جيش الإسلام، يوم السبت الماضي، في الغوطة الشرقية".