النظام السوري يواصل سياسة "الأرض المحروقة" بالغوطتين

03 نوفمبر 2016
26 برميلاً على مخيم خان الشيح (عبد دوماني/فرانس برس)
+ الخط -


تواصل قوات النظام اتباع سياسة "الأرض المحروقة" في الغوطتين الغربية والشرقية، قاضمةً مناطق المعارضة يوماً بعد آخر، في ظل غياب الدعم والصمت الدولي، كما هي حال مخيم خان الشيح المحاصر في الغوطة الغربية، وانحصار مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية.

وأفادت "غرفة عمليات مجاهدي الغوطة الغربية"، اليوم الخميس، بأنّ "الطيران الحربي نفّذ أربع غارات على محيط مخيم خان الشيح"، لافتة إلى أنّ "اشتباكات عنيفة تخوضها على محور التقي وسط قصف مدفعي عنيف".

واستهدف الطيران الحربي، أمس الأربعاء، محيط ومزارع مخيم خان الشيح، وأسقط 26 برميلاً متفجراً.


وتضاربت الأنباء الواردة، ففي حين ذكرت مصادر معارضة أنّ "الفصائل المسلحة المعارضة شنّت اليوم، الخميس، هجوماً مضاداً استطاعت جراءه السيطرة على عدة نقاط كانت القوات النظامية قد سيطرت عليها يوم أمس؛ قالت وكالة "سانا" التابعة للنظام، إنّ "وحدات من الجيش والقوات المسلحة استعادت منطقة جامع التقي ومحيطه شمال مزارع خان الشيخ بريف دمشق، بعد القضاء على عدد من الإرهابيين وتدمير أسلحتهم".


وفي الغوطة الشرقية، قال الناشط الإعلامي عمر الشامي، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "الطيران الحربي استهدف بعدة غارات مدينة دوما ومحيط إدارة المركبات في حرستا، كما استهدف الطيران الحربي الشيفونية وبلدة الريحانية، دون ورود معلومات عن وقوع إصابات".


من جهته، قال المتحدث باسم "هيئة أركان جيش الإسلام"،  حمزة بيرقدار، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "الوضع الميداني على الجبهات الشرقية والشمالية الشرقية والشمالية من الغوطة الشرقية، تشهد مناوشات متفرقة بعد سيطرة القوات النظامية والمليشيات الداعمة لها على منطقتي تل الصوان وتل كردي، في ظل استمرار القصف على بلدة الريحان الملاصقة للمنطقتين المذكورتين".

وأضاف "أما الجبهة الشمالية، فقد حاولت مليشيات النظام اقتحامها من محورين، ومهدت لذلك بقصف مدفعي، جرت بعد ذلك اشتباكات عنيفة بين مجاهدي جيش الإسلام والمليشيات المقتحمة، قتل إثرها أكثر من 10 عناصر من القوة المقتحمة دون تحقيق أي تقدم".

وعن دعوات توحيد جهود الفصائل في الغوطة الشرقية التي ازداد النداء لها من قبل ناشطين وقوى معارضة، قال بيرقدار "أول أمس، دعا المجلس العسكري لدمشق وريفها في الغوطة الشرقية، جميع الفصائل والفعاليات والمؤسسات والوجهاء والمجالس، إلى مؤتمر تحت مسمى (الغوطة إلى أين؟)، بغرض وضع الجميع تحت الأمر الواقع لما يحصل في الغوطة والخطر المحدق بها والخروج بقرارات حاسمة تضمن الحل الفوري وحل جميع الخلافات".

وأضاف: "وجهت دعوة إلى جيش الإسلام كما بقية الفصائل، واستجابت قيادة الجيش للدعوة وأرسلت وفداً من قيادييها لحضور هذا المؤتمر، ولكن قبل وصولهم إلى مقر المؤتمر، أوقفهم حاجز لفيلق الرحمن أبلغهم بقرار منعهم من المرور. وبعد اتصالات مع أصحاب الدعوة، لم يستطع الوفد الوصول للمؤتمر، وبالتالي لم يكن لنا حضور فيه، فضلاً عن أن قيادة فيلق الرحمن لم تكن موجودة أصلا".

ولفت إلى أنه "في نهاية المطاف لم يخرج المؤتمر بقرار أو حل، لأن الطرف الأول لم يحضر والطرف الثاني مُنع من الحضور، والأمور لا تزال معقدة حتى هذه اللحظة في ظل قضم قوات بشار الأسد لمناطق الغوطة شيئاً فشيئاً، وانفراده في جبهة محددة دون إشعال بقية الجبهات التي تشهد ركونا وركودا وسباتا منذ أكثر من ستة أشهر على التوالي".

وتعاني الغوطة الشرقية من تشرذم قواها، إذ تتبادل الفصائل الاتهامات في مسؤولية التقدم المتواتر الذي تحققه قوات النظام، إضافة إلى الحصار الخانق المفروض على الغوطة، الأمر الذي يهدد بالتحاق الغوطة بداريا وغيرها من المناطق المهجرة.

المساهمون